يفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء الأحد، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وأعضاء المجمع المقدس وعدد من الشخصيات العامة.
هذا التدشين يأتي بعد يوم واحد من مقتل ضابط شرطة بانفجار عبوة ناسفة كانت قوات الأمن عثرت عليها وحاولت تفكيكها أمام كنيسة قبطية بمدينة نصر قرب القاهرة السبت. و كان السيسي قد أعلن يوم 6 يناير من العام الماضي أثناء زيارته للكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة المسيحيين المصريين بأعياد الميلاد عن بناء الكنيسة والمسجد، قائلاً "إن شاء الله السنة الجاية هيكون فيه أكبر كنيسة وجامع في مصر وأنا أول متبرع ببنائهم ونحتفل العام القادم بافتتاحهم"، وبالفعل أعلن السيسي يومها تبرعه بمبلغ 100 ألف جنيه.
وانتقد البعض في مصر اهتمام السيسي ببناء دور عبادة وتجاهله بناء مستشفيات جديدة أو مؤسسات تعليمية في بلد يعدّ عدداً كبيراً من المساجد والكنائس.
وتفيد بيانات إحصائية بأن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجودة في مصر نهاية عام 2016-2017، بلغ 132 ألف و809 مسجداً وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجداً، و30 ألفاً و623 زاوية، مقابل 3126 كنيسة، بحسب إحصاء رسمي صادر عن جهاز الإحصاء الحكومي.
بيانات عن المسجد والكنيسة
من المقرر أن يكون مسجد الفتاح العليم المعروف أيضاً باسم مسجد العاصمة الإدارية الجديدة المسجد الرسمي للدولة الذي ستقام فيه صلوات الأعياد والاحتفالات الدينية التي يحضرها الرئيس المصري.
ويقع المسجد على الطريق الدائري الأوسط الجديد بقلب العاصمة الإدارية، ويتكون من دور أرضي يضم صحن المسجد بمساحة 6325 متراً وبه 5 مداخل رئيسية، منها 2 للسيدات و3 للرجال.
وجرى الاعتماد في تصميم المسجد على الطابع الفاطمي ويبلغ ارتفاع القبة الرئيسية للمسجد 45 متراً وقطرها 33 متراً وتعد من أكبر القباب في مصر.
وبحسب بيان حكومي رسمي يسع المسجد لـ6500 مصلٍ و1200 سيدة، فيما تستوعب الساحة أمام المسجد 7 آلاف مصلٍ، فيما يستوعب الطابق السفلي للمسجد أكثر من 1500 مصلٍ، لتصل طاقة استيعاب المسجد الجملية إلى 17 ألف مصلٍ
أما كاتدرائية ميلاد المسيح، فتعد الأكبر في الشرق الأوسط بحسب ما أعلنته الكنيسة المصرية، وتتكون من كنيستين كبرى وصغرى وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيتين وغرف تعميد واستراحة وغرفة للكنترول. وشيدت الكاتدرائية على مساحة 4.14 فدان، 30% من مساحة الأرض مبانٍ.
مغازلة المسيحيين في مصر
يقول مراقبون إن الرئيس المصري يغازل بكاتدرائية ميلاد المسيح مسيحيي مصر الذين تعرضوا للعديد من التهديدات والهجمات الدامية في السنوات الأخيرة، في بلد تضع قيوداً عدة على بناء الكنائس بينما تبنى فيها المساجد والزوايا دون تعقيدات.
وكثيراً ما تحدث بعض الاشتباكات التي يصفها الإعلام بالطائفية حين يقرر مصريون مسيحيون بناء كنائس أو صيانة كنائس قديمة، ويضع الأمن عراقيل عديدة أمام ذلك، رغم أن الدستور المصري ينص في المادة 64 منه على "أن الدولة تكفل حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية".
وفي ديسمبر من العام 2017 أمرت النيابة المصرية بحبس 15 مسلماً أربعة أيام على ذمة التحقيق عقب هجوم على منزل يصلي فيه مسيحيون في إحدى القرى القريبة من القاهرة بعد انتشار شائعة بتحويل منزل إلى كنيسة.
وقالت مطرانية أطفيح إن مئات الأشخاص هاجموا مكان الصلاة عقب صلاة الجمعة ودمروا محتوياته بعد أن تعدوا بالضرب على المسيحيين الموجودين فيه، وأكدت المطرانية أنها تقدمت بطلب إلى السلطات لتقنين وضع المكان الذي يوجد في قرية كفر الواصلين ليصبح كنيسة باسم كنيسة الأمير تادرس بعد صدور قانون يتيح ذلك في العام 2016.
وحدد قانون بناء الكنائس لعام 2016 طرق الترميم وإعادة البناء بشكل يختلف عما كان يتبع في الماضي، حيث لا يشترط أن يتم التجديد وفقاً للمساحة أو الارتفاع، لكن بما يتفق مع الزيادة السكانية.
