"سوريا مستعدةٌ للعودة الطوعيةِ للسوريين الذين فرُّوا خلالَ الصراع المستمر منذ أكثرَ من سبعةِ أعوام" هذا ما أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمامَ الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29 سبتمبر. وتدفقَ السوريون عبرَ حدودِ بلدهم منذ تحولت الاحتجاجاتُ المناهضة للحكومة أثناءَ الربيع العربي عام 2011 إلى صراعٍ مسلحٍ انخرط فيه مسلحون معارضون وإسلاميون متشدّدون والقوات الحكومية وداعمون أجانب. وقال المعلم "أودُ أن أعلنَ من على هذا المنبر أن عودةَ كلّ سوري تشكل أولويةً بالنسبة للدولةِ السورية وأن الأبوابَ مفتوحةٌ أمامَ جميعِ السوريين في الخارج للعودة الطوعية والآمنة وأؤكد أن ما ينطبقُ على السوريين الموجودين داخلَ الوطن ينطبق على من هم خارجَه والجميع تحت سقفِ القانون". وأكد وزير الخارجية السوري أن بعضَ الدول الغربية لعبت دوراً وصفَه بـ"القذر" في عدم تسهيلِ عودة اللاجئين إلى سوريا، رغم "مطالباتِ النظام السوري بتسهيل عودتهم" على حدّ قوله، مشيراً إلى أن هذه الدول أخافت اللاجئين تحت ذرائع "واهيةٍ" واستخدمت ملفَّهم الإنساني لخدمةِ أجنداتِها السياسية. يقول الباحث في الشؤون الدولية محمد تهامي لرصيف22 إن الانتصارَ العسكري الكبير الذي حققه النظامُ السوري بمساعدة حليفتيه روسيا وإيران ساهم بدرجةٍ كبيرةٍ بإغلاق ملف الأزمة السورية، التي خسرت دولٌ كبرى وأخرى خليجيةٌ رهانَها فيها بشكلٍ تام. يضيف تهامي أن الغربَ أدرك أن "بقاءَ الرئيس السوري بشار الأسد رغم كل عيوبه قد يكون أفضلَ بكثيرٍ من سيطرة تنظيماتٍ إسلاميةٍ متشددة على الأراضي السورية لأن ذلك سيزيدُ من موجة اللاجئين التي يعتبرها الغرب تهديداً حقيقياً لأمنه وسلامته". وبحسب الباحث، الجميع سقطَ في اختبارِ الحرب السورية "المنظماتُ الحقوقية لم تقمْ بدورها، والدول الغربيةُ أثبتت أن ما يهمها هو مصالحُها وليست حقوقُ الإنسان أو دعمُ الديمقراطية، كما كانت تدعي دائماً، ودول الخليج ثبتَ أنها تنفقُ ملايين الدولارات دون خطةٍ واضحة". وبحسب تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين صدر في مارس الماضي فإن الحربَ السوريةَ التي بدأت منذ أكثر من سبع سنواتٍ تسببت بمعاناةٍ إنسانيةٍ هائلة، وأن الخاسرَ الوحيدَ فيها "هو بكلّ وضوحٍ الشعب السوري". وفقد مئاتُ الآلافِ من السوريين حياتَهم بسبب القتال، كما أُجبرَ نحو 6.1 مليون شخصٍ على مغادرة منازلهم داخل سوريا، وأصبح هناك نحو 5.6 مليون لاجئ يبحثون عن ملاذٍ آمن في الدول المجاورة في المنطقة. ورغم تحقيقِ النظامِ السوريَّ انتصاراتٍ عسكريةً واضحةً، لكن هذا النصر لم يصل للمدنيين داخل سوريا، حيث يقول تقرير المفوضية إن نحو 69% منهم يعيشون في فقرٍ مدقع. وارتفعت نسبة العائلات التي تنفقُ أكثر من نصف مدخولها السنوي على الطعام إلى 90% في حين أن أسعارَ المواد الغذائية ارتفعت ثمانيةَ أضعافٍ كمعدل، مقارنةً بمستواها قبل الأزمة. ويعاني نحو 5.6 مليون سوري من أوضاعٍ تهدد حياتهم على صعيد أمنِهم وحقوقِهم الأساسية أو مستويات معيشتِهم ويحتاجون لمساعداتٍ إنسانيةٍ طارئة. ورغم ارتفاع نسبة الأطفال اللاجئين في المدارس الأعوامَ الأخيرة لكن، من بين 1.7 مليون لاجئ سوري في سن الدراسة، لا يزال 43% خارج المدرسة.
"سوريا مستعدةٌ للعودة الطوعيةِ للسوريين الذين فرُّوا خلالَ الصراع المستمر منذ أكثرَ من سبعةِ أعوام" هذا ما يؤكده وزير الخارجية السوري وليد المعلم.. فهل فعلاً الأبوابُ مفتوحةٌ أمامهم للعودة الآمنة وأن الجميع تحت سقفِ القانون؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع