حين ترتفعُ الرؤوس في ميدان تايمز سكوير في نيويورك مساء غدٍ الاثنين 31 ديسمبر، ولحظة يبدأ العدُّ التنازلي لاستقبال العام الجديد 2019، سيكون ظلُّ الصحافي السعودي المغدور جمال خاشقجي حاضراً، بعد أن اختار تايمز سكوير الميدان الأشهر في العالم، والذي ينظّم الاحتفال السنوي بعادة إسقاط كرة الاحتفال، قبيل منتصف ليل العام الجديد، أن يكرّم اللجنة الدولية لحريّة الصحافة بمنحها مهمّة إسقاط كرة الاحتفال. وستختار اللجنة تكريم الصحافي السعودي الراحل جمال خاشقجي الذي اغتيل في قنصليّة بلاده في إسطنبول مطلع أكتوبر الماضي، وخمسة موظفين في صحيفة "كابيتال غازيت" قُتلوا في إطلاق نار في غرفة التحرير، في أنابوليس بولاية ماريلاند يونيو الماضي. واختار تحالفُ تايمز سكوير الذي ينظّم الاحتفالَ السنوي بإسقاط كرة الاحتفال قبيل منتصف الليل، اللجنةَ الدوليّةَ لحماية الصحفيين هذا العام لمنح مُمثّليها شرفَ بدء إسقاط الكرة، بعدما وَصَفَ التحالف سنة 2018 بأنها "مُميتة" على نحوٍ غير معتاد للصحفيين في وسائل الإعلام الإخباريّة الأمريكيّة. وقال رئيسُ التحالف تيم تومكنز إن "هجومين بعينهما" استهدفا الصحفيين في عام 2018 لم يترك المُنظّمين غير مبالين، وهذا ما جعلهم يتباحثون منذ الخريف بشأن من سيعطونه شرفَ بَدْء إسقاط كرة الاحتفال، وكان أمامهما خياران: الأوّل كاتب صحيفة واشنطن بوست الراحلُ جمال خاشقجي، والثاني ضحايا الهجوم المسلّح على صحيفة "كابيتال غازيت"، التي تصدر في أنابوليس، بولاية ماريلاند وهم أربعة صحافيين وموظفة تسويق. وقال المدير التنفيذيّ للجنة حماية الصحفيين، جول سايمون، لوكالة "رويترز" إن تحالف تايمز سكوير اتصل باللجنة لـ "إدراكه" أن الصحافة بشكلٍ عام والصحفيين بشكلٍ خاص "مهدّدون ويتعرّض دورهم الإخباري للتهديد". وعلى غير العادة، سيمضي سايمون ليلة رأس السنة تحت أضواء الاحتفالات في تايمز سكوير، حين ينضمُّ إلى رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو لحظة البدء بإسقاط الكرة، قبل دقيقة من منتصف الليل، فيما قال لرويترز إنه يمضي ليلة رأس السنة عادةً مع زوجته في جبال وايت في نيو هامبشير. ويقول بيل دي بلازيو إن هذا الحدث السنوي هو من بين أهمّ الأحداث التي ترتبط في أذهان الناس في جميع أنحاء العالم، لهذا فإن تكريم الصحفيين الذين قتلوا سيلفتُ اهتمامَ العالم ويُطبعُ في أذهانهم وهم يستقبلون العام الجديد، مؤكّداً أن سقوط الكرة المعتاد مبعثُ فخرٍ لنيويورك وحدثٌ مبهجٌ وضخم. وستنضمُّ مجموعةٌ من الصحفيين إلى سايمون على المنصّة، منهم مُذيع "إن بي سي" ليستر هولت، ومُراسلة الشؤون العالميّة في "إيه بي سي" مارثا رادتس، ومحرّرة الآراء العالميّة في صحيفة "واشنطن بوست" كارين عطية التي ازدادت شُهرتها في العالم العربي بعد مقتل خاشقجي، إذ ضمّته قبل عام من رحيله إلى الصحيفة، وكانت محرّرة خاشقجي وهي الآن من أشدّ المستميتين في الدفاع عن حقّ الكشف عن حقيقة مقتله. كارين غردت: "لا أستطيع التنفّس" ليلة إعلان رويترز خبر مقتل خاشقجي، نقلاً عن مسؤولين أتراك، كانا قد قالا "إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية" وقال سايمون إن تحالف تايمز سكوير اتصل به في نوفمبر الماضي، قبل أسابيع قليلةٍ من تخصيص "مجلّة تايم" "شخصيّة العام" لعدد من الصحفيين البارزين الذين تعرّضوا لهجمات واعتداءات، تحت عنوان "الحرّاس والحرب من أجل الحقيقة"، وهم جمال خاشقجي وماريا ريسا محرّرة موقع إلكتروني في الفلبين يُعارض سياسات رئيس البلاد، وصحفيا رويترز المسجونان في ميانمار بسبب عملهما في الكشف عن تفاصيل تتعلّق بقتل أفراد من أقلية الروهينجا المسلمة، وفريق صحيفة "كابيتال غازيت"، وتعد هذه المرة الأولى التي تختار فيها التايم صحافيين كشخصيات العام. وحظي في السنوات الماضية بشرف ضغط زر إسقاطِ الكرة، الأمينُ العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وواحدةٌ من قدامى المحاربين في حرب العراق وسونيا سوتومايور القاضية بالمحكمة العليا، والمغنية ليدي جاجا. وأوضح رئيس تحالف تايمز سكوير أن اسم الميدان جاء من صحيفة "نيويورك تايمز" لافتاً إلى أن الناشر في الصحيفة أدولف أوكس هو من بدأ تقليد إسقاط الكرة في عام 1907، بعد ثلاث سنوات من بدء احتفال سكان المدينة بليلة رأس السنة في الميدان. وتتوقّع الشرطة الأمريكيّة كُلّ عام احتشاد نحو مليوني شخص لمُشاهدة الكرة التي يصل قطرها إلى 3.7 متر وهي تسقط تدريجياً من مسافة 21 متراً في آخر 60 ثانية من العام لتستقر على الأرض عند منتصف الليل، وتنطلق بعدها الألعابُ الناريّة احتفالاً بمولد العام الجديد.
حين ترتفعُ الرؤوس في ميدان تايمز سكوير في نيويورك مساء غدٍ الاثنين 31 ديسمبر، ولحظة يبدأ العدُّ التنازلي لاستقبال العام الجديد 2019، سيكون ظلُّ الصحافي جمال خاشقجي حاضراً.
اختار تحالفُ تايمز سكوير الذي ينظّم الاحتفالَ السنوي بإسقاط كرة الاحتفال قبيل منتصف الليل، اللجنةَ الدوليّةَ لحماية الصحفيين هذا العام لمنح مُمثّليها شرفَ بدء إسقاط الكرة، بعدما وَصَفَ التحالف سنة 2018 بأنها "مُميتة" على نحوٍ غير معتاد للصحفيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...