أصدر القضاء المصري الأربعاء، حكماً بسجن الناشط أحمد دومة 15 عاماً وتغريمه 6 ملايين جنيه مصري (330 ألف دولار) في قضية "أحداث مجلس الوزراء" عام 2011.
حضر جلسة إعلان الحكم ممثلون عن الاتحاد الأوروبي وعدد من النشطاء السياسين من بينهم رشا عزب و أحمد حرارة وميرفت موسى وشقيقة علاء عبد الفتاح منى سيف و زوجته منال حسن وماهينور المصري و نازلي حسين وراجية عمران و المحامي طاهر أبو النصر بالإضافة إلى نورهان حفظي طليقة دومة في أول ظهور لها عقب إعلان انفصالهما، وأصيب الجميع بصدمة عقب إعلان الحكم.
لماذا يحاكم دومة؟
وجهت لدومة (33 عاماً) تهم التجمهر ومقاومة السلطات وحيازة سلاح أبيض وقنابل مولوتوف والتعدي على أفراد من الجيش والشرطة والحرق العمد لمبانٍ ومنشآت حكومية منها المجمع العلمي والتعدي على مقار حكومية أخرى من بينها مبنى مجلس الوزراء ومحاولة حرق مبنى وزارة الداخلية، ولا يزال من حقه الطعن على هذا الحكم مرة أخيرة.
وسبق أن حكم على دومة في نفس القضية عام 2015 بالسجن المؤبد (25 عاماً) وإلزامه دفع 17 مليون جنيهاً مصرياً لكن تم قبول طعنه على الحكم في عام 2017، وحكم أمس يأتي في إطار إعادة المحاكمة.
وتعود أحداث القضية إلى نهاية عام 2011، بعد أن أطاحت ثورة 25 يناير بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك حيث كان دومة أحد أبرز الناشطين السياسيين النشطين في الاحتجاجات ضد النظام، كما أنه أدين خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، بتهم "إهانة الرئيس" وواجه تهماً أخرى بالتحريض على العنف. ويعتبر دومة خصماً لأنصار جماعة الإخوان المسلمين.
موقف متشدد من القاضي
واعتبر القاضي محمد شيرين فهمي أن دومة "ممن ابتلي بهم الوطن” وقال: "من أعرض المصائب التي ابتلي بها هذا الوطن تنكر بعض أبنائه له وتزداد خطورة هذا الأمر عندما يتجاوز الإنسان حدود هذا الحد إلى السعي في خراب الوطن" مردفاً "لقد ابتليت الأمة بالمنهزمين فكرياً والمفلسين اجتماعياً، ممن ليس لهم هدف إلا خلخلة المجتمع، مزيفون يزيفون الحقائق ويضللون الوعي العام، ويشوهون ثورة الوطن ورجاله الذين يدافعون عنه في محاولة لزعزعة استقراره، من خلال ترديد الأكاذيب والقصص الوهمية.. تراهم يرفعون رايات العزة فتحسبهم للوطن حماة وهم للوطن أشد خصام".
وأضاف: "قام المتهم أحمد سعد دومة وبعض المتهمين بالتجمهر بشارع القصر العيني بأعداد ناهزت الألف متجمهر حاملين زجاجات مولوتوف وكرات اللهب والحجارة والأسلحة البيضاء على نحو جعل السلم العام في خطر ونشر الفوضى ومنع الموظفين العموميين من ممارسة أعمالهم باستعمال القوة والعنف".
حكم صادم
لم يكن أي من الناشطين أو المهتمين بالقضايا السياسية في مصر يعول كثيراً على حكمٍ بالبراءة لدومة لكن الحكم جاء أكثر تشدداً من كل توقعات وسبب صدمةً كبيرة لأقارب دومة وأنصاره بل حتى كارهيه من أنصار النظام وجماعة الإخوان المسلمين.
الناشط والكاتب أحمد جمال زيادة أعرب عن صدمته من الحكم المبالغ به قائلاً: " مش قادر أستوعب يعني إيه 15 سنة و6 مليون جنيه غرامة لأحمد دومة وحبس عشرات من الفنانين والصحافيين مقابل براءة زكريا عزمي وأحمد عز وحبيب العادلي (رموز نظام مبارك الذي سقط بثورة يناير 2011) وشهادة مبارك في المحكمة بعد ما كان هو المتهم الرئيسي في كل خراب حصل في البلد، والدستور اللي هيتعدل والرئيس اللي هيفضل مدى الحياة".
وأضاف: "مش قادر أفهم إحساسنا اللي بيموت بشكل تلقائي لما بنسمع أخبار الأحكام والإعدام والتصفية خارج إطار القانون زي ما يكون بنسمع أخبار عن ماتش كورة.. خلاص إحنا مهزومين سيبونا (اتركونا) نعيش عادي من غير حبس وقتل ومنع.. وعيشوا بانتصاراتكم المبهرة علينا”.
وجهت لدومة (33 عاماً) تهم التجمهر ومقاومة السلطات وحيازة سلاح أبيض وقنابل مولوتوف والتعدي على أفراد من الجيش والشرطة والحرق العمد لمبانٍ ومنشآت حكومية منها المجمع العلمي والتعدي على مقار حكومية أخرى ولا يزال من حقه الطعن على هذا الحكم مرة أخيرة.
لم يكن أي من الناشطين أو المهتمين بالقضايا السياسية في مصر يعول كثيراً على حكمٍ بالبراءة لدومة لكن الحكم جاء أكثر تشدداً من كل توقعات وسبب صدمةً كبيرة لأقارب دومة وأنصاره بل حتى كارهيه من أنصار النظام وجماعة الإخوان المسلمين.
واعتبر القاضي محمد شيرين فهمي أن دومة "ممن ابتلي بهم الوطن” وقال: "من أعرض المصائب التي ابتلي بها هذا الوطن تنكر بعض أبنائه له وتزداد خطورة هذا الأمر عندما يتجاوز الإنسان حدود هذا الحد إلى السعي في خراب الوطن" مردفاً "لقد ابتليت الأمة بالمنهزمين فكرياً والمفلسين اجتماعياً.
من جهته علق الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بشكل غير صريح على الحكم قائلاً: "النفس تجزع عندما ترى العدالة تُفرغ من مضمونها وتصبح وسيلة للانتقام…".
بدوره أكد المحامي والحقوقي البارز جمال عيد أن الحكم يبرز: "عداءً كريهاً للشباب والمستقبل". وقالت الناشطة منى سيف: "اللي يسمع خطبة محمد شيرين فهمي قبل الحكم يتخيل إن دومة مش هو اللي بيتحاكم".
في حين ركز الكاتب علاء الأسواني على شماتة أنصار جماعة الإخوان المسلمين في الحكم الصادر بحق دومة قائلاً: "دومة رمز نبيل لن يفهمه أبداً من أقسم على طاعة المرشد كالأنعام ولا من يتنافس مع زملائه ليحظى بشرف تلبيس الحذاء للمرشد".
وتشهد مصر حالة غير مسبوقة من التضييق على الناشطين السياسيين المعارضين منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم، وحذرت منظمات حقوقية عالمية من تزايد استهداف النظام للمعارضين وأكدت هيومن رايتس ووتش أن عدد السجناء السياسيين بلغ 60 ألف معارض حالياً وهو ما كذبه السيسي في لقاءه الأخير مع محطة "سي بي أس" الأمريكية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...