حين وصل السفير القطري محمد العمادي إلى المكان الذي يقيم فيه المتظاهرون الفلسطينيون فعاليات مسيرات العودة، على حدود قطاع غزة، كانت الحجارة من نصيبه بعدما بدأ المتظاهرون رشقه بها اعتراضاً على تواجده في المكان، بحسب ما نقلت وكالات أنباء محلية وعالمية مقابل تأكيد بعض القنوات وأبرزها "فضائية الأقصى" على "الترحيب الشعبي" بالعمادي. سرعان ما غادر العمادي نتيجة كثافة الحجارة على موكبه، لكن زيارته الأخيرة إلى القطاع، الذي وصل إليه بعد ظهر أمس الخميس، لم تكفّ عن إثارة الجدل لا سيما بعد تناقل المواقع الإسرائيلية لخبر سماح تل أبيب لقطر بإدخال 15 مليون دولار نقداً إلى غزة، لدفع رواتب موظفي حركة "حماس". وكانت زيارة العمادي، محمّلاً بالأموال التي قيل إن وظيفتها تخفيف التوتر بين موظفي القطاع نتيجة تغطيتها رواتب أكثر من 40 ألفاً وظفتهم "حماس" في مؤسسات السلطة عقب سيطرتها عام 2007، قد أثارت ردود فعل استنكارية، وتحديداً لدى السلطة الفلسطينية.
90 مليون دولار خلال ستة أشهر
قالت المواقع الإسرائيلية إن العمادي أحضر الأموال بواسطة ثلاث حقائب سفر، أدخلها عبر معبر بيت حانون، شمالي القطاع، لافتة إلى أن الأمم المتحدة لم تشارك هذه المرة في نقل "الأموال القطرية"، بل جرى ذلك بإشراف تام من اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة والتي يرأسها العمادي. يُذكر أن مصر والأمم المتحدة ترعيان مفاوضات غير مباشرة للاتفاق على تهدئة طويلة الأمد بين "حماس" وإسرائيل، بعد ثلاثة حروب شهدها القطاع منذ عام 2008. وفي حين لم يعلّق المسؤولون الإسرائيليون على الأمر، بدا أنّ الأموال جزء من اتّفاق توقف بموجبه "حركة حماس"، التي تعاني من ضائقة مالية، الاحتجاجات والصدامات العنيفة مع إسرائيل على طول الحدود الشرقية للقطاع، مقابل تخفيف إسرائيل حصارها عليه. وبموافقة إسرائيل، كانت قطر قد بدأت شراء وقود إضافي لتزويد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة ممّا سمح بتخفيض ساعات انقطاع الكهرباء إلى أدنى مستوى منذ عدة سنوات. في المقابل، علّقت زعيمة المعارضة الإسرائيلية وعضو الكنيست تسيبي ليفني على هذا الإعلان بالقول إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "استسلم للمهلة التي حدّدتها له حماس"، مشيرة إلى أنه "اشترى صمت حماس المؤقت".طمأنة قطرية واحتفاء حمساوي
لجهة الموقف القطري، أكد العمادي أن قطر ملتزمة بصرف المنحة لرواتب موظفي غزة والأسر الفقيرة والكهرباء لمدة ستة أشهر، بقيمة 15 مليون دولار إجمالي شهرياً، و10 مليون دولار للوقود.أكد السفير القطري محمد العمادي أن الدوحة ملتزمة بصرف المنحة لرواتب موظفي غزة والأسر الفقيرة والكهرباء لمدة ستة أشهر، بقيمة 15 مليون دولار إجمالي شهرياً، و10 مليون دولار للوقود
بعد زيارة السفير القطري محمد العمادي غزة، محملاً بملايين الدولارات، اتهم سياسيون فلسطينيون الدوحة بالعمل على تعزيز الانقسام الفلسطيني، ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربيةوكشف المبعوث القطري عن اتفاقه مع الإسرائيليين لحلّ مشكلة الكهرباء وخط 161 والخط المائي وأمور أخرى قال إن من شأنها أن تخفف المعاناة على سكان القطاع المُحاصَر. من جهتها، احتفت "حماس" بالمساعدة في صور عديدة أظهرت موظفي الدوائر الحكومية وهم يقفون في طوابير طويلة لاستلام رواتبهم في مكاتب البريد التي خرج بعض الموظّفين منها عارضين الدولارات أمام كاميرات وسائل الإعلام.
"ضرب المصالحة و"بيع الدم"... اتهامات لقطر و"حماس"
هذه التطورات أثارت غضب السلطات في رام الله التي وصفت الأمر بـ"دور مشبوه لقطر لضرب المصالحة"، واتهمت الحركة بـ"بيع الدم". وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، في حديث لوكالة فرانس برس، عدم وجود أي موافقة فلسطينية أو أممية على "هذه الطريقة من إدخال الأموال إلى غزة"، مضيفاً "لو كان هناك اتّفاق لدخلت الأموال بطريقة رسمية، وليس حسب طريقة العصابات من خلال الشنط". وقال مجدلاني، المقرّب من الرئيس محمود عباس، إنّ "ما جرى من نقل أموال إلى قطاع غزة هو اتّفاق إسرائيلي - قطري - حمساوي، والهدف منه ضرب الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتسريع سيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة". كما اتهم سياسيون فلسطينيون الدوحة بالعمل على تعزيز الانقسام الفلسطيني، ومحاولة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية. وقال أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق إن "ما يحدث في قطاع غزة صفقة تسعى قطر لترسيمها من خلال دور مشبوه"، منبّهاً إلى أن "الجميع بات يعلم من الذي موّل الانقسام الفلسطيني، وما تسعى له قطر اليوم هو تحويل هذا الانقسام إلى الانفصال في سياق المشروع الأمريكي… والدوحة تستغل الجانب الإنساني لكي تصل لما هو أخطر في الجانب السياسي لتحقيق فصل قطاع غزة (عن الضفة الغربية) حسب ما هو مخطط". وكان عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، قال قبل يومين إن قطر "لم تلتزم بما دعتها إليه السلطة الفلسطينية بخصوص مساعدات غزة". يُذكر أن شهر فبراير الماضي كان قد شهد جدلاً مماثلاً، حين وصل العمادي إلى القطاع حاملاً معه منحة مالية قيل إنها من الأمير تميم بن حمد آل ثاني وقدرها 9 ملايين دولار، وتشمل مساعدات غذائية وشراء وقود للمستشفيات وأدوية وأشياء أخرى. وقتها ارتفعت صور الأمير القطري في غزة، بينما انشغل المعارضون للتدخل القطري في غزة بتداول صور المبعوث القطري الذي تعرض لرشق بالأحذية من عمال مستشفى "الشفاء" أثناء زيارته، والذين قاموا بإزالة العلم القطري من أسطح الأبنية وتمزيق شعارات ولافتات قطرية، مدعين أنهم لم يستلموا أية أموال قطرية. وفي وقت لاحق، قال العمادي بأنه زار إسرائيل أكثر من عشرين مرة، وهو تصريح أثار الكثير من الجدل بشأن "الدور المشبوه" الذي تلعبه قطر مع إسرائيل، مستغلة الوضع الإنساني في قطاع غزة للعب على حبال الصراع.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين