شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
تناول حيوانات المختبر والتفاح العفن و50 كوباً من القهوة: أغرب العادات الغذائية للعباقرة

تناول حيوانات المختبر والتفاح العفن و50 كوباً من القهوة: أغرب العادات الغذائية للعباقرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 7 نوفمبر 201704:09 م

هل سبق أن شربتم 50 فنجاناً من القهوة في يوم واحد؟ هل يمكن للتفاح العفن أن يحفزكم على العمل والإبداع؟ هل تشعرون بالغثيان عند رؤيتكم الفاصولياء، وتفضلون الموت على الاقتراب منها؟ هذه عيّنة من عادات غذائية قد تبدو غريبة للبعض، إلا أنها كانت جزءاً من الحياة اليومية لبضعة عباقرة، كأديسون وداروين وشيلر وغيرهم من المبدعين الذين شغلت إنجازاتهم العالم في القرون الماضية، وكان لعبقريتهم الفضل الكبير في التطور العلمي والثقافي. إن لم تكونوا قد سمعتم عن تلك العادات الغذائية وانتابكم الفضول لمعرفتها، فتعالوا إلى جولة على أهمها.

أديسون واختبار الحساء

توماس اديسون مخترع المصباح الكهربائي وأحد أعظم المخترعين في العالم على مر العصور، عرف عنه شغفه بتناول الحساء الحار، الذي كان يطهوه حتى أثناء عمله في المختبر، علماً أنه ابتكر اختباراً لقبول مساعديه، دعي باختبار الحساء، يدعو من خلاله المرشح ليكون مساعده في تناول صحن حساء، فإذا كان المرشح متسرعاً ورش الملح على الحساء من دون تذوقه، يُرفض فوراً، وإذا تذوقه قبل إضافة الملح فذلك يعني قبوله. كما عرف عن أديسون حبه للفلفل الحار الذي كان يضيفه بكمية زائدة لكل أنواع الحساء. فهل من الممكن أن يكون الفلفل الحار قد ساهم في تحفيز ذكاء أديسون ورفع قدرته على الاختراع؟

قد يكون ذلك ممكناً، فالفلفل الحار يُعرف بتحفيز الذكاء لاحتوائه على مادة البيبيرين اللاذعة التي تزيد الأندورفين، الذي يعمل على تحسين المزاج، ويقوم كذلك بتثبيط الأنزيم المحطم للدوبامين، مما يحمي الخلايا العصبية من التلف، ويزيد الفلفل أيضاً من إفراز البيتا اندروفين، الذي يقضي على السيروتونين، مما يمنح شعوراً بالراحة والاسترخاء، وبذلك يكون سبب حب أديسون للفلفل الحار قد بات واضحاً.

بلزاك وإدمان القهوة

أونوريه دي بلزاك واحد من أهم رواد الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر، استطاع أن يقدم أعمالاً ورواياتٍ كثيرة جداً، فَعُدَّ مؤسس الواقعية في الأدب الأوروبي. وعلى الرغم من حياته القصيرة، فقد أنجز قرابة 91 رواية و137 قصة. كان يعمل يومياً في كتابة رواياته لمدة 12 ساعة متواصلة. كان يفيق الساعة الواحدة صباحاً ليبدأ بحياكة رواياته وقصصه، ولا يغمض له جفن قبل أن يتم عدد الصفحات المتوجب عليه إنجازها وإرسالها إلى المطبعة ليقوم بعدها بإجراء التعديلات اللازمة. حياة منظمة ومجهدة عاشها بلزاك على خلاف غيره من الأدباء والشعراء، تفسر لنا إدمانه على القهوة ومعاناته من فرط استهلاكها. تروي بعض المصادر أن بلزاك كان يشرب يومياً من 40 إلى 50 كوباً من القهوة ليبقى متيقظاً ونشيطاً. ويمكننا التماس عشقه للقهوة من خلال كلماته، يقول: "تنزل القهوة إلى المعدة وكل شيء يتحرك، تتقارب الأفكار مثل صف عسكري في جيش كبير، وتهاجم أحجار المنطق، وترتدي الشخصيات ملابسها، وتتلطخ الأوراق بالأحبار، لتغرق في دخان أسود من البارود تماماً كما في الحرب الحقيقية."

هل من الممكن شرب 50 كوباً من القهوة يومياً؟ ينصح الأطباء والمختصون بشرب 3 فناجين من القهوة يومياً، لما لها من فوائد كثيرة أثبتتها الدراسات العلمية كحماية الخلايا العصبية وتحسين القدرات الذهنية والحماية من الاكتئاب وأمراض القلب والسرطانات. إلا أن شرب كميات كبيرة قد يؤدي إلى إدمان الكافيين والتعرض لأعراض الانسحاب المرافقة لذلك، ما ينتج عنه قلق مستمر وضعف في الإدراك ومشاكل في التنفس وارتفاع في ضغط الدم وغيرها من الاضطرابات في الجسم. وتؤكد الدراسات أن استهلاك الشخص البالغ عشرة غرامات من الكافيين الصافي خلال أربع إلى ست ساعات، يمكن أن يعرضه لخطر التسمم بالكافيين، ولكن، كيف يمكن لبلزاك أن يتناول 50 فنجاناً من القهوة من دون أن يتسمم؟ السبب أن فنجان القهوة الواحد يحتوي على قرابة 60 إلى 150 ملليغراماً من الكافيين، وبالتالي يمكن للبالغ تناول 66 كوباً من دون أن يصل للجرعة السمية.

