وصف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، تشاك هاغل، الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب بأنه "لا يفهم السياسات الدوليّة وكيف تُصنع"، مضيفاً أن ترامب لا يفهم كذلك موضوعات مثل المصالح الدوليّة وتداعيات القرارات والعلاقات مع الحلفاء. حديث هاغل الذي تحمّل حقيبة الدفاع في عهد الرئيس باراك أوباما جاء تعليقاً على قرار الإدارة الأمريكيّة المفاجئ الانسحابَ من سوريا.
وتابع هاغل في مقابلة مع كريستيان أمانبور عرضتها قناة CNN الأمريكيّة مساء الأربعاء أنه يعتقد أن أفضل دليلٍ على ما وَصف به ترامب هو السياسة الأمريكيّة في سوريا، واصفاً إياها بأنها "مُربكة على أفضل تقدير، وبالتأكيد فوضويّة وخطيرة" خصوصاً وأنها تدور "في جزءٍ تعمه الفوضى من العالم" في إشارةٍ إلى منطقة الشرق الأوسط.
وبلهجةِ تعجّبٍ أكمل هاغل: "حين تتخذ قراراً كالذي ٍأقدم عليه الرئيس (الأمريكي) وتُعلن عنه عبر موقع تويتر دون استشارة مجلس الأمن القومي وخبرائك، ولا تستشير حتى حلفاءك، فإن عواقب مثل هذا القرار هائلة، وهو ما اكتشفه (ترامب) خلال الأسبوعين الماضيين".
وفي نفس السياق تابع وزير دفاع أمريكا الأسبق قائلاً في المقابلة التي استمرّت نحو 20 دقيقة: "يجب علينا إيجاد حلول دبلوماسيّة والعمل على تحقيق أهدافنا الاستراتيجيّة، استخدام الجيش لن يُصلح ذلك، اكتشفنا ذلك بعد 18 عاماً في أفغانستان و15 عاماً في العراق، وإن لم تعمل على ذلك مع الحلفاء فسيكون الأمر فاشلاً، وهو (ترامب) لا يفهم ذلك".
وحول الطريقة التي تعامل بها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما مع الملفِّ السوري، وتردّده في تنفيذ تهديداته ضد النظام السوري، علّق هاغل قائلاً إنه يظنُّ "أن ذلك هو أكبر خطأ بالسياسة الخارجيّة اقترفته إدارة أوباما"، شارحاً بأن هذا الأمر كان خطيراً لأنه أرسل رسالة إلى النظام الروسي مفادها أن كلمة الرئيس الأمريكي ليست في محلِّها.
وفي 19 ديسمبر 2018، أعلن ترامب أنه قرّر سحبَ قوّات بلاده من سوريا، دون أن يذكر موعد تنفيذ الانسحاب، غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الانسحاب قد يستغرق شهوراً.
وصف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، تشاك هاغل، الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب بأنه "لا يفهم السياسات الدوليّة وكيف تُصنع"، مضيفاً أن ترامب لا يفهم كذلك موضوعات مثل المصالح الدوليّة وتداعيات القرارات والعلاقات مع الحلفاء.
مقابلة أردوغان
وكشف تشاك هاغل في المقابلة أنه قابل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في العام 2002، وقال له أردوغان إنه يعتبر الأكراد هم التهديد الرئيسي لبلاده، مضيفاً أن آخر مرة قابل فيها أردوغان كانت في خريف العام 2014، حين كان وقتها لا يزال وزيراً للدفاع، ووقتها ردّدَ أردوغان نفس الكلام.
وأضاف هاغل أن التطوّرات في المنطقة أثبتت أن الأكراد ليسوا التهديد الرئيسي لتركيا ولكنه تنظيم "داعش"، لكنه أكمل أن هذا الأمر "لن يُجدي نفعاً الآن فالاستنتاج مبني على تقييم تركي، وعليه ما يجب القيام به هو العمل مع الأتراك للتوصّل إلى سبلٍ من شأنها حماية الأكراد والتوصّل لما نريد تحقيقه في ذات الوقت".
وقدّم تشاك هاغل استقالته يوم 24 نوفمبر من العام 2014 خلال مداخلة مشتركة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ويومها قال هاغل في كلمة مُقْتَضَبَة "لقد قدّمت استقالتي اليوم"، في حين أشاد أوباما بوزير "الدفاع المثالي" و"الصديق" هيغل.
وكان هيغل الجمهوري الوحيد في إدارة أوباما حتى استقالته، وأفادت وسائل إعلام أمريكية آنذاك أن استقالته مرتبطة بشكل ما بخلافات حول الإستراتيجيّة الواجب اعتمادها لمحاربة داعش في سوريا والعراق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 4 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...