شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
أعياد الواقيات الذكرية والتغريدات الجنسية... الأعياد الدينية تُلهم الجنس

أعياد الواقيات الذكرية والتغريدات الجنسية... الأعياد الدينية تُلهم الجنس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

جسد

الأحد 30 ديسمبر 201809:02 ص
إذا لاحظتم أن معظم أصدقائكم يحتفلون بعيد ميلادهم في شهر سبتمبر، فهذا الأمر قد لا يكون بمحض الصدفة بل هو مؤشر على واقعٍ معيّنٍ: ترتفع وتيرة ممارسة الجنس أكثر خلال موسم الأعياد. وفي حين أن العديد من العلماء يعتبرون أن إرتفاع معدل الخصوبة ما هو إلا إستجابة بيولوجية لتغيير المواسم، فإن التقارير العلمية الحديثة تؤكد أن المسألة متعلقة أكثر بالثقافة وتتخطى الشق البيولوجي. فما هو السبب الذي يجعل الرغبة الجنسية تزداد بشكلٍ ملحوظٍ خلال فترة الأعياد؟

الجنس يبلغ ذروته في العيد

على ما يبدو أن البشر يمضون فترة الأعياد ليس فقط بنشر الحب إنما بممارسته بشكلٍ مكثفٍ مع الحبيب/ة، بحسب ما أكدته مبيعات الواقيات الذكرية ومعدل الولادات خلال هذه الفترة. ففي الوقت الذي ينغمس العالم في أجواء العيد: الأغاني الفرحة، الهدايا الكثيرة، الطعام الشهي، الزينة الجميلة... من الواضح أن بعض الأشخاص يجدون أن هذه الفترة هي الألذ والأكثر متعةً للتعبير عن عواطفهم من خلال ممارسة الجنس مع شريكهم بمعدلٍ يتخطى الأيام العادية. وبهدف الغوص في مسألة إنكباب الناس على الجنس، نشرت مجلة Scientific Reports في ديسمبر 2017، دراسة علمية تبحث في اهتمام الناس بالجنس والبحث عن المسائل الجنسية عبر الانترنت خلال أوقاتٍ مختلفةٍ من العام. ومن خلال قيام علماء من جامعة "إنديانا" ومعهد "غولبنكاين دي سيانسيا" في البرتغال بتتبع "اللاوعي الجماعي" من طريق تحليل إهتمام الناس بالجنس في حوالي 130 بلداً، تبيّن أن البحث عن "الجنس" عبر محرك "غوغل" والتغريدات المتعلقة بممارسة الجنس على تويتر، قد بلغا ذروتهما خلال فترة الأعياد الدينية. وتعليقاً على هذه الدراسة، أوضح البروفيسور "لويس روشا"، أن "ظهور شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يوفر قوةً غير مسبوقة لتحليل التغيرات في مزاج الناس وسلوكهم الجماعي على نطاقٍ واسعٍ"، مشدداً على أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها لجهة النظر في التكاثر البشري وإرتباطه بمزاج الناس وإهتمامهم بالجنس عبر الانترنت. وأكد "روشا" أن الاهتمام بالجنس عبر الانترنت لا يعني مجرد البحث عن المواد الاباحية، شارحاً ذلك بالقول:" لقد شهدنا زيادة في عدد الأشخاص الذين يبحثون عن المعرفة الجنسية العامة، بما في ذلك المصطلحات الطبية، والمفردات المتعلقة بوسائل منع الحمل، وما إلى ذلك"، مضيفاً أن الاهتمام المتزايد بالجنس يرتبط بشكلٍ وثيقٍ مع إرتفاع وتيرة الولادات بعد تسعة أشهر.

ظاهرة إجتماعية

كشف إستطلاعٌ جديد أن النساء يختبرن هزات جماع أقوى بـ5 مرات خلال فترة الأعياد، بحسب ما ذكره موقه Glamour، مشيراً إلى أن حتى بعض الأزواج إستخدموا زيّ "بابا نويل" في غرف النوم من أجل زيادة الاثارة الجنسية. via GIPHY فهل تزيد الرغبة الجنسية نتيجة أجواء العيد أم أنها مرتبطة بعوامل بيولوجية فقط؟ في الواقع لا يحدث التكاثر البشري بشكلٍ منتظمٍ على مدار العام، والحديث عن الأسباب التي تزيد الدوافع الجنسية لدى الإنسان قد تبدو مسألة معقدة، خاصة في ظل وجود العوامل البيولوجية أو الثقافية التي تفسر هذه الرغبات الجنسية بشكلٍ أفضل: ففي حين أن النظرية البيولوجية تعتبر أن دورة الاستجابة الجنسية تعني التكيّف مع الدورات الموسمية، فإن النظرية الثقافية تعتبر أن تواريخ الحمل والانجاب تخضع لعوامل ثقافية مثل الأعياد. فقد لاحظ العلماء أن مسألة زيادة الرغبة الجنسية تتفاوت من بلدٍ إلى آخر: ففي حين أن العديد من البلدان المسيحية شهدت زيادة البحث عن الجنس في فترة عيد الميلاد، فإنه في البلدان ذات الغالبية المسلمة بلغ الاهتمام بالجنس ذروته خلال عيد الفطر. وبما أن توقيت الاحتفال بعيد الميلاد يختلف عن توقيت الاحتفال بعيد الفطر، فقد خلص الباحثون إلى القول بأن الرغبة الجنسية مرتبطة بجوّ الاحتفال أكثر من كونها متعلقة بفترةٍ زمنيةٍ محددةٍ، خاصة أن الأبحاث أثبتت أنه حتى في البلدان التي يقام فيها عيد الميلاد في الصيف، مثل أستراليا والأرجنتين، فإن الاهتمام بالجنس إزداد خلال هذه الفترة بمعزل عن الفصل ودرجات الحرارة في الخارج.

