أشياء عديدة يمكنكم القيام بها للحفاظ على البيئة: إعادة التدوير أو ما يطلق عليه Recycling أو استخدام حقيبة واحدة من القماش لوضع المشتريات عوض أكياس البلاستيك، الذهاب إلى العمل على متن المواصلات العامة يحافظ على البيئة أيضاً إذ يخفف من عدد السيارات على الطرقات ويقلص من إفرازات ثاني أكسيد الكربون، هذه أمور صارت بديهية لأصدقاء البيئة أو من يسمون بـ “الخضر”، لكن أمراً آخر يساعد في الحفاظ على البيئة وربما يكون أفضل قرار تتخذونه لعام 2019: تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء.
يؤكد العلماء أن تغيير نمط المعيشة هو السبيل الأفضل لمساعدة كوكب الأرض، خصوصاً بتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، إذ كشفت مجموعة من الأبحاث والدراسات صدرت في العام 2017 التأثير المضر والفادح لتناول اللحوم، خاصة لحوم الأبقار ولحم الخنزير، على البيئة لأنها تزيد من انعكاسات تغير المناخ واختفاء المناظر الطبيعية من العالم إضافة إلى تلوث المياه وندرتها.
ولفهم علاقة استهلاك اللحوم بالإضرار بالبيئة، عليكم تأمل المراعي الشاسعة التي يتطلبها إنتاج اللحوم لتلبية الطلب المتزايد عليها، فكلما زاد استغلال الأراضي من أجل توفير الأعلاف للحيوانات، تقلصت الأراضي الزراعية وزاد استخدام الأسمدة والمبيدات الضارة، إضافة إلى الضرر الذي تسببه المخلفات الناتجة عن الطعام الذي يحتوي على اللحوم، وكل هذا يؤدي بدوره إلى التأثير سلباً على البيئة.
وتظهر بعض الإحصاءات أن إنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر يتطلب كمية ماء تصل إلى 40.000 لتر، في المقابل يعيش ملايين البشر دون مياه شراب نظيفة.
تقول منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن تربية المواشي تتسبب في انبعاث نسبة كبيرة من غازات الكربون التي تفضي إلى ارتفاع حرارة الأرض، لذلك حذر العلماء في أكتوبر الماضي من استهلاك اللحوم المفرط داعين إلى التقليل من تناولها لخفض تأثيرات التغير المناخي على كوكب الأرض. على سبيل المثال تحتاج الدول الغربية إلى تقليل تناولها للحوم بنسبة 90% والاستعاضة عنها بالفاصوليا والبقول.
من نتائج استهلاك اللحوم الحمراء على البيئة، إنتاج مزارع الحيوانات نفايات بكمية ضخمة جداً وهو ما يعمل على زيادة نسبة غاز الميثان الذي يساهم بدوره في استنزاف طبقة الأوزون، كذلك تزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون بشكل هائل بعد قطع الغابات وإقامة مزارع للحيوانات مكانها ما يقضي على النباتات المفيدة للبيئة ويزيد من نفايات الحيوانات المستهلكة للبيئة.
يؤكد العلماء أن تغيير نمط المعيشة هو السبيل الأفضل لمساعدة كوكب الأرض، خصوصاً بتناول كميات أقل من اللحوم الحمراء، إذ كشفت مجموعة من الأبحاث والدراسات صدرت في العام 2017 التأثير المضر والفادح لتناول اللحوم، خاصة لحوم الأبقار ولحم الخنزير.
يقول الطبيب المصري أحمد عبد الحليم لرصيف22 إن زيادة تناول اللحوم الحمراء يتسبب في إصابة الإنسان بعدد من الأمراض الخطيرة، من بينها أمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بأوردة الجسم، كما أن تناولها بكثرة يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان وهشاشة العظام.
تقليل اللحوم جيد للبيئة..مفيد للصحة
تقليل تناول اللحوم مفيد للبيئة و لصحة الإنسان، فرغم أن اللحوم ليست مضرة بالجسم، إذ إنها تمده بالبروتين المهم الذي يحتاجه بالاضافة إلى بعض أنواع فيتامين B إلا أن الإكثار منها قد يكون خطيراً، فاللحوم الحمراء ترفع احتمالية الإصابة بالسمنة وسرطان القولون.
لذلك الالتزام بالكمية التي يحتاجها جسم الإنسان من اللحوم أمر ضروري للحفاظ على الصحة، وتراوح هذه الكمية بحسب المؤسسة الألمانية للتغذية بين 300 و600 غرام من اللحم أسبوعياً.
ويقول الطبيب المصري أحمد عبد الحليم لرصيف22 إن زيادة تناول اللحوم الحمراء يتسبب في إصابة الإنسان بعدد كبير من الأمراض الخطيرة، من بينها أمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار بأوردة الجسم، كما أن تناول اللحوم بكثرة يزيد من نسبة الإصابة بالسرطان وهشاشة العظام.
ويضيف عبد الحليم أن اللحوم تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة قد تزيد من احتمال الإصابة بمرضي السكري والسمنة.
وينصح عبد الحليم باستبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء مثل لحم الدجاج والأسماك، وتناول الخضراوات لمد الجسم بما يحتاجه من عناصر غذائية.
ويؤكد عبد الحليم أن هناك بديلاً عملياً وصحياً للحوم الحمراء يعتمد على النباتات فقط يسمى الحمية النباتية أو ما يطلق عليه (Plant-Based Diet)، وهو نظام قادر على جعلكم أكثر طاقة وحيوية ويقلل من نسبة الإصابة بالسرطان، كما يقلل من نسب الإصابة بمرض السكري ويعتمد هذا النظام على عدم تناول اللحوم الحمراء واستبدالها بالخضراوات.
ربما يكون قراركم بمراجعة نظامكم الغذائي بتناول اللحوم الحمراء مرة واحدة في الأسبوع هو القرار المثالي عام 2019، خدمةً للبيئة ومحافظةً على سلامتكم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 16 ساعةربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ يومحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي