تقنيّة الطباعة الثلاثيّة ليست بجديدة، فهي موجودة منذ الثمانينات، لكن كثر الكلام عنها في الآونة الأخيرة حتّى اعتبر البعض أنّنا نشهد ثورة صناعيّة ثالثة. يمكن أن تتخيّل المطبعة ثلاثيّة الأبعاد كنحّات يحصل على تصميم من برنامج على الكمبيوتر فيقوم بنحته عبر تركيب طبقات أفقيّة رقيقة وبدقة عالية للحصول على الشكل المطلوب. يمكن استخدام مختلف المواد للطباعة ثلاثية الأبعاد، كالبلاستيك، النيلون، المعادن وحتّى الشوكولا. لكن ما أهمية هذه التقنية إن كنا نستطيع صناعة ما نشاء؟
إضافة إلى كون الطباعة ثلاثية الأبعاد أكثر دقّة من الصناعة، يكمن أهم استخدام لها في المجال الطبي، حيث تُمكّن العلماء من الطباعة مستخدمين الخلايا الحيّة. بمساعدة هذه التقنية، لن يكون هناك حاجة إلى متبرعين للأعضاء (كالكلى والكبد)، إذ يصبح من الممكن “طباعة” عضو جديد باستخدام خلايا حيّة من المريض. كما أن إمكانية رفض الجسم للعضو المصنوع عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد بعد زراعته تصبح أقل بكثير. مؤخّراً أنقذ أطباء في هولندا حياة فتاة تبلغ من العمر 22 عاماً عبر زراعة جمجمة مطبوعة لها. تمّت إيضاً إعادة ترميم وجه رجل في المملكة المتحدة عبر طباعة طبقات له بعد تعرّضه لحادث كسر فيه فكيّه.
تساعدنا الطباعة ثلاثيّة الأبعاد في مجالات أخرى أيضاً، إذ يمكن عبرها الحصول مثلاً على نماذج أولية للتصاميم الهندسية بسرعة أكبر وبكلفة أقل من الصناعة. يمكن لها كذلك مساعدتنا في الحياة اليومية، إذ تتيح طباعة قطع الغيار للأدوات المنزلية عند الحاجة، عوضاً عن شرائها. أمّا الناحية اللذيذة لهذه التقنية، فهي إمكانية الحصول علىمأكولات جاهزة حسب الطلب دون الحاجة إلى التواجد لساعات في المطبخ. في مجال الأزياء، تم بالفعل طباعة فستان استثنائي للمؤدية فيتا فون دوت، كما أن بعض مصنعيالأحذية بدأوا باستخدام هذه التقنيّة.
مع ذلك، تثير هذه التقنية الكثير من المخاوف، فكما يمكن طباعة الأعضاء البشرية والآلات، يمكن طباعة الأسلحة. بالإضافة إلى ذلك، من يتحمّل عواقب المخاطر التي يمكن أن تتسبب بها أخطاء الطباعة؟ أسئلة كثيرة تُطرح اليوم، لا سيما أنّ هذه التقنية جديدة ولم تختبر على المدى الطويل بعد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين