في ختام لقاء رباعي جمع وزراء خارجية ودفاع البلدين، أعلنت روسيا وتركيا السبت التوصل إلى "اتفاق" بشأن تنسيق جهودهما لمواجهة “الإرهابيين" في سوريا، فور تنفيذ الانسحاب الأمريكي المرتقب.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل نحو أسبوع قرار سحب قوات بلاده من سوريا، ودافع عنه رغم ردود الأفعال المعارضة له من داخل الإدارة الأمريكية نفسها، بعضها جاء لا بخطاب تنديد فقط بل بالتنحي مثل وزير الدفاع جيم ماتيس الذي قدم استقالته احتجاجاً. حلفاء الولايات المتحدة انتقدوا قرار ترامب لا سيما في ظل التحذيرات من توغل تركيا في مناطق انسحاب الأمريكيين عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحق القوات الكردية، وسط تحذيرات كذلك من استقواء داعش بعكس ما زعمه ترامب الذي أعلن أنه قضى عليها.
وأكد الجيش السوري الجمعة دخول منبج شمالي حلب استجابةً لدعوة من وحدات حماية الشعب الكردية لحماية الأهالي الأكراد من تهديدات تركية محتملة خاصة مع انسحاب الوحدات التركية منها للتفرغ لمحاربة داعش والجماعات “الإرهابية" شرق الفرات ومناطق أخرى. وأكدت روسيا هذه الأنباء ورحبت بها في حين نفتها القوات الأمريكية في سوريا وشككت بها تركيا واعتبرها أردوغان مجرد "حرب نفسية”.
تنسيق روسي تركي على أرض سورية
مثلت منبج، التي انتزعتها قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة من داعش عام 2016، بؤرة للتوتر بين واشنطن وأنقرة، وعقب إعلان الانسحاب الأمريكي الوشيك تصاعد التوتر بشأنها وعززت تركيا قواتها هناك، لذا اعتبرت المباحثات الروسية التركية السبت ضرورية وفي موعدها.
وفي مؤتمر صحافي تلا المحادثات، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف السبت التوصل للاتفاق، وقال أوغلو: سنواصل التعاون الوثيق مع روسيا وإيران حول سوريا والقضايا الإقليمية، وتابع: لدينا إرادة مشتركة بشأن تطهير الأراضي السورية من كافة المنظمات الإرهابية.
وأضاف وزير الخارجية التركي: "باعتبارنا ضامنين لمسار أستانة، ندافع عن وحدة تراب سوريا وكيانها السياسي، ونعارض جميع الجهود التي من شأنها الإخلال بهما".
أما وزير الخارجية الروسي فعلق على المحادثات قائلاً: "لقد أجرينا اجتماعاً مفيداً للمجموعة المشتركة بين الهيئات، وزيرا الخارجية ووزيرا الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية. وأضاف أنه: "تم بحث الخطوات المقبلة لتنفيذ المهام التي تم وضعها في اتفاق أستانة في المقام الأول في سياق محاربة الإرهاب وتسوية المسائل الإنسانية وتوفير ظروف لعودة اللاجئين".
وأعلن لافروف أن روسيا وتركيا اتفقتا على التنسيق "على الأرض في سوريا مع السعي لدحر الإرهابيين بشكل نهائي".
وكانت وكالة الإعلام الروسية نقلت عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو قوله إن وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا سيبحثون في موسكو قرار الولايات المتحدة سحب القوات الأمريكية من سوريا بالإضافة إلى الوضع في إدلب وعدداً من القضايا الأخرى.
وأضاف شويغو: ستكون لدينا إمكانية لمناقشة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب مجدداً، وفي منطقة الفصل، سنتحدث أيضاً عن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إسطنبول، والعمل الذي تم عقب ذلك، وكل ما يخص شرق الفرات ومناقشة ما يجب القيام به بعد إعلان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
في ختام لقاء رباعي جمع وزراء خارجية ودفاع البلدين، أعلنت روسيا وتركيا السبت التوصل إلى "اتفاق" بشأن تنسيق جهودهما لمواجهة “الإرهابيين" في سوريا، فور تنفيذ الانسحاب الأمريكي المرتقب.
مصادر بالإدارة الأمريكية: قادة أمريكيين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وهي الخطوة التي قد تثير غضب تركيا.
في المكالمة الحاسمة سأل ترامب: إذا سحبنا قواتنا، هل بوسعكم القضاء على داعش؟. فأجاب أردوغان بأن القوات التركية قادرة على إنجاز المهمة. ليبلغه ترامب على الفور: ”إذن عليكم القيام بذلك“. وقال ترامب لجون بولتون: "ابدأ العمل لسحب القوات الأمريكية من سوريا".
