بعد ثلاثة أيام من التصعيد في قطاع غزة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء وقف المحادثات مع الوسطاء الدوليين والمصريين بشأن التهدئة في القطاع، في خطوة اعتبرها الإعلام الإسرائيلي رسالة لحماس مفادها أن الوضع الراهن هو لتنفيذ عمليات العسكرية ولا حديث عن تهدئة على الإطلاق.
وحمّلت السلطة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية التصعيد في غزة وانتقدت منظمة التحرير الفلسطينية الصمت الدولي على ما يحدث في القطاع منذ ثلاثة أيام.
التصعيد الذي يُعدّ الأخطر منذ عام 2014، جاء مباشرة بعد فشل عملية التسلل التي خططت لها إسرائيل جنوب قطاع غزة، الأحد، وفشل معها العمل الاستخباراتي للموساد، حين أماطت كتائب القسام اللثام عنها، وهذا ما أسفر عن قتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين، أحدهم نور بركة القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحماس.
الخطة الإسرائيلية الفاشلة تمثلت في تسلل قوة خاصة إلى المنطقة الحدودية شرق خان يونس لاغتيال بركة، لكن كتائب القسام اكتشفتها وطاردتها، وهذا ما جعل الطيران العسكري الإسرائيلي يتدخل ليمكن القوة الخاصة من الانسحاب، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الفلسطينيين، من بينهم القيادي بركة إلى جانب مقتل ضابط إسرائيلي.
هذا التصعيد الذي أسفر خلال ثلاثة أيام عن مقتل 5 فلسطينيين وإصابة عشرين آخرين، كشف عن عمليات نوعية قامت بها المقاومة الفسلطينية لم يُكشف عنها في السابق، إذ أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الثلاثاء عن عملية نفذتها قبل أشهر شرق خان يونس قتلت أثناءها ضباطاً إسرائيليين.
ومساء الاثنين، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مبنى قناة الأقصى ليدكه كاملاً. وانتشر على إثرها فيديو بثته الأقصى عبر حسابها في فيسبوك يصور بدقة لحظة استهداف حافلة إسرائيلية بصاروخ "كورنيت" أطلقته المقاومة الفلسطينية.
أظهر الفيديو الحافلة تسير ثم كيف استهدفها الصاروخ بدقة، ليحولها إلى حطام، لكن إسرائيل تحدثت عن وقوع إصابة واحدة في هذا القصف، فيما قالت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، في بيان، مساء الاثنين، إنها استهدفت حافلة تقل جنودًا إسرائيليين شرق مدينة جباليا في قطاع غزة، مؤكدةً مقتل وإصابة من بداخلها، دون الكشف عن عددهم. وقال بيان الفصائل: "تمكن مجاهدونا في تمام الساعة 04:32 من مساء الإثنين من استهداف حافلة تقل عددًا من جنود الاحتلال في منطقة أحراش مفلاسيم شرق جباليا بصاروخٍ موجه من طراز (كورنيت)".
وأعلنت صحيفة يديعوت أحرونوت الثلاثاء أن رحيل 150 عائلة عن مستوطنات غلاف غزة بسبب التصعيد والقصف، تزامن مع مطالبة الاحتلال المستوطنين في عسقلان باللجوء إلى غرف آمنة في بيوتهم بعد أن استنفدت أماكن الملاجئ الإسرائيلية المعدة لهذا الغرض.
وبعد تدمير مبنى تلفزيون الأقصى مساء الاثنين، نددت الفصائل الفلسطينية وجهات حقوقية باستهداف القناة وتدمير مبناها. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد استهدف مبنى الأقصى بصواريخ تحذيرية في البداية قبل أن يدكه، لكن القناة واصلت عملها على موقعها الرسمي وعلى مواقع التواصل ببث مقاطع فيديو تظهر استهداف المقاومة حافلة تقل ضباطاً إسرائيليين واستعادت البث بعد نصف ساعة من استهداف مبناها.
عملية كمين العلم
الثلاثاء، تواصل التصعيد في غزة لليوم الثالث على التوالي، وواصلت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التحليق في سماء القطاع، فيما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين مسؤوليتها عن عملية "كمين العلم" شرق خان يونس التي نفذتها قبل أشهر، وتحديداً بتاريخ 17 فبراير 2018، معلنةً مقتل وإصابة 6 ضباط وجنود من الجيش الإسرائيلي. وبثت قناة الميادين اللبنانية العملية التي تعود إلى نحو 10 أشهر ولم يكشف عنها في السابق. &t=11s وقال موقع روتر نت الإسرائيلي صباح الثلاثاء إن إسرائيل قررت تعليق الحوار مع الوسطاء بشأن التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، فيما دعا عضو الكنيست يائير لبيد إلى إحياء خطط اغتيال القيادات في غزة، واعتبر محلل الشؤون العبرية تسفي برئيل التصعيد الأخير على غزة خطوة أخيرة في مسار التهدئة مع القطاع على حد تعبيره. هذا الكلام يتطابق مع ما ذهب إليه رئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين بقوله إن المجلس الأمني المصغر في حكومة بنيامين نتنياهو المجتمع الثلاثاء أمامه اليوم أهداف محورية تتمثل في إعادة الهدوء إلى غزة باستعادة قوة الردع الإسرائيلي والعودة للتسوية ونزع سلاح حماس. لكن لا شيء يوحي بالتهدئة الثلاثاء، إذ قالت المقاومة الفلسطينية إنها قصفت عسقلان بالصواريخ رداً على استهداف مبانٍ سكنية في غزة، متوعدةً بضربات "غير معهودة". وأكدت المقاومة أنها استهدفت مواقع عسكرية ومستوطنات متاخمة لغزة وأنها أطلقت 370 صاروخاً على جنوب إسرائيل، في حين قالت إسرائيل الثلاثاء إنها استهدفت أكثر من 100 موقع في قطاع غزة، من بينها مقر استخبارات حركة حماس.بعد ثلاثة أيام من التصعيد في قطاع غزة، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء وقف المحادثات مع الوسطاء الدوليين والمصريين بشأن التهدئة في القطاع، في خطوة اعتبرها الإعلام الإسرائيلي رسالة لحماس مفادها أن الوضع الراهن هو لتنفيذ عمليات العسكرية ولا حديث عن تهدئة على الإطلاق.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...