هل كان بلزاك حقاً يتناول 50 كوباً من القهوة؟ من المرجح أن بلزاك لم يستهلك كميات كبيرة ضارة به من القهوة. ففي رسائله "متعة وآلام القهوة"، يحذر من الإدمان على القهوة وشربها بكميات قاتلة، ويتحدث عن تجربته الشخصية، قائلاً:" سوف تعاني من ضعف في الأعصاب، وتتعرق كثيراً، وتعاني من نوبات من النعاس الشديد، هذا ما عانيته، ومن الأفضل أن أتوقف عند هذه النقطة".

ستيف جوبز والجزر

ربما صاحب الابتكارات التي غيّرت شكل الحياة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم، أحب التفاح، ولكن الكثير منا قد لا يعلم أن ستيف جوبز كان مستهلكاً شرهاً للجزر، الذي لم يتوقف يوماً عن أكله أو شرب عصيره، ما تسبب له بمشاكل هضمية عديدة. القول الشعبي "تفاحة كل صباح تبقيك بعيداً عن الأمراض" يلخص لنا الفوائد الجمة لتناول التفاح، فهو يحافظ على صحة الجسم لاحتوائه على مواد مضادة للأكسدة تطرد السموم وتعزز المناعة، ويحافظ على صحة القلب وعلى نضارة البشرة وغيرها العديد من الفوائد الأخرى، فإذا كانت تلك فوائد تناول التفاح، فما فوائد تناول الجزر؟ يعتبر الجزر من الأغذية المفيدة للدماغ لاحتوائه على مادة اللوتولين الفعالة في تقليل حالات الالتهاب في الخلايا الدماغية، وتقليل مخاطر فقدان الذاكرة مع تقدم الخلايا العصبية في العمر، ما يحد من الإصابة بالزهايمر، وقد لا يكون جوبز عاش لعمر يكون فيه معرضاً للإصابة بالزهايمر، ولكن يمكننا الآن فهم سبب حبه الزائد للجزر.

فريدريش شيلر والتفاح العفن

عادة غريبة للفيلسوف والشاعر الألماني المعروف Friedrich Schiller فريدريش شيلر، حافظ عليها طوال حياته، ألا وهي إخفاء التفاح العفن في درج طاولة عمله ليتناوله أثناء عمله، ولعل تلك التفاحة، وإن كانت لا تسعد شيلر بطعمها، تستحضر ذكريات طفولته وتشعره بالسرور الذي يحفزه على الإبداع والعمل.

 ولكن، هل يعتبر تناول التفاح العفن آمناً على الصحة؟ بالطبع لا، فالمأكولات التي تعرضت للتعفن يجب أن ترمى فور نمو العفن عليها، كذلك يجب ألا يتم تجاهل ذلك، وإزالة العفن من على سطح الخبز أو الخضار والفواكه وغيرها من المأكولات وتناولها، لما يحمله ذلك من مخاطر جمة على الصحة، ففطر العفن الذي ينمو على الأغذية ينتج موادَّ سامة تدعى مايكوتوكسن mycotoxins قادرة على التسبب بأعراض حساسية وضيق في التنفس، وتعتبر تلك السموم موادَّ مسرطنة قوية لا يمكن للجسم التخلص منها حال دخول إليه.

فيثاغورس وفوبيا الفاصولياء

واحدة من أغرب العادات الغذائية تلك التي زاولها فيثاغورس، أكبر عباقرة الرياضيات في التاريخ. تروي المراجع التاريخية أن فيثاغورس كان يكره الفاصولياء، ويفضل الابتعاد عن الأماكن التي تنتشر فيها كي لا يلمسها أو يشتمّ رائحتها، حتى أن بعض الأساطير تروي أن نجاته من القتل كانت بتضليل القتلة والاختباء في حقل من الفاصولياء، إلا أنه فضل الموت على الاقتراب منها.

داروين وتناوله حيوانات التجارب

تذكر مصادر تاريخية عدة أن عالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين صاحب نظرية التطور، تناول لحوم الحيوانات التي أجرى تجاربه عليها بما فيها الطيور كالبوم والصقور والخيول، ليبقى السؤال، هل حبه للحوم هو وراء تناوله تلك الحيوانات أم أن التجارب التي خضعت لها الحيوانات قد أضفت لذة على مذاقها، وهذا ما حفزه على تناولها؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image