دي ميستورا يحذر
وقبل هذا الاتفاق الروسي التركي بساعات، حذر المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، السبت، من "إمكانية تعزيز تنظيم داعش لمواقعه"، عقب سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا، لكنه أشار إلى أنها تستطيع مواصلة مشاركتها في تسوية الأزمة السورية من خلال العمل الدبلوماسي.
واعتبر المبعوث الأممي، الذي يغادر منصبه بداية العام المقبل، في حوار مع قناة RTS ، أن سحب القوات الأمريكية "ضربة بالدرجة الأولى إلى الأكراد"، الذين وصفهم بأنهم "مكون مهم جداً في سوريا، ولا يجب أن نتجاهله في أي حال من الأحوال".
في المقابل، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن استعادة دمشق السيطرة على الحدود السورية العراقية سيساهم في الحد من تهديدات تنظيم "داعش". وعلق على قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا قائلاً: "إن سحب الوحدات الأجنبية، المتواجدة على الأراضي السورية دون موافقة السلطات السورية الشرعية خطوة في الاتجاه الصحيح".
ملف السلاح الكردي
في الأثناء، أكدت رويترز نقلاً عن مصادر بالإدارة الأمريكية أن قادة أمريكيين يخططون لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا يوصون بالسماح للمقاتلين الأكراد الذين يحاربون داعش بالاحتفاظ بالأسلحة التي قدمتها لهم الولايات المتحدة وهي الخطوة التي قد تثير غضب تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي.
وتشمل هذه الأسلحة صواريخ مضادة للدبابات وعربات مدرعة وقذائف مورتر، وبدأت الولايات المتحدة في مايو/ أيار 2017 في توزيعها على وحدات حماية الشعب لشن هجوم ضد الرقة معقل تنظيم داعش.
ولفتت المصادر التي لم تكشف هويتها إلى إن هذه التوصيات جزء من مناقشات، لا تزال في مراحلها الأولى، تجري بشأن مسودة خطة للجيش الأمريكي، دون مزيد من التفاصيل عن التوصية النهائية التي يفترض أن ترفعها وزارة الدفاع الأمريكية للبيت الأبيض الأيام المقبلة.
واعتبر مسؤولون أمريكيون قرار ترامب سحب قواته من سوريا مثيراً للقلق ويخذل وحدات حماية الشعب الكردية التي دربتها وسلحتها أمريكا لتقود القتال الذي أدى إلى حد كبير إلى القضاء على داعش شمال شرقي سوريا.
وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن الولايات المتحدة أبلغت وحدات حماية الشعب أنها ستزودها بالسلاح حتى انتهاء القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف: "القتال لم ينته. لا يمكننا ببساطة أن نبدأ في طلب إعادة السلاح".
وتبدو عملية استعادة الأسلحة الأمريكية من الأكراد "شبه مستحيلة" بحسب أحد المسؤولين الأمريكيين، فرغم أن البنتاغون يحتفظ بسجلات هذه الأسلحة، يبقى تحديد أماكنها غير ممكن.
مكالمة ترامب وأردوغان تحوّل مسار الحرب
كشفت رويترز عن فحوى المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الأمريكي والتركي قبل أسبوعين وأكدت تقارير إعلامية الأيام الماضية أنها "غيرت مسار الحرب في سوريا".
وأكد مسؤولون أمريكيون للوكالة أنه كان من المفترض أن يوجه ترامب تحذيراً للرئيس التركي بشأن نيته الهجوم على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، لكن ترامب فاجأ أردوغان وطلب منه التصدي لداعش عقب سحب القوات الأمريكية. ووصف المسؤولون الأمريكيون ما قام به ترامب بأنه "إعادة صياغة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط".
وفي المكالمة الحاسمة سأل ترامب: إذا سحبنا قواتنا، هل بوسعكم القضاء على داعش؟. فأجاب أردوغان بأن القوات التركية قادرة على إنجاز المهمة. ليبلغه ترامب على الفور: ”إذن عليكم القيام بذلك“. وقال ترامب لمستشاره للأمن القومي جون بولتون أثناء الاتصال "ابدأ العمل لسحب القوات الأمريكية من سوريا"، بحسب الوكالة.
وعلق مسؤول تركي على هذا القرار المفاجيء قائلاً: " علي أن أقول إنه كان قراراً غير متوقع، كلمة ’مفاجئ’ لا تفي بالغرض لوصف الموقف".
وعقب اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن الوضع في سوريا، أكد الكرملين أن بوتين قال إن: "العمل الذي قامت به الدول الضامنة لمحادثات أستانا والخاص بتشكيل قائمة أعضاء اللجنة الدستورية يخلق ظروفاً ملائمة لتسوية صارمة وطويلة الأمد في سوريا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...