أعلن مطران الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بمنطقة شبرا الخيمة وتوابعها والمشرف على الأقباط في السعودية، الأنبا مرقس، أنه ترأس لأول مرة قُداسَيْن "علناً" على أراضي السعودية.
وكشف مرقس، في تصريحات صحافية، أن القداسين "أقيما في منزل أحد الأقباط المصريين، على مدار يومين متتابعين، مع دعوة الأسر القبطية لأداء الصلاة".
وذكر المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على صفحته في فيسبوك، أن الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة، بدأ زيارةً للسعودية واستقبله الشيخ محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بالرياض، دون أن يشير صراحةً لإقامة القداس.
وأوضح مرقس أن زيارته جاءت بتشجيع من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، الذي التقاه خلال زيارته الكاتدرائية المرقسية في العباسية، مارس/ آذار الماضي، وطلب منه أن "يزور المملكة كل عام"، نافياً التحدث عن "إنشاء كنائس مع أي من المسؤولين السعوديين".ما أهمية القُدّاس العلني؟
ويقلل إسحق إبراهيم، الباحث بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، من أهمية هذا الحدث في "بلد لا يسمح للأقباط باصطحاب أي صور أو أيقونات أو رموز دينية، أو حتى كتب مقدسة معهم"، واصفاً إياه بأنه "خطوة محدودة ليس لها تأثير كبير".
في حين يراه المفكر والكاتب القبطي كمال زاخر"خطوة مهمة جاءت بعد فترة من التضييق"، معتبراً الأمر بارقة أمل لتحسين أوضاع الأقباط خاصةً أنه " يأتي في سياق أعم وأشمل تعيشه السعودية، على مستوى الانفتاح مع الأجانب والمرأة والديانات الأخرى".
أما مدحت قلادة، المتحدث الإعلامي باسم منظمة اتحاد أقباط المهجر، فيصف تنظيم القداس القبطي في هذا التوقيت بـ "محاولة تبييض وجه النظام السعودي خاصة بعد حادث مقتل الصحافي جمال خاشقجي"، مشيراً إلى ما يعانيه الأقباط –حتى الآن- من تمييز إذ "لا يمكن لمسيحي أن يدخل إلى بعض المناطق مثل مدينتي مكة والمدينة، كما لا يسمح لأي طائفة مسيحية بإقامة صلوات بشكل علني باستثناء الجاليات الأميركية"، على حد تعبيره.
ويضيف زاخر "هذا يأتي في سياق أعم وأشمل تعيشه السعودية، على مستوى الانفتاح مع الأجانب والمرأة والديانات الأخرى".
في هذه الأثناء، تداول عدد من الأقباط المصريين صوراً من القداس، معبرين عن سعادتهم بأول قداس "علني بحضور كاهن" في البلد التي لم يكن يسمح لهم بحمل الإنجيل ووصف بعضهم ما حدث بالخطوة التي تبدأ طريق الألف ميل للحصول على بعض الحرية الدينية هناك.
أعلن مطران الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بمنطقة شبرا الخيمة وتوابعها والمشرف على الأقباط في السعودية، الأنبا مرقس، أنه ترأس لأول مرة قُداسَيْن "علناً" على أراضي السعودية.
هل أصبح إنشاء كنيسة ممكناً؟
كثيراً ما أثير الجدل بشأن إنشاء كنائس للأقباط بالسعودية أو ترميم كنائس أثرية مزعومة، خاصة مع انتهاج السعودية سياسات أكثر انفتاحاً على العالم ومحاولة تحسين صورتها القديمة من دولة متشددة دينياً إلى دولة "الإسلام المعتدل".
وكان ولي العهد السعودي قد التقى البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقسية في القاهرة، مارس/ آذار الماضي، في سابقة، كونه أرفع مسؤول سعودي يزور الكاتدرائية المرقسية في العباسية.
ورغم أن البابا تواضروس نفى وقتها مناقشة مطالب إنشاء كنيسة بالمملكة، فإن الأمر أثير بشكل واسع.
وفي مايو/ أيار، زعمت تقارير إعلامية أن مسؤولين من الفاتيكان والسعودية عقدوا مباحثات "سرية" من أجل الاتفاق بشأن إنشاء دور عبادة مسيحية بـ "موطن محمد"، في إشارة للسعودية، وأكدت التقارير وقتذاك أن المملكة أبدت "موافقة مبدئية".
وفي الثاني من أغسطس/ آب الماضي، نقلت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية، عن مستشار للعاهل السعودي، لم تذكر اسمه، أن "إلغاء الحظر على بناء الكنائس لم يعد إلا مسألة وقت"، ورشحت مدينة نيوم مكاناً محتملاً لإنشاء أول كنيسة بالبلاد.
ورجحت الصحيفة أن جميع المؤشرات تصب باتجاه هذه الخطوة؛ فالأمير محمد بن سلمان "الشجاع"، على حد تعبيرها، استضاف رجال دين مسيحيين والتقطت وسائل الإعلام السعودية الصور له أثناء استقباله للبطريرك الماروني والمبعوث البابوي، الكاردينال جان لويس توران، مرتدياً ملابسه الدينية الكاملة، بما فيها الصلبان، وهو أمر لم يكن مسموحاً به من قبل في الأراضي المقدسة.
أشارت أيضاً إلى إبعاد "الدعاة المتشددين"، وحذف "النصوص التكفيرية" من المناهج الدراسية، وتجريد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سلطاتها، لافتةً إلى أن ذلك منح المسيحيين متسعاً لإقامة الصلوات الجماعية "السرية" في منازلهم.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أثار جويل روزنبرغ، رئيس وفد قادة المسيحيين الإنجيليين بأمريكا، القضية مرة أخرى، خلال لقاء الوفد بولي العهد السعودي في الرياض.
ويعيش في السعودية 1.4 مليون قبطي، أكثر من 4% من السكان، أغلبهم من العمالة الأجنبية التي بدأت التوافد إلى المملكة بغرض العمل منذ السبعينيات من القرن الماضي، وفق تقارير لمنظمة Open Doors المعنية بشؤون المسيحيين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...