قبل أيام قليلة من إحياء عيد الثورة التونسية الثامن الذي يصادف يوم 14 يناير وهو تاريخ إطاحة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في عام 2011، صَنّفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تونس ضمن قائمتها لأفضل 52 وجهة سياحية يتوجب زيارتها عام 2019، مُحتلة المرتبة الـ27، ومُتقدمة على كُل من نيويورك (31)، ولوس أنجلوس (41)، وهونج كونج (44).
وقالت الصحيفة إن "الحُرية" التي تتمتع بها شُعلة الربيع العربي (تونس) هي ما يُميزها عن غيرها من دول العالم، لافتة إلى أن تونس العاصمة تعد اليوم، بعد ثماني سنوات من الثورة، العاصمة العربية الوحيدة التي تشهد حُرية رأي وتعبير حقيقية، وهو ما يؤكده مؤشر الحرية العالمي لعام 2018 الذي أصدرته منظمة "فريدوم هاوس"، مُشيرة إلى أن تونس هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت تصنيف "حرّة".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تونس انتخبت عام 2018 امرأة (سعاد عبدالرحيم) لتكون "عمدتها"، مُعتبرة أن ما حصل "شيءً نادراً" في المنطقة. ويُعرف المنصب أيضاً بـ "شيخ تونس".
ولتونس العاصمة، بحسب ما نقلته الصحيفة، "سحر" خاص في مساجدها العريقة وشوارعها العتيقة، وخصّت بالذكر شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد مظاهرات مصيرية يوم 14 يناير 2011 كان لها دور كبير في إطاحة بن علي، ولم تنسَ الصحيفة الحديث عن مقاهي ومعارض مدينة سيدي بوسعيد المميزة بلونيها الأبيض والأزرق وهما لونان يحيلان بالأساس زرقة المتوسط الذي تطل عليه المدينة المقامة فوق هضبة.
وتقول نيويورك تايمز لزائري تونس العاصمة في المُستقبل القريب: ستتناولون طعاماً "لذيذاً" وستشربون نبيذاً أحمَر محلياً جيّداً.
وكان القطاع السياحي قد تدهور منذ تعرض تونس لثلاث هجمات عام 2015، استهدف اثنان منها سُياحاً في منتجع بمدينة سوسة الشرقية ومتحف باردو في العاصمة، أسفرا عن مقتل عشرات المواطنين الغربيين، إلى جانب هجوم آخر استهدف حافلة للأمن الرئاسي، أسفر عن مقتل 14 من الحرس الرئاسي، واستأنفت تونس حالة الطوارئ مُنذ ذلك الحين.
9 ملايين سائح تونسي في 2019
ورغم إعلان تونس حالة الطوارئ لنحو 4 سنوات، قال وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي، منذ أيام قليلة إنه يتوقع أن تستقبل تونس 9 ملايين سائح العام الحالي.
ولفت في مؤتمر لممثلي السياحة التونسية في الخارج إلى أن العدد المتوقع يعد "منطقياً وليس حلماً" إذ يستند إلى تقديرات ومؤشرات مرتبطة بالحجوزات في الأسواق نحو "الوجهة التونسية"، مُضيفاً أن تونس ستشهد مواعيد مهمة عدة في الفترة المُقبلة من بينها الدورة الـ 18 من القمة الفرنكوفونية عام 2020.
وأكد وزير السياحة على ضرورة توفر "الاستقرار السياسي والأمني" في تونس لتحقيق النتائج المطلوبة، لافتاً إلى أن القطاع السياحي "استعاد عافيته" عبر الترويج الأفضل للوجهة وخاصة تحسين جودة المنتوج السياحي والخدمات، إذ استقبلت تونس 8.3 مليون سائح عام 2018، وهو رقم "قياسي" بعد الهجمات الإرهابية، وارتفعت إيرادات القطاع السياحي بـ 45% مُقـارنةً بعام 2017.
قالت "نيويورك تايمز" إن "الحُرية" التي تتمتع بها شُعلة الربيع العربي (تونس) هي ما يُميزها عن غيرها من دول العالم، لافتة إلى أن تونس العاصمة تعد اليوم، بعد ثماني سنوات من الثورة، العاصمة العربية الوحيدة التي تشهد حُرية رأي وتعبير حقيقية.