ويبلغ عدد الكنائس المقامة في مصر نحو 3126 كنيسة وفق إحصائية رسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بالإضافة إلى عشرات الأديرة المنتشرة في ربوع المحافظات.
كاتدرائية ميلاد المسيح، تعد الأكبر في الشرق الأوسط بحسب ما أعلنته الكنيسة المصرية، وتتكون من كنيستين كبرى وصغرى وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيتين وغرف تعميد واستراحة وغرفة للكنترول.
يقول مراقبون إن الرئيس المصري يغازل بكاتدرائية ميلاد المسيح مسيحيي مصر الذين تعرضوا للعديد من التهديدات والهجمات الدامية في السنوات الأخيرة، في بلد تضع قيوداً عدة على بناء الكنائس بينما تبنى فيها المساجد والزوايا دون تعقيدات.
تعرضت كنائس مصرية للعديد من الهجمات في السنوات الأخيرة، كان آخرها السبت، أسفر عن مقتل ضابط شرطة أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة عُثر عليها عند كنيسة شرق القاهرة قبل يومين من احتفال المسيحيين الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد.
استهداف المكون المسيحي
تعرضت كنائس مصرية للعديد من الهجمات في السنوات الأخيرة، كان آخرها السبت 5 يناير، أسفر عن مقتل ضابط شرطة أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة عُثر عليها عند كنيسة شرق القاهرة قبل يومين من احتفال المسيحيين الأرثوذكس في مصر بعيد الميلاد.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية قولها إن العبوة كانت داخل حقيبة وضعت على أحد الأسطح المجاورة. الحادث كاد يخلف حصيلة ضحايا أكبر لو ما أبلغ إمام مسجد بجوار الكنيسة الجهات الأمنية باكتشافه العبوة الناسفة.
وفي نوفمبر من العام الماضي شيع آلاف المسيحيين المصريين ستة أفراد من نفس العائلة قتلوا على أيدي مسلحين حين كانوا في طريق عودتهم من تعميد طفل في دير بمحافظة المنيا، حيث فتح المسلحون النار على حافلتين قرب دير الأنبا صموئيل في المنيا على بعد 260 كيلومتراً من القاهرة فقتلوا سبعة أشخاص وأصابوا 18 شخصا آخرين بينهم أطفال، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
كما تبنى التنظيم وجماعات تابعة له عدة هجمات استهدفت المسيحيين المصريين بما في ذلك هجوماً أسفر عن مقتل 28 شخصا في المنطقة نفسها تقريباً في مايو من العام 2017. وفي ديسمبر 2017 قتل مسلح 11 شخصاً عند كنيسة ومتجر يملكه مسيحيون قرب القاهرة.
وعززت قوات الأمن وجودها أمام الكنائس والأديرة قبل الاحتفال بليلة رأس السنة وعيد الميلاد عند الأقباط الأرثوذكس الذي يحتفلون به يوم السابع من يناير الجاري.
ورغم إعلان الجيش والشرطة عن حملة ضد الجماعات المتشددة في فبراير من العام 2018، إلا أن بعض المسيحيين يلقون باللوم في تكرار تعرضهم لهجمات على أخطاء قوات الأمن المصري.
ويشكل المسيحيون في مصر نحو 10 ٪ من السكان الذين يفوق عددهم 90 مليون نسمة وهم بذلك أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط.
ولعقود تعرض الأقباط في مصر لاعتداءات استهدفت الكنائس والأفراد وكذلك الممتلكات. وشهدت مصر بعد ثورة 2011 أحداثاً دامية استهدفت الأقلية المسيحية، كانت أعنفها أحداث ماسبيرو 2011 التي ذهب ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، بعد تظاهرة نظمها الأقباط احتجاجاً على هدم مبنى في محافظة أسوان يقول المسيحيون إنه كنيسة لهم ثم اتجه المحتجون إلى مبنى التلفزيون الرسمي المعروف بـ “ماسبيرو” حيث وقعت اشتباكات انتهت بتدخل الجيش والأمن.
واتهمت هيومن رايتس في آب من عام 2013 الإخوان المسلمين بالتحريض على حرق الكنائس، وقالت إنه بعد فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس 2013 تمت مهاجمهة 42 كنيسة وحرق وإتلاف 37 مؤسسة دينية مسيحية في عدة محافظات مصرية.
وقالت المنظمة في سبتمبر الماضي إن ممثلي الكنيسة الأرثوذكسية المصرية قدموا قائمة بأكثر من 2000 كنيسة تفتقر لتراخيص وتحتاج لتقنين وضعها بموجب قانون تمييزي صدر عام 2016. وأكدت أن أعمال العنف الطائفية المحيطة ببناء وترميم الكنائس مستمرة، مضيفة في تقرير لها “ حين تقع حوادث عنيفة، كما في كوم اللوفي بمحافظة المنيا في أبريل/نيسان، ترعى الحكومة جلسات "صلح عرفي" بدلا من التحقيقات والملاحقات الجنائية."
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...