شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أمريكا تمنع أُمّاً يمنية من عناق ابنها المحتضر

أمريكا تمنع أُمّاً يمنية من عناق ابنها المحتضر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 18 ديسمبر 201807:04 م

رفضت السلطات الأمريكية منح الطفل اليمني عبد الله حسن، المحتضر في إحدى المستشفيات الأمريكية في كاليفورنيا، العناقَ  الأخير مع أمه حين رفضت السماح لوالدته برؤيته "مرة أخيرة"، بسبب الحظر الأمريكي المفروض على دخول سكان بعض الدول التراب الأمريكي.

حظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دخول مواطني عدد من الدول الشرق أوسطية، ومن بينها اليمن، كانت له تبعاته الإنسانية المباشرة على أسرٍ عدة، لعل أشدها قسوة، ما حدث مع أم عبد الله التي حرمت من تأشيرة دخول تمكنها من احتضان ابنها ووداعه، حسبما صرح أقاربها الاثنين.

وضع الطفل عبد الله الصحي حرج للغاية، بسبب مرض خلقي في المخ، ويؤكد أطباؤه، في إحدى مستشفيات ولاية كاليفورنيا، إنه "لا  يمكن أن ينجو من المرض".

الوداع الأخير رهن ترامب

وفيما ينوي الأطباء فصل أجهزة دعم الحياة التي تبقيه "ظاهرياً" على قيد الحياة، تأمل أمه في رؤيته للمرة الأخيرة، حسبما تقول أسرته.

انتقلت أسرة عبد الله، من اليمن إلى القاهرة بعد بدء الحرب في اليمن،ثم سافر الأب مصطحباً طفله المريض إلى الولايات المتحدة قبل ثلاثة أشهر بغرض علاج ابنه، لكن الأطباء أخبروه أن لا أمل من شفائه.

ويحمل عبد الله ووالده الجنسية الأمريكية إلى جانب اليمنية، في حين تحمل الأم الجنسية اليمنية فقط لذا شملها قرار الحظر.

 وكان الأب يأمل في البداية بأن يلتئم شمل الأسرة كلها في الولايات المتحدة، لكنه أكد أن آماله تبددت بسبب قرار الحظر ورفض تأشيرة زوجته.

وفي تصريح لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، قال الأب: "كل ما تريده أم عبد الله هو أن تتمكن من الإمساك بيدي طفلها واحتضانه الحضن الأخير".

وأوضح الأب أنه لا مجال لنقل الطفل إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث تعيش والدته، لأنه " سيموت غالباً" حينذاك.

في تصريح لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، قال الأب: "كل ما تريده أم عبد الله هو أن تتمكن من الإمساك بيدي طفلها واحتضانه الحضن الأخير".
في حين تسعى شيماء صويلح، والدة عبد الله، للحصول على "استثناء" من الخارجية الأمريكية بشكل عاجل لرؤية طفلها للمرة الأخيرة قبل وفاته، يعاني قرابة 2500 طفل بسبب فصلهم عن آبائهم نتيجة قرار آخر لترامب.

قرار عنصري

القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب، يمنع دخول مواطني عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة من السكان (إضافة إلى دولتين أخرتين) إلى الولايات المتحدة ورغم الانتقادات العديدة التي وجهت له، وإلغائه من قبل المحاكم الأمريكية، إلا أن ترامب متمسك به، وقد أعاد صياغته عدة مرات حتى قبلت به المحكمة العليا أخيراً الصيف الماضي.

وبموجب القرار، يحظر دخول مواطني خمس دول هي، إيران واليمن وليبيا والصومال وسوريا، بالإضافة إلى فنزويلا وكوريا الشمالية.

وتعليقاً على منع أم عبد الله من توديع ابنها، قال سعد سويلم ممثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية الذي يدعم جهود لمِّ  شمل الأسرة إن: " قرار منع دخول والدة الطفل ينطوي على قسوة كبيرة".

آلاف الأطفال يعانون بسبب ترامب

وفي حين تسعى شيماء صويلح، والدة عبد الله، للحصول على "استثناء" من الخارجية الأمريكية بشكل عاجل لرؤية طفلها للمرة الأخيرة قبل وفاته، يعاني قرابة 2500 طفل بسبب فصلهم عن آبائهم نتيجة قرار آخر لترامب وهو "سياسة فصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود".

ويصر ترامب وأعضاء حزبه، الحزب الجمهوري، على فصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم على الحدود الأمريكية –المكسيكية رغم الجدل الذي سببته والانتقادات العالمية والمحلية لها، مقتنعين بأنها السبيل لوقف الهجرة غير الشرعية.

وقبل يومين غرد ترامب عبر حسابه في تويتر مدافعاً عن سياسة فصل الأبناء عن ذويهم المهاجرين غير الشرعيين قائلاً: " إن لم نقم بفصلهم، فسيأتي المزيد من الأشخاص. المهربون يستخدمون الأطفال...لن نسمح بدخول قوافل المهاجرين التي تتكون من البلطجية إلى الولايات المتحدة، حدودنا مقدسة ويجب أن يأتي المهاجرون بشكل شرعي أو يعودوا إلى بلادهم".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image