شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"جنس فوق الهرم" يثير حنقَ المصريين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 9 ديسمبر 201803:52 م
"استهانةٌ بتاريخ الفراعنة" هكذا وصفَ ناشطون مصريون في مواقع التواصل الاجتماعي مقطعَ الفيديو الذي انتشر الخميس، يُظهر قيامَ شابٍ وفتاة أجنبيين بأفعالٍ "جنسية حميمة" والتصوير في أوضاعٍ "مخلٍّة بالآداب العامة" فوق قمّة هرم خوفو أكبرِ الأهرامات المصرية. ويبرز الفيديو لحظةَ صعود المصور أندرياس هافيد Andreas Hvid  وصديقته إلى أعلى قمة الهرم، بعدها تظهر الفتاة وهي تدخن، ثم تبدأ التجرّدَ من ملابسها تماماً، كما نشر المصور عبرَ صفحته الشخصية صورةً في "وضعٍ جنسي حميم للغاية" مع صديقته وكلاهما عاريان تماماً. ونشر هافيد الذي يحترف  "تصويرَ العري"، عبر حسابه على إنستغرام، الفيديو والصور وعلق: تسلقتُ أنا وصديقتي هرمَ خوفو الأكبر في الجيزة، وخوفاً من رصدنا من قبل الحراس، لم أصور ساعاتٍ عدةً من رحلة الصعود التي تسللنا خلالها إلى قمة الهرم.

غليان شعبي وتصعيد من السلطات

الفيديو تسبب بغضبٍ شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلت معه السلطاتُ المصرية بإعلان نفيها صحةَ الفيديو واعتبرته "مفبركاً"، فقال مدير منطقة آثار الهرم، أشرف محيي، إن "الفيديو غيرُ حقيقي على الإطلاق، ومن المستحيل صعودُ أحد فوق قمة الهرم، ونحن نمنع ذلك وفقاً لقانون حماية الآثار".
فيما قال مصطفى أمين، مساعد وزير الآثار للشؤون الفنية، إن حدوث ذلك من "رابع المستحيلات"، كون المنطقة مؤمنة جيداً. وأكد أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الفيديو، إن صح تصويرُه في المنطقة الأثرية، "يحمل متناقضاتٍ غريبة"، إذ تم تصويره في منطقة الأهرامات الأثرية في وقتٍ متأخرٍ للغاية، رغم أنه يتم إخلاء المنطقة من الساعة الرابعة عصراً، لتتسلم مسؤوليتها فيما بعد شرطة السياحة والآثار. معرباً عن استيائه من اختيار "أهم رمز للحضارة المصرية" لتصوير مثل هذه المشاهد غير الأخلاقية، في حال ثبوت صحته. تلى ذلك إصدارُ وزارة الآثار المصرية بياناً رسمياً قالت فيه: "على خلفية ما تم تداوله ونشره عن فيديو قصير يصور شخصين أجنبيين يتسلقان الهرم ليلاً، ثم وضع صورةً لهما مخلةً للآداب العامة، فقد قرر د. خالد العناني وزير الآثار، للوقوف على الحقيقة واتخاذ الإجراءات اللازمة، إحالةَ مذكرةٍ عن الواقعة والفيلم فوراً للنائب العام للتوجيه للتحقيق في الأمر". وأعلنت الوزارة "حالة الطوارئ القصوى" في مقرها لحين الوقوف على حقيقة ملابسات الحدث الذي أغضب الملايين. لكن مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، كان أكثر موضوعيةً في تعليقه على الحدث الذي وصفه بـ "نوع من الهزار العالمي البايخ"، حيث أكد أن "هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة"، لافتاً إلى "هوس الشباب باستكشاف الآثار المصرية العريقة"، مناشداً استغلال مثل هذه الأحداث لجذب أعداد أكبر من السياح والترويج للحضارة المصرية.
وحاولت العديد من المواقع المصرية تهدئة الرأيِّ العام بنشر تاريخ هافيد في تصوير العارضات العاريات في أماكن عديدة حول العالم منها تونس وتايلاند وغيرها.

