شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"عين القدس"… كيف يتلصّص الاحتلال الإسرائيلي على سكان القدس المحتلة 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 10 نوفمبر 201802:07 م
لا تكتفي إسرائيل بنشر قواتها وتعزيزاتها الأمنية شرقي القدس ذي الغالبية الفلسطينية، بل غرست “عيوناً” في السماء للتلصص على المقدسيين، أرضاً وجوّاً، القدس المحتلّة مراقبة من قوّات الاحتلال، إذ تعمل إسرائيل منذ مدة على تركيب مئات كاميرات المراقبة في أزقّة وأحياء القدس القديمة والشوارع المحيطة بها، وقامت في الأيام الأخيرة بتركيب 500 كاميرا مراقبة إضافية، تنفيذاً لمخطط إسرائيلي يهدف إلى جعل شوارع القدس ومداخلها، تحت رقابة الشرطة الإسرائيلية باستمرار. مشروع "عين القدس" ينتهك خصوصية سكان القدس، أو ما تبقى من هذه الخصوصية في ظلّ تغوّلِ سلطات الاحتلال في المدينة المنكوبة.  وبحسب مواقع فلسطينية محليّة فإن الكاميرات الجديدة تُضاف لمنظومةِ مراقبةٍ بدأتْ إسرائيل في تكثيفها مع انطلاق هبّة القدس في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015، ويدّعي القائمون على المشروع أنه يهدفُ لتحويل القدس إلى "مدينة بلا عنف". لكن المقدسيين يعتبرون تلك الكاميرات المتلصّصة التي تم نصبها في البلدة القديمة وحولها، غير كفيلة بتوفير الأمن للمستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ويقولون إن الهدف الرئيس منها هو رصدُ تحركات الفلسطينيين بطريقة تنتهكُ خصوصيتهم بشكل كبير.
مشروع "عين القدس" ينتهك خصوصيّة سكّان القدس، أو ما تبقى من هذه الخصوصية في ظلّ تغوّلِ سلطات الاحتلال في المدينة المنكوبة.
تنتهجُ قوّات الشرطة الإسرائيلية سياسة الكيلِ بمكيالين، حيث أنها تزعم أن الكاميرات معطّلة في حالات اعتداءات اليهود على العرب، بينما تجتهدُ بتجميع المشاهد بعد كل عملية ينفّذها فلسطينيون ضدّ قوات الاحتلال، أي أن الفلسطينيين وحدهم تحت "عين إسرائيل".
ويقول السكّان المحليّون إن قوّات الشرطة الإسرائيلية تنتهجُ سياسة الكيلِ بمكيالين، حيث أنها تزعم أن الكاميرات معطّلة في حالات اعتداءات اليهود على العرب، بينما تجتهد بتجميع مشاهد كاملة تنشرها بمقطع فيديو بعد كل عملية ينفّذها فلسطينيون ضدّ قوات الاحتلال، أي أن الفلسطينيين وحدهم تحت المجهر. هذه الكاميرات توثّق تحرّكات الفلسطينيين وسكناتهم، بشكلٍ يتنافى والحق في الخصوصية مما يثير الغضب في صفوف المقدسيين، ففي شهر نيسان/ ابريل الماضي، قام شبّان من حي جبل الزيتون / الطور المطلّ على القدس القديمة، بحرق مجمّع لكاميرات المراقبة. لكن بعدها مباشرة وصلت أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية إلى المنطقة، وأغلقت الشارع الرئيسي في الحي، فيما وُصف بأنه عقابٌ جماعيّ للسكان، مّا اضطرهم للجوء إلى شوارع فرعية وبعيدة نسبياً بهدف الوصول إلى منازلهم. ونقلَ موقعُ فضائية الجزيرة القطرية عن الكاتب والمحلّل السياسي زياد أبو زيّاد، قوله أن إسرائيل تُدرك أن وجودها بالقدس احتلالي والشعب الفلسطيني غير راضٍ عنه، وهذا يُبقيها بحالة توتّر واستنفارٍ وتفكيرٍ دائم بكيفية حماية نفسها وتعزيز سيطرتها على الوضع الأمني. وتابع أبو زيّاد أن الإسرائيليين يظنّون أن هذه الكاميرات تساعد في إحكام السيطرة على المدينة، لكن هذا خطأ لأنه دون استقرار أمني وسياسي على أساسِ إنهاء الاحتلال والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني لن يتحقق الأمن والأمان لإسرائيل، بحسب قول المحلّل السياسي. وبحسب أبو زياد فإنّ القدس لا تحتاج لهذا الكمّ الهائل من كاميرات المراقبة، مضيفاً أن مبالغة إسرائيل في هذا الجانب تدلّ على انعدام الاستقرار النفسي لشعبها وقيادتها.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image