غيّب الموت مساء الاثنين مُبتكر أشهر أبطال عالمنا الخارقين: الرجل العنكبوت "سبايدر مان"، والرجل الحديدي "أيرون مان"، وهولك الخارق "ذا هالك"، وفرقة "فنتاستك فور" الكاتب والمدير السابق لشركة "مارفل كوميكس" للقصص المصورة الأمريكي ستان لي (1922 - 2018)، عن عمر ناهز الـ95 عاماً.
وأعلنت ابنته جيه.سي. لي في بيان لوكالة "رويترز" أن والدها الراحل كان يشعر بأنه مُلزم أمام جمهوره بمواصلة ابتكار الشخصيات الخارقة، مُضيفة أنه "أحب حياته وأحب ما كان يقوم به في حياته. أحبته عائلته وأحبه معجبوه، ولن يحل أحد محله".
لم تذكر لي في بيانها سبب وفاة والدها، إلا أن موقع أخبار المشاهير (تي .إم. زي) لفت إلى أن عائلته استدعت سيارة إسعاف إلى منزله في هوليوود هيلز، قبل ساعات من وفاته، وكان يعاني من التهاب رئوي، نُقل على إثره إلى المستشفى، فبراير الماضي.
اعترف ستان لي في بأنه كان يخجل من كونه مجرّد كاتب قصص مصوّرة، لكنه اكتشف لاحقاً أن الترفيه لا يقل أهمية عن أي مجال آخر، واقتنع حينذاك أنه ما زال مُساهماً في ترفيه العالم، وبأن ما يقدمه أمر جيد للعالم.
لم ينسَ لي إضافة الطابع الإنساني لتلك الشخصيات الخارقة التي ابتكرها، فبعكس شكلها الذي يبدو صلباً، واجهت مخاوف متعلقة بالحب والمال ومنها من كانت تراودها مشاعر عدم الإحساس بالأمان. قال عام 2010 "شعرت أنه سيكون ممتعاً أن نعلم القليل عن الحياة الخاصة لتلك الشخصيات... وإظهارها كبشر إلى جانب كونها أبطالاً".
اشتهر لي بظهوره ضيفَ شرف في أفلام مارفل التي باتت شخصياتها جزءاً من ثقافات عدة، وحققت نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر إذ تجاوزت إيراداتها نحو 20 مليون دولار بحسب محللين لإيرادات تذاكر السينما الأمريكية.
بدأ لي حياته العملية في قسم القصص المصورة في شركة "تايملي بابليكيشينز"، التي تحولت لاحقاً إلى "مارفل كوميكس"، وأصبح رئيساً للقسم فيها وهو في الـ18 من عمره.
وبحسب ما نقلته "بي بي سي"، قرر التخلي عمّا يُحب وهو في الأربعين من عمره، إلا أن زوجته الراحلة جوان حثته على ابتكار المزيد من الشخصيات.
"سبايدر مان"، و"أيرون مان"، و"هولك الخارق"… برحيل ستان لي، غدت الشخصيات الخارقة يتيمة.
وفي بيان لشركة والت ديزني عقب وفاته، قال بوب إيجر، رئيسها التنفيذي إن "ستان لي كان استثنائياً مثل الشخصيات التي ابتكرها". وكانت الشركة قد اشترت شركة مارفل انترتينمنت عام 2009 لزيادة شخصيات عالم ديزني، مقابل 4 مليارات دولار، وكان ما كتبه لي من أبرز ما أنتجته الشركة.
هكذا رحل لي تاركاً عوالمه الخارقةَ فارغةً إلاّ من خيالنا الذي يرفض أن يكبر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...