تظاهرات غير مسبوقة تشهدها العاصمة باريس السبت في الأسبوع الثالث لحراك "السترات الصفراء" وسط إجراءات أمنية استثنائية، ومحاولة المتظاهرين الوصول إلى قصر الإيليزيه "لإسقاط النظام"، واعتقال المئات واستخدام مكثف للغاز المسيل للدموع حوّل مدينة النور إلى مدينة ضباب كثيف وكر وفر بين المحتجين من جهة والأمن ومدرعاته من جهة أخرى. الحراك الاحتجاجي على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وتحديدًا رفع ضريبة الوقود التي تراجع عنها قبل أيام، وغلاء المعيشة المعروف ألهم سريعًا متظاهرين في مدن أخرى ومنها البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية حيث احتج الجمعة العراقيون بالسترات الصفراء كذلك.
السبت احتشد آلاف الفرنسيين في شوارع باريس ومدن أخرى منذ الصباح فيما حشدت السلطات الآلاف من عناصر الأمن بسبب مخاوف من تكرار أعمال العنف والشغب التي شهدتها باريس السبت الماضي، وهو سيناريو تسعى الحكومة لتفاديه بأي ثمن، واصفة حركة الاحتجاج بأنها "وحش" خارج عن السيطرة.
وطالب أصحاب "السترات الصفراء" باستقالة الرئيسإيمانويل ماكرون، ورفع بعضهم لافتات تدعو إلى خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ووقعت صدامات قرب الشانزليزيه وسط باريس بين قوات مكافحة الشغب وأصحاب "السترات الصفراء"، فيما أعلنت وسائل إعلام فرنسية عن إصابة العشرات.
وتشهد فرنسا حراك "السترات الصفراء" منذ 17 نوفمبر، وهو حراكٌ احتجاجي شعبي يهدف للضغط على السلطات الفرنسية حتى تتراجع عن زيادة الرسوم على المحروقات وكبح الضرائب المرتفعة ورفع القدرة الشرائية التي توشك على الانهيار وهو ما قامت به الرئاسة حين تراجعت بالفعل منتصف الاسبوع الجاري عن قرار رفع ضريبة المحروقات.
لكن سقف مطالبات التظاهرات في فرنسا ارتفع في الساعات الأخيرة، وتتحدث بعض الشعارات التي تطلَق على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعد الوسيلة الرئيسية لتنظيم تحركات "السترات الصفراء"، بشكل واضح عن تغيير للنظام وعن رحيل الرئيس الفرنسي الذي ما زال يلتزم الصمت حتى الآن، غير أنه من المفترض أن يلقي كلمة حول هذه الأزمة غير المسبوقة.
حظر التظاهر ومنع بيع المواد القابلة للاشتعال
وأعلن النائب العام في باريس ريمي هايتز أنه اتّخذ التدابير اللازمة للسماح للشرطة بتوقيف أي شخص يريد "المواجهة مع قوات الأمن" في تظاهرات السبت. وعمدت السلطات في بعض المناطق إلى حظر التظاهر، على غرار شمال فرنسا، أو بيع ونقل الوقود والمفرقعات والمواد القابلة للاشتعال أو المواد الكيميائية، للحد من استخدام الزجاجات الحارقة. وقالت السلطات أمس الجمعة إنها ضبطت العشرات من الزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية الصنع في منطقة كان يتمركز فيها المحتجون في مونتوبان جنوب غرب فرنسا، فيما عززت مستشفيات باريس طواقمها الطبية تحسباً لأحداث اليوم.الحراك الاحتجاجي على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون وتحديدًا رفع ضريبة الوقود التي تراجع عنها قبل أيام، وغلاء المعيشة المعروف ألهم سريعًا متظاهرين في مدن أخرى ومنها البصرة، ثاني أكبر المدن العراقية حيث احتج الجمعة العراقيون بالسترات الصفراء كذلك.
تظاهرات غير مسبوقة تشهدها باريس في الأسبوع الثالث لحراك "السترات الصفراء" وسط إجراءات أمنية استثنائية، ومحاولة المتظاهرين الوصول إلى قصر الإيليزيه "لإسقاط النظام"، واعتقال المئات واستخدام مكثف للغاز المسيل للدموع حوّل مدينة النور إلى مدينة ضباب كثيف.
من باريس إلى البصرة
تسببت حركة السترات الصفراء بعودة الحماس لمتظاهري البصرة العراقية الذين يطالبون بتحسين ظروف محافظتهم منذ عدة أشهر مرتدين السترات الفوسفورية ذاتها التي يرتديها المتظاهرون في باريس. فبعد فترة من الهدوء في البصرة، خرج مئات المحتجين في الأيام الأخيرة مرة أخرى للتعبير عن غضبهم. وشهدت البصرة، الجمعة، تظاهرات واسعة شملت عدة مناطق في المحافظة، وسط إجراءات أمنية مشددة وتطويق للمتظاهرين. وتستقي "السترات الصفراء" اسمها من السترات الصفراء الفسفورية التي يتعين على كل السائقين في فرنسا تزويدُ سياراتهم بها. وحمل ارتداء المتظاهرين في البصرة ستراتٍ صفراء رسائل عدة أهمها أن المحتجين مصرون على أن تنفذ الحكومة العراقية كل مطالبهم. وطالب مئات المحتجين العراقيين، بإقالة محافظ البصرة (جنوب) أسعد العيداني، ووجهوا له اتهامات بالمسؤولية عن "قمع" الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها المحافظة، منذ أشهر، بحسب ما نشرته وسائل إعلام. وبث التلفزيون العراقي الرسمي لقطات من الاحتجاجات التي شهدت هتافات تطالب بإقالة المحافظ ومجلس المحافظة. ويرجح مراقبون احتداد الاحتجاجات في البصرة وانتقالها إلى محافظات ومناطق أخرى مع زيادة التوتر السياسي في العراق نتيجة عدم توصل الأطراف السياسية إلى تعيين مرشحي الوزارات الشاغرة. وقال عضو تنسيقية تظاهرات البصرة، ماجد التميمي، إن "التظاهرات التي شهدتها المحافظة الجمعة، والأيام التي سبقتها، لن تتوقف هذه المرة، إذ بدأت بالاتساع وستشمل عموم المحافظة"، مضيفاً أن "حالة من الغليان الشعبي تتصاعد، وأن القوات الأمنية والحكومة لن تستطيع منعنا من ممارسة حقنا في التعبير عن غضبنا". وقبل نحو أسبوع امتد حراك السترات الصفراء إلى هولندا وبلجيكا. الجمعة الماضي، شارك نحو 600 شخص في تظاهرة بالعاصمة بروكسل، مرتدين سترات صفراء، اعتراضاً على ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب. وتجمع متظاهرون يرتدون سترات صفراء في شوارع عدد من المدن الهولندية السبت الماضي، في لاهاي ونيميغن، وماستريخت، وألكمار، ويوفاردن إن غرونينغنو، استجابة للدعوات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج على سياسات الحكومة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...