شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تشييع حفيدة آخر خليفة عثماني في بيروت 

تشييع حفيدة آخر خليفة عثماني في بيروت 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 19 يناير 201902:16 م

في جنازة حاشدة، شيعت بيلون هانم سلطان، حفيدة السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، الجمعة، إلى مثواها الأخير في مدافن الباشورة وسط بيروت، عن عمر ناهز 101 عام.

وأدى مئات المصلين صلاة الجنازة على الراحلة في جامع البسطة التحتا الأثري قبل أن تنقل إلى مدافن العائلة بمشاركة السفير التركي في بيروت هاكان تشاكل، وحشد من المواطنين.

من هي بيلون هانم؟

الفقيدة بيلون ألبان هانم سلطان عثمان أوغلو، هي ابنة فاطمة الزهراء سلطان نجلة آخر خليفة عثماني، ولدت في تركيا عام 1918، وغادرتها عام 1924 مضطرةً.

وكان قد صدر قانون في 3 مارس/آذار عام 1924 في تركيا، يقضي بنفي 37 من ذكور العائلة العثمانية، من بينهم السلطان العثماني الأخير "محمد وحيد الدين"، والخليفة العثماني الأخير "عبد المجيد أفندي" الذي تولى الخلافة من 19 نوفمبر 1922 حتى 3 مارس 1924، بالإضافة إلى 35 أميراً عثمانياً.

وإثر صدور القرار، اضطر 250 من ذكور وإناث العائلة العثمانية إلى مغادرة تركيا على متن القطارات والسفن.

عانت بيلون هانم كثيراً منذ أن نفيت من وطنها وهي طفلة لم تتجاوز سن ست سنوات، وانتقلت أولاً إلى فرنسا ومنها إلى فلسطين، حتى استقرت في بيرون منذ العام 1929.

توفيت بيلون هانم، وهي آخر من تبقى من أفراد العائلة العثمانية المهجرين من تركيا عام 1924، الخميس 17 يناير الجاري في منزلها بالعاصمة بيروت عقب إصابتها بالزكام جراء موجة الصقيع التي ضربت لبنان. ولبيلون ابنة تدعى ناهدة حسن الجار الله، وشقيق هو يافوز باي الذي غاب عن الجنازة لكونه  في المستشفى.

وعقب انتهاء إجراءات الدفن، استذكرت سينييا يافوز البان عثمان أوغلو ابنة شقيق الراحلة والتي كانت تعيش معها هي وشقيقها، محاسنها مشددةً على أنها كانت محبة للناس.

وأضافت "ضحت الفقيدة لأجلنا بعد هجرتنا من تركيا وتشتتنا خارج بلادنا، لأنها كانت امرأة قوية" ووجهت الشكر للسلطات التركية للوقوف إلى جانبهم في الإجراءات "لأنه لم يعد لدينا شباب في العائلة".

تركيا تسهم بالدفن والمعاناة معاً

من جهته، قال السفير التركي في لبنان للأناضول "مع الأسف، وصل إلينا خبر وفاة حفيدة السلطان عبد المجيد فور الوفاة. ومباشرةً تواصلنا مع الخارجية التركية وأنساب العائلة العثمانية في إسطنبول، وقدمنا تعازينا برحيل الفقيدة".

وتابع السفير قائلاً: "وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أعطانا توجيهات بأن نتكفل بإجراءات الجنازة والدفن، والوقوف إلى جانب عائلة الراحلة".

كما أعرب عن حزنه الشديد بفقدان حفيدة العائلة العثمانية، مردفاً "كما نعزي عائلتها ومحبيها. وقد أبلغت العائلة سلام وعزاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

يشار إلى أن معظم الأمراء وأفراد العائلة العثمانية توفوا في المنفى كذلك، بعد أن عانوا الفقر والشتات لفترات طويلة، فيما يتوزع أبناؤهم وأحفادهم الباقون بين الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والنمسا وسوريا ومصر ولبنان.

في جنازة حاشدة، شيعت بيلون هانم سلطان، حفيدة السلطان العثماني عبد المجيد الثاني، الجمعة، إلى مثواها الأخير في مدافن الباشورة وسط بيروت، عن عمر ناهز 101 عام.
ورغم السماح لهم بالعودة إلى "الوطن" فضل معظم أفراد العائلة العثمانية البقاء بالمنفى عن العودة ، على غرار دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو حفيد "محمد سليم أفندي" الابن الأكبر للسلطان عبد المجيد الثاني الذي فضل البقاء في المنفى رغم حصوله على الجنسية التركية.

وكان قرار نفي أفراد العائلة العثمانية يقضي بحجز جميع ممتلكات العائلة التي حكمت الأراضي التركية لأكثر من ستة قرون، كما يحظر دفن جثثهم في التراب التركي، ولم يسمح حتى للمنفيين بعبور تركيا خلال رحلتهم إلى المنفى.

وعاش أفراد العائلة العثمانية بالمنفى على الإعانات وأقدم بعضهم على الانتحار لبشاعة ظروف حياتهم، ولم يسمح بعودتهم إلى الوطن إلا عام 1952 وكان القرار يشمل نساء العائلة فقط، أما قانون السماح لذكور العائلة العثمانية بدخول تركيا فصدر يوم 15 أيار 1974.

ورغم السماح لهم بالعودة إلى "الوطن" فضل معظم أفراد العائلة العثمانية البقاء بالمنفى عن العودة ، على غرار دوندار عبد الكريم عثمان أوغلو حفيد "محمد سليم أفندي" الابن الأكبر للسلطان عبد المجيد الثاني الذي فضل البقاء في المنفى، وكان قد ولد عام 1930 في دمشق واستطاع الحصول على الجنسية التركية.

في المقابل، أوصى آخر أحفاد الأسرة العثمانية المولودين بقصر السلطنة زاده ارتوغرول عثمان، بأن يدفن إلى جانب جده السلطان عبد الحميد، في الأراضي التركية وهو الطلب الذي وافقت عليه حكومة العدالة والتنمية عام 2009. ونفى الأتراك حينها أن تكون هذه مصالحة بين الجمهورية والخلافة، لافتين إلى أن زاده أكد ولاءه للجمهورية التركية.

يشار إلى أن الدولة التركية العلمانية الحديثة تأسست على يد الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك في عام 1920على أنقاض الدولة العثمانية المنهارة، وجرى أول اجتماع للمجلس النيابي في أنقرة في 20 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1923م، وأُعلنت الجمهورية رسمياً وانتخب مصطفى كمال رئيساً لها.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard