قد لا تبدو حُبيبات الرُمان ذات أهمية عند الحديث عن بشاعة الحرب في اليمن، وآثارها المدمرة على الشعب بأطفاله وكهوله وشيوخه، لكن حبيبات الرمان تلك تُساعد في تفسير "لماذا يموت آلاف اليمنيين جوعاً" منذ اندلاع الحرب عام 2015.
قبل الحرب، كان مزارعو الرُمان في مُحافظة صعدة، شمال غربي العاصمة صنعاء، يُصدّرون منه نحو 30 ألف طن سنوياً، لتُشكل هذه الثمرة الحمراء مصدر دخل رئيسي للمزارعين، قبل أن تسيطر على "صعدة" حركة الحوثي المتحالفة مع إيران.
في غمار الحرب، تراجعت صادرات رمان صعدة نحو الثلث، ويلقي المزارعون باللوم في ذلك على نقص الوقود والماء وتأثير القصف الجوي من قوات التحالف بقيادة السعودية وبدعم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول غربية أخرى، بحسب تقرير لـ"رويترز".
يقول المزارعون في صعدة إن "استهداف الأسواق والطرق يجعل التنقل أكثر خطورة، ويزيد تكلفة نقل الرمان على متن شاحنات لميناء الحُديدة الرئيسي"، الذي يُعتبر "شريان حياة اليمنيين".
"رُماننا يموت بسبب العطش... بسبب الحصار"، يقول المُزارع ربيع العبدي في إشارة إلى الإجراءات "الصارمة" التي تفرضها قوات التحالف على الواردات إلى اليمن والتي تسببت في "بطء تدفق السلع التجارية"، والإمدادات الحيوية مثل الوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية.
لكن التحالف يدافع عن تلك الإجراءات الصارمة ويقول إنها "لمنع الحوثيين من تهريب أسلحة من إيران" بينما ينفي الحوثيون وإيران قيامهم بذلك، بحسب ما جاء في التقرير.
ويقول مدير إدارة التسويق الزراعي في محافظة صعدة، علي صالح: "هذه الحرب تسببت بغلاء الوقود، والضروريات الزراعية بشكل جنوني، وهذا ما أثّر على المزارعين وإنتاجهم".
قد لا تبدو حُبيبات الرُمان ذات أهمية عند الحديث عن بشاعة الحرب في اليمن، وآثارها المدمرة على الشعب بأطفاله وكهوله وشيوخه، لكن حبيبات الرمان تلك تُساعد في تفسير "لماذا يموت آلاف اليمنيين جوعاً" منذ اندلاع الحرب عام 2015.
"رُماننا يموت بسبب العطش... بسبب الحصار"، يقول المُزارع ربيع العبدي في إشارة إلى الإجراءات "الصارمة" التي تفرضها قوات التحالف على الواردات إلى اليمن، التي قد تشهد "أسوأ مجاعة في العالم منذ قرن".
أسوأ مجاعة منذ قرن
كيف يجوع ملايين اليمنيين حد بلوغ شفير الموت؟ ليست القصة مقتصرة على تقلص محاصيل الرمان التي كانت في متناول كل يمني، فلو كان الرمان موجوداً بوفرة لما مات الآلاف. مارتن جريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص، يقول إن ثلاثة أرباع اليمنيين، أو نحو 22 مليوناً، يحتاجون مساعدات إنسانية ومنهم 8.4 مليون مهددون بالموت جوعاً.
طفل يمني يموت كل 10 دقائق، هذا ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف". وتؤكد منسق الأمم المتحدة لشؤون اليمن، ليز غراندي أن الأمر في اليمن قد يتحول إلى أسوأ مجاعة في العالم منذ قرن، مُطالبة المجتمع الدولي "أن يشعر بالخجل".
تحاول الأمم المتحدة التوسط في المحادثات لإنهاء الحرب، لكن المسؤولين عن المساعدات المؤقتة يقولون إن "مفتاح الحد من خطر المجاعة ليس المساعدة الإنسانية ولكن تحسين وضع الاقتصاد". هنا يمكن أن تمثل محاصيل الرمان جزءاً صغيراً من الإجابة، ربما تقدر (في حال تحسنت ظروف الإنتاج) على تحسين وضع الاقتصاد.
يقاتل التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن منذ 2015 لدعم الحكومة اليمنية وإعادتها للسلطة من جديد، بعد أن أطاحها الحوثيون، ولكنها حتى الآن لم تحقق غايتها، بل تسببت بمقتل أبرياء بسقوط قنابل على مناطق مدنية، فيما ينفي التحالف باستمرار تعمده استهداف المدنيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...