الأعياد... مصدر إلهام جنسي

بالرغم من صعوبة تحليل سبب التفكير المفرط بالجنس خلال فترة الأعياد، إلا أن تحليل ما يحصل على تويتر خلال هذه الفترة يقدم بعض الدلائل الاضافية حول ما يفكر فيه الناس خلال العيد. فقد أوضح موقع Health أن الاهتمام بالجنس ترافق مع زيادة التغريدات التي تستخدم بعض المفردات المتعلقة بالشعور بالسعادة، بالأمان والهدوء. وفي هذا الصدد قال "لويس روشا":"في كل مرة يتجلّى فيها هذا المزاج على تويتر، فإنه يؤدي إلى المزيد من عمليات البحث عن الجنس"، مرجحاً أن يعود السبب إلى شعور الناس بالسعادة والأمان في نهاية العام وأيام الأعياد "مما يجعلهم عرضةً للتفكير أكثر في تكوين أسرة"، خاصة خلال عيد الميلاد وعيد الفطر على حدّ سواء لكونهما يتوجهان بشكلٍ خاص نحو الأسرة:" ربما يشعر الناس بأنهم أكثر رغبة في تنمية عائلاتهم لدى وجودهم في هذه البيئة". هذه النظرية تبنتها المعالجة الجنسية "جيسيكا كاهين"، التي أوضحت أن هناك الكثير من الأشياء التي تشجع الناس على البحث عن الجنس خلال فترة الأعياد:" بالنسبة إلى اولئك الذين يربطون مفهوم الجنس بالعائلة والانجاب، فإن الأعياد قد تكون مصدر إلهامٍ لهم لإنشاء أو تنمية عائلاتهم". وتشير نظريات أخرى إلى أن الأعياد تعني الاحتفالات، اللقاءات الاجتماعية وزيادة إستهلاك المشروبات الكحولية، وعليه فإن الاشخاص الذين لا يريدون أن يبقوا وحدهم قد يكثفون من البحث عن شركاء عاطفيين خلال هذه الفترة.

تأثير الجنس على الـHoliday Blues

في مقالٍ سابقٍ ورد على موقع رصيف 22، تحدثنا عن كآبة الأعياد التي تصيب عدداً كبيراً من الناس والتي تكون في أغلب الأحيان ناجمة عن وضع توقعاتٍ صعبة المنال، والخروج عن الروتين اليومي وإرهاق الذات. ولكن كيف يؤثر الجنس على الشعور بالاجهاد خلال فترة الأعياد؟ via GIPHY يمكن أن يؤثر الجنس على حالتنا المزاجية ويخفف من حدّة التوتر، وذلك نتيجة إطلاق بعض الهرمونات، وفق ما لاحظه الباحثون في علم النفس البيولوجي. فقد أوضح موقع Romper أن "أجسامنا مدهشة في طريقة تعاملها مع محفزات الاجهاد"، إذ وجد باحثون بريطانيون أن الجنس يطلق "بحراً من الهرمونات" مما يحدّ من مستويات التوتر ويخفض ضغط الدم. وأشار الموقع إلى أنه عند الشعور بالتوتر خاصة في فترة الأعياد، فإن أكبر عائق يواجه العلاقة الحميمة هو الخروج من دائرة الأفكار السلبية التي تحاصر الرأس، إلا أن الباحثين إكتشفوا أن مجرد التفكير في الجنس يمكن أن يساعد المرء على التفكير والتحليل بطريقةٍ مبتكرةٍ. وفي هذا الصدد، تحدثت المعالجة النفسية د. مادلين كاستلانوس عن فائدة الاستمناء في حال لم يكن هناك من شريكٍ للتنفيس عن الضغط النفسي والتوتر:"بما أنه يساهم في إطلاق الأكسيتوسين والأندورفين، فإن الاستمناء يمكن أن يساعد الناس على الشعور بالهدوء والاسترخاء، خاصة بالنسبة إلى النساء أثناء النشوة الجنسية، لأن هذه هي إحدى المرات القليلة التي تجعل فيها المرأة دماغها يسترخي ويتوقف عن التفكير في كل شيء".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image