البرلمان يناقش والوزير لا يعلم

صباح الأحد، قال خالد العناني وزير الآثار المصري، في أول تعليق له على الواقعة، إن "الفيلم الذي شاهده المصريون تضمن واقعتين، الأولى تسلق الهرم، والثانية صورة مخلة بالآداب" وتابع: "لست متخصصاً للحكم على صحة الصورة الإباحية من عدمه، جهات التحقيق ستثبت ذلك". وأوضح العناني، خلال اجتماع لجنة الإعلام والثقافة والآثار بالبرلمان لمناقشة الواقعة، أنه طالب بخبراء لتوضيح صحة الصورة من عدمها، مضيفاً "النيابة العامة ستوضح أيضاً كيف صعد هؤلاء إلى قمة الهرم، وفِي النهاية سيتخذ القضاء أقصى عقابٍ بحق أي مقصر".
"استهانةٌ بتاريخ الفراعنة" هكذا وصفَ ناشطون مصريون مقطعَ الفيديو الذي انتشر الخميس، يُظهر قيامَ شابٍ وفتاة أجنبيين بأفعالٍ "جنسية حميمة" والتصوير في أوضاعٍ "مخلٍّة بالآداب العامة" فوق قمّة هرم خوفو أكبرِ الأهرامات المصرية.
يبرز الفيديو لحظةَ صعود المصور وصديقته إلى أعلى قمة الهرم، بعدها تظهر الفتاة وهي تدخن، ثم تبدأ التجرّدَ من ملابسها تماماً، كما نشر المصور صورةً في "وضعٍ جنسي حميم للغاية" مع صديقته وكلاهما عاريان تماماً.
اعتبر بعض المصريين واقعة الجنس على قمة الهرم "صفعةً للسلطات المصرية" التي كانت على وشك محاكمة رانيا يوسف قبل أيام، لارتدائها فستاناً وصف بأنه "منافي للآداب الاجتماعية"، وتساءلوا عما إذا كان المحامي الذي سارع بمقاضاة يوسف، سمير صبري، سيقوم بردة فعل بهذا الشأن.

محاولات متكررة لتسلق الهرم

تعددت محاولات تسلق الهرم الأعوام الماضية، لكن تبقى الحادثة الأكثر إثارة للجدل، قيام مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، بتسلق الهرم الأكبر، خلال زيارة لها لمصر عام 2012 لبحث إقراض مصر 4.8 مليار دولار. حينها زعم علي الأصفر، مدير آثار منطقة الهرم، أن مديرة صندوق النقد الدولي تسلقت الأحجار المؤدية لباب الهرم وليس الهرم نفسه وهو سلمٌ مكون من 7 درجات، وصعوده لا يعتبر مخالفة. وفي 2013، قام المصور الروسي فاديم ماكوروف، ومجموعةٌ من أصدقائه بالتقاط صور وصفت بالمذهلة وقتها، وأثارت الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي وقدم المصور اعتذاراً عما فعله. في 2016، نجح شاب ألماني يدعى أندريه سيسيلسكي، 18 عاماً، في تسلق هرم خوفو، وصوّر فيديو نقل فيه هذه المغامرة، انتشر على نطاقٍ واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت السلطات المصرية باعتقاله حينذاك. وكان للمصريين نصيبٌ من محاولات الوصول لقمة خوفو، فقام هشام مصطفى، طالب بجامعة الإسكندرية، بتسلق الهرم وتوثيق الحدث بالتقاط صورة أعلاه في 2016. وفي 2017، أقدم فاتح كورموجو، 23 عاماً، وهو طالبٌ ومغامر تركي، بتسلق الهرم، وسرعان ما ألقت السلطات المصرية القبض عليه، وكتب وقتها عبر حسابه على فيسبوك: عندما رأيت الأهرام عن قرب وعندما رأيت هذه الأشكال لم أستطع أن أمتنع عن تصور نفسي في الأعلى. يشار إلى أن مصر أصدرت في التسعينات قانوناً يمنع تسلق الأهرامات على المصريين والأجانب، حفاظاً على الأرواح وعلى سلامة الحجارة وعدم تعريضها للكسر كذلك، ويعرض المخالف لهذا القانون نفسه، لعقوبة السجن تصل إلى ثلاث سنوات. وفي واقعة الجنس على قمة الهرم، اعتبر بعض المصريين الحادث "صفعة للسلطات المصرية" التي كانت على وشك محاكمة الفنانة المصرية رانيا يوسف قبل أيام، لارتدائها فستاناً وصف بأنه "منافي للآداب الاجتماعية"، وتساءلوا عما إذا كان المحامي الذي سارع بمقاضاة يوسف، سمير صبري، سيقوم بردة فعل بهذا الشأن.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image