فيما يستعد التونسيون لإحياء عيد الثورة الذي يُصادف 14 من يناير، يوم إطاحة بن علي، يعتبر البعض خصوصاً أهالي سيدي بوزيد مسقط رأس الشاب البوعزيزي البائع المتجول، أن تاريخ عيد الثورة "الحقيقي" يعود ليوم 17 ديسمبر، يوم أحرق البوعزيزي نفسه مُشعلاً ثورة الربيع العربي.
عيد الثورة التونسية
فيما يستعد التونسيون لإحياء عيد الثورة الذي يُصادف 14 من يناير، يوم إطاحة بن علي الذي هرب إلى السعودية صحبة عدد من أفراد أسرته، يعتبر البعض خصوصاً أهالي سيدي بوزيد مسقط رأس الشاب محمد البوعزيزي البائع المتجول الذي أشعل شرارة الثورة، أن تاريخ عيد الثورة "الحقيقي" يعود ليوم 17 ديسمبر، يوم أحرق البوعزيزي نفسه مُشعلاً ثورة الربيع العربي.
ويقول أهالي منطقة سيدي بوزيد إن اعتبار الـ 14 من يناير عيداً وطنياً للثورة يعد "إنكاراً" لتضحيات المنطقة ودورها في الإطاحة بالنظام السابق، وبحسب ما نقله الصحافي التونسي حلمي الهمامي عنهم، يعد أيضاً بمثابة "مواصلة سياسات التهميش التي عرفتها المنطقة خلال العهد السابق".
فيما يعتبر كثيرون أن الـ 14 من يناير هو عيد الثورة التونسية لأن مُعظم دول العالم تتخذ من اليوم الذي سقط فيه النظام عيداً وطنياً للثورة، وإلى جانب ذلك، يقولون إن الثورة التونسية "كانت نتاج تراكمات وأحداث".
وطالب الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد (النقابة الجهوية) السبت، بـ "تصحيح التاريخ واعتبار 17 ديسمبر عيداً وطنياً للثورة، و14 يناير عيداً للنصر"، لافتاً إلى أن ذلك يُعد "مسؤولية تاريخية".
وقال رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسيدي بوزيد، بودربالة نصيري، إن يوم الـ 14 من يناير يُعد بالطبع عيداً للتونسيين الذين انتصرت فيه إرادتهم ضد "الاستبداد" بهروب "رمز الديكتاتورية" (بن علي)، ولكن في المُقابل يقول "لولا 17 ديسمبر، لما كان انتصار 14 يناير".
مدينة عربية أُخرى في تصنيف نيويورك تايمز
واحتلت مدينة الدوحة القطرية المرتبة الـ 37 في قائمة "نيويورك تايمز" لأفضل 52 وجهة سياحية للعام الحالي، ومن بين أبرز ما قالته عنها هو "استعداداتها المعمارية" لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الدوحة تتزين حالياً بمباني صممتها "أكبر الأسماء المعمارية" على مستوى العالم، منها مبنى مكتبة قطر الوطنية الذي صممه المعماري الهولندي ريم كولهاس، وهو مستوحى من شكل ورقة كتاب مطوية، افتُتح عام 2018.
وفي مارس المقبل تفتتح قطر متحفها الوطني، وهو من تصميم المعماري الفرنسي جان نوفيل. وذكرت "نيويورك تايمز" ملعب "الوكرة" الذي صممته المعمارية العراقية الراحلة زها حديد لإقامة مباريات كأس العالم في قطر. وقد واجهت حديد انتقادات عدة حول شكله الذي شبهه البعض بـ "العضو الأنثوي"، ولكنها لم تلتفت للنقد قبل رحيلها، مُعتبرة أنها "تعليقات سخيفة".
وكان لا بد من ذكر الملعب الذي سيستضيف حفل افتتاح المونديال واختتامه في قطر، وهو مزيج من العمارة الإسلامية القديمة والحديثة، صممه المعماري البريطاني نورمان فوستر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...