أصاب قصفٌ يُشتبه أنه بغاز سام، العشرات من المدنيين في حلب السورية مساء السبت متسبباً بحالات اختناق طالت الأطفال، واتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا، المعارضة المسلحة بشن الهجوم، لكن المعارضة نفت ذلك بحجّة أنها لا تمتلك "سلاحاً كيميائياً". ونقلت وكالة رويترز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب في سوريا تأكيده أن القصف تسبّب بإصابة العشرات في حلب باختناق وصعوبات في التنفس. وهذا أكبر عدد للضحايا في حلب منذ استعادة القوات الحكومية وحلفاؤها المدينة بعد تغلبها على المعارضة قبل نحو عامين. وتحدّث المرصد عن تسجيل "حالات اختناق لدى 32 شخصاً" بينهم ستة أطفال و13 امرأة في حيّي الخالدية وجمعية الزهراء حيث انتشرت رائحة الكلور، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه لم يتمكّن من تحديد الجهة المسؤولة عن هذا الهجوم. وتحدّثت وسائل إعلام سورية رسميّة عن إصابة أكثر من 100 شخص بحالات اختناق في ريف حلب، "نتيجة استهداف المنطقة بقذائف تحتوي على غاز سام" ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن قائد شرطة حلب اللواء عصام الشلي قوله إن ما أسماهم المجموعات الإرهابية استهدفت مساء 24 نوفمبر الأحياء السكنية في مدينة حلب بقذائف صاروخية متفجّرة تحتوي على غازات سامة ما أدّى إلى حدوث حالات اختناق بين المدنيين، بحسب قوله. ونقلت الوكالة عن مصادر طبية في مشفيي الرازي والجامعة إعلانها عن "استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق خفيفة ومتوسطة احتاج بعضها الدخول إلى العناية المشددة". وذكرت الوكالة أن "وحدات الجيش العربي السوري العاملة في حلب ردّت بالأسلحة المناسبة على مصدر إطلاق القذائف وأوقعت بين صفوف الإرهابيين خسائر كبيرة". لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن ردّ الجيش السوري تسبب بمقتل تسعة أشخاص في قرية في إدلب. وأظهرت صور ولقطات بثّتها وكالة سانا، المسعفين وهم يحملون المصابين على نقّالات ويساعدونهم بأقنعة الأكسجين. فيما اتهمت روسيا، الحليف الرئيسي لدمشق، مقاتلي المعارضة السورية بإطلاق قذائف بغاز الكلورعلى المدينة وقالت إن ذلك أسفر عن تسمّم 46 شخصاً بينهم ثمانية أطفال. وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مقاتلي المعارضة قصفوا حلب من منطقةٍ لخفض التصعيد في إدلب يسيطر عليها مسلحو جبهة النصرة الذراع السابقة لتنظيم القاعدة. وأضافت روسيا أنها تعتزم إثارة هذه المسألة مع تركيا التي تدعم بعض عناصر المعارضة والتي توسّطت مع موسكو في اتفاق على وقف إطلاق النار في إدلب.
إصابة أكثر من 100 شخص من بنيهم أطفال بحالات اختناق في ريف حلب، "نتيجة استهداف المنطقة بقذائف تحتوي على غاز سام". من قصف حلب؟
المعارضة تنفي
من جانبها نفت المعارضة استخدام أسلحة كيماوية متهمة دمشق بمحاولة توريطها. وقال عبد السلام عبد الرزاق، القائد العسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، إن المعارضة لا تمتلك غازات سامة أو قدرات على إطلاقها. وعمل عبد الرزاق في برنامج الأسلحة الكيميائية السوري قبل أن ينشقّ للانضمام إلى المعارضة في السنوات الأولى من الصراع الذي بدأ عام 2011، وقال على تويتر "هذا محض كذب فالثوار لا يمتلكون سلاحاً كيميائياً ولا مختبرات لتجهيزه ولا يمتلكون أغلب وسائط الاستخدام". كما نفى مصطفى سجاري، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، ادعاءات استخدام غازات سامة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...