لم يعد الكلام عن الطباعة الثلاثية الأبعاد أمراً جديداً أو خيالاً، بل تحولت هذه التكنولوجيا التي ابُتكرت في الثمانينيات، وظلت حكراً على بعض الصناعات بسبب كلفتها المرتفعة، إلى تكنولوجيا في متناول الجميع في السنوات الأخيرة. "دمقرطة" الطباعة الثلاثية الأبعاد ساهمت في زيادة حجم هذا السوق، الذي يتوقع أن يصل إلى 21 مليار دولار عام 2020، وأن تتوسّع استعمالاتها لتنعكس على أسواقنا وحياتنا وتساهم في تحسينها بشكل جذري.
تحدثنا في مقالات سابقة عن مختلف استعمالات الطباعة الثلاثية الأبعاد في حياتنا اليومية أو التصميم أو الطب، إلا أننا نعود للحديث عن هذه التكنولوجيا لنرصد آخر الابتكارات وأحدثها.
الأطراف والأعضاء البشرية في متناول الجيب!
وداعاً لحقوق الملكية!
وأهلاً بالمنتجات المزيّفة. فهل يعجبك هذا الحذاء من "NIKE" أو هذا السوار من "Tiffany"؟ باتت هذه المنتجات في متناول الجميع بأرخص الأسعار، بفضل الطباعة الثلاثية الأبعاد التي تسهّل عملية تزييف كل المنتجات، وكأن المصانع والعلامات التجارية، تواجه اليوم ما شهدته صناعة الموسيقى مع التحميل الإلكتروني. أمرُ سيؤدي حتماً إلى قلب مفاهيم ومعايير حقوق الملكية، خصوصاً أن الطابعات الثلاثية الأبعاد ستزداد تطوراً ودقة مع الوقت ليصبح المستخدم قادراً على الإشارة إلى غرض ما بفضل ماسحة ليزر تقرأ وتنسخ كل المعلومات الخاصة به، وتسمح بطباعته فوراً. قرصنة من نوع آخر لا شك أنها ستلقي بظلالها على عائدات الصناعات المختلفة.قطع سيارتك أو ألعابك أو منزلك... من تصميمك!
وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا تطرح العديد من التساؤلات حول حقوق الملكية، فستُحدث تغييرات كبيرة في عالم التصنيع. فقد باتت الطابعات الثلاثية الأبعاد المتوفرة مقابل مبالغ مقبولة، توفّر لك فرصة طباعة كل أشياء الحياة اليومية، من الحذاء إلى قطع غيار سيارتك ضمن قوالب مصممة مسبقاً ومتوفرة على الانترنت. حتى أن بعض شركات الألعاب العملاقة كـMattel، أدخلت طابعة ثلاثية الأبعاد ضمن ألعابها مقابل 300 دولار، في خطوة لإطلاق العنان لإبداع الأطفال ليبتكروا ويصمموا ألعابهم الخاصة.أما قطع غيار السيارات أو الطائرات، فلم تعد من عالم الخيال، إذ أن شركات مثل "Boeing" و"BMW" بدأت باستخدام القطع المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد في التصنيع. وسيساهم ذلك في تقليص الكلفة وتحسين سلامة السيارات، بفضل استخدام المواد الأكثر صلابة ومتانة. وذكرنا سابقاً أن طباعة المباني والمنازل الثلاثية الأبعاد باتت متوفرة، وهي تساهم بشكل كبير في تقليص انبعاثات غازات الدفيئة والحد من التلوث.
السلاح للجميع!
مسدس صغير، متوسط أو ربما كلاشينكوف. قل لي أي سلاح تريد، والطابعة الثلاثية الأبعاد ستوفّره لك. شهدت طباعة الأسلحة الكثير من التطورات في السنوات الأخيرة، فأول سلاح من هذا النوع لم يكن يُطلق إلا بضع رصاصات، في حين أن النسخ الجديدة، قد يصل عدد طلقاتها إلى 30. في دول حيث الأسلحة مسموحة كالولايات المتحدة، قد تسهّل هذه الطابعات الثلاثية الأبعاد حمل السلاح. ربما على القوانين أن تأخذ ذلك في عين الاعتبار!
لا ضرورة لشراء اللحم أو البيتزا بعد الآن!
ولا ضرورة لأن تحب الطبخ أو لأن تكون موهوباً، فسنصبح جميعنا من أفضل الطباخين في العالم. إذ باتت الطابعة الثلاثية الأبعاد قادرة على تحضير كل ما تشتهيه: البيتزا، الحلويات، البرغر، الشوكولا أو حتى المعكرونة، من دون أن ننسى اللحم المطبوع، الذي قد يشكّل حلاً بديلاً لكل المدافعين عن الحيوانات!لا شك أن المأكولات الثلاثية الأبعاد ستكون حلم كل شخص يريد إعداد الطعام لأولاده أو ضيوفه، لكنه قد يساعد أيضاً رجال الفضاء على تناول طعام لذيذ وطازج نسبياً مقارنة بالطعام المعلّب والمثلج الذي يحتّم عليهم تناوله خلال مهماتهم الطويلة في الفضاء.
كثيرة هي التغييرات التي تحدثها الطباعة الثلاثية الأبعاد في عاداتنا أو أعمالنا أو حياتنا اليومية. وهي تزداد يوماً بعد يوم مع تطوّر التكنولوجيا السريع، فباتت التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد معروفة وفي متناول الجميع (تقريباً). وقد ذهب بعض العلماء إلى أبعد منها، إلى الطباعة رباعية الأبعاد، التي لا تسمح بطباعة المواد التي اعتدناها فحسب، بل تسمح لها بالتأقلم مع الظروف المحيطة بها. فتخيلوا أن طلاء السيارة يغيّر تركيبته ليتكيّف مع البيئة الرطبة، أو الأرض المغطاة بالملح لمنع تآكل السيارة، أو حتى تخيّلوا بزة الجندي التي تتبدّل إذا كان يريد أن تتحوّل إلى تمويه أو إلى حماية من الغازات السامة أو الشظايا. أمثلة كثيرة ما زالت تتطلب الكثير من الأبحاث، ليطلّ علينا مستقبل زاخر بالمفاجآت!
تقنية الـ4D: يتغير شكل هذه الوردة عندما تلامس الماء
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين