أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الجمعة أن بلاده منحت الفتاة السعودية رهف محمد القنون حق اللجوء فيما أكد مسؤول بمطار بانكوك لوكالة رويترز للأنباء أن الفتاة السعودية رهف محمد القنون التي فرت من أسرتها غادرت تايلاند مساء الجمعة، 11 يناير، على متن رحلة متجهة إلى كوريا الجنوبية ومنها إلى كندا، فيما
وبعد غلقها حسابها على تويتر بشكل مفاجيء الجمعة، أعادت رهف التغريد مرة أخرى السبت بصورة حديثة لها وهي تحمل جواز سفرها داخل الطائرة المتوجهة إلى كندا معلقة "الدولة الثالثة، لقد فعلتها".
ومن المرجح أن يؤدي القرار الكندي منح رهف اللجوء إلى تفاقم التوتر القائم بالفعل بين السعودية وكندا، بعد أن طردت الرياض السفير الكندي العام الماضي رداً على انتقاد أوتاوا السلطات السعودية بشأن احتجاز ناشطات سعوديات.
وبحسب رئيس إدارة الهجرة في تايلاند فإن الطائرة التابعة للخطوط الجوية الكورية أقلت الفتاة رهف (18 عاماً) إلى سول قبل منتصف ليل الجمعة بقليل (بالتوقيت المحلي)، على أن تستقل رهف طائرة من مطار أنتشيون في سول متجهة إلى كندا.
وأشار المسؤول إلى أن رهف حصلت على صفة لاجئ من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين وأنها نسقت مع كندا بهدف إرسال رهف إلى تورنتو.
وعن عائلة الفتاة قال المسؤول التايلاندي إن والد رهف وأخاها طلبا لقاءها لكنها رفضت ذلك، مضيفاً أن الأخ والوالد في طريق عودتهما إلى السعودية معلناً أن القضية انتهت في تايلاند.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده منحت حق اللجوء للفتاة السعودية، مضيفاً في تصريحات للصحافة مساء الجمعة أن كندا قبلت طلب المفوضية الأممية للاجئين ومنحت رهف القنون صفة لاجئة.
تعبئة الرأي العام الدولي
وبدأت القصة حين هربت رهف السبت الماضي من أهلها أثناء رحلتهم إلى الكويت وغادرت الدولة الخليجية على متن رحلة تابعة للخطوط الكويتية إلى بانكوك والتي كان يفترض أن تتوجه منها إلى أستراليا، إلا أنه فور وصولها الأراضي التايلاندية رفضت السلطات هناك دخولها، ثم نفت سلطات الهجرة التايلاندية اتهام رهف لها بأنها تتصرف بناء على طلب الحكومة السعودية، وقالت إنها منعت رهف من دخول تايلاند ليلة السبت 5 يناير لأنها لا تملك الوثائق اللازمة للحصول على تأشيرة لدى وصولها.
وعن السبب الذي يقف وراء رغبتها بطلب اللجوء تقول رهف إنها تتعرض للتعنيف الجسدي والعاطفي واللفظي من قبل أهلها، كما أنهم حبسوها في المنزل طيلة أشهر وهددوها بالقتل ومنعوها من إكمال تعليمها.
ولقت قصة رهف التي غردت بها بنفسها في تويتر تعاطفاً لا مثيل له واهتماماً عاجلاً من قبل المنظمات الدولية وتحركات سريعة لوقف ترحيلها وهذا ما منع تايلاند من إعادتها إلى السعودية بخلاف ما حدث مع فتيات سعوديات حاولن قبل رهف الهرب مثلها لكن تم إيقافهن في تايلاند وإعادتهن إلى المملكة. وفي البداية أحالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قضية رهف إلى أستراليا لبحث استقبالها كلاجئة، وبناء على ذلك قالت وزيرة خارجية أستراليا ماريس بين التي وصلت إلى بانكوك في زيارة كانت مقررة قبل أن تطلب رهف اللجوء إن "العملية تجري حالياً"، لكنها أضافت أنه لا يوجد إطار زمني محدد لتقييم حالة رهف.
وتسببت قضية رهف في جدل عالمي واسع، وأعادت الحديث عن ولاية الرجل في السعودية، واهتمت وسائل الإعلام العالمية بقضيتها، وخرجت بعض التظاهرات تضامناً معها، منها تظاهرة لمجموعة من السيدات وقفن عاريات أمام القنصلية السعودية في سيدني الخميس الماضي تضامناً مع رهف وتنديداً بما تعرضت له والترحيل الذي يهددها ويهدد مثيلاتها.
ورفعت السيدات اللاتي تظاهرن نصف عاريات لافتات كتب عليها "نساء – شجاعة – حرة" و "دعوها تدخل"، في مطالبة للحكومة الأسترالية منحها حق اللجوء، ونظمت هذه التظاهرة منظمة Secret Sisterhood وهي مؤسسة اجتماعية تبيع المنتجات المصنوعة من قبل النساء.
من المرجح أن يؤدي القرار الكندي منح رهف اللجوء إلى تفاقم التوتر القائم بالفعل بين السعودية وكندا، بعد أن طردت الرياض السفير الكندي العام الماضي رداً على انتقاد أوتاوا السلطات السعودية بشأن احتجاز ناشطات سعوديات.
تسببت قضية رهف في جدل عالمي واسع، وأعادت الحديث عن ولاية الرجل في السعودية، واهتمت وسائل الإعلام العالمية بقضيتها، وخرجت بعض التظاهرات تضامناً معها، منها تظاهرة لمجموعة من السيدات وقفن عاريات أمام القنصلية السعودية في سيدني الخميس الماضي تضامناً مع رهف وتنديداً بما تعرضت له والترحيل الذي يهددها ويهدد مثيلاتها.
ويوم 6 يناير قالت رهف لوكالة رويترز في رسالة نصية وصوتية من بانكوك: "سيكون أخوتي وعائلتي والسفارة السعودية في انتظاري بالكويت…سيقتلونني، حياتي في خطر. عائلتي تهدد بقتلي لأبسط الأمور".
وانتشرت قضية رهف بعد أن قالت الفتاة في فيديو قصير نشرته على حسابها على تويتر، إنها تحتاج إلى أي دولة تحميها وتمنحها اللجوء.
وتأتي قضية رهف في وقت تواجه فيه الرياض انتقادات شديدة من حلفائها الغربيين بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى الأزمة التي سببتها الحرب التي تقودها المملكة في اليمن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...