كان لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي الشهر الماضي مفعول الزلزال، لا من الناحية السياسية فقط بل كذلك من نواحٍ أخرى شملت ضلوع مكاتب الاستشارات العالمية في عمليات تصفية لمعارضين بعدما قدمت بيانات بشأنهم، كذلك تويتر، ذلك الموقع الذي يعلوه عصفور أزرق صغير مسالم، ذُكر اسمه أكثر من مرة في ملف خاشقجي وتورط جهات عالمية في مستنقع تصفية المعارضين.
أصابع الاتهام لم تزل تُوجه ضد تويتر في ما تقوم به من تجسس واختراق معلومات، تستغلها السلطات السعودية لمُلاحقة معارضيها والقبض عليهم، والتخلّص منهم أحياناً، آخرهم الصحافي السعودي الراحل تركي الجاسر الذي قُبض عليه بعدما تلقى مسؤولون سعوديون معلومات حول هويته من مكتب تويتر في دبي.
اعتقل الجاسر 15 مارس الماضي، بسبب تغريدات عبر حسابه في تويتر تحت معرّف "كشكول"، تحدّث فيها عن انتهاكات السلطات السعودية والعائلة المالكة لحقوق الإنسان، وتوفي أثناء تعذيبه، بحسب صحيفة "الخليج الجديد".
وأكد مصدر فضّل عدم الإفصاح عن هويته لصحيفة "ميترو" البريطانية، أن السلطات السعودية اعتقلت الجاسر بعد معلومات عنه وصلتها من مكتب تويتر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط الذي يتخذ من دبي مقراً له، مُضيفاً "تويتر لم يعد مكاناً آمناً للمعارضين أو المنتقدين، جميعهم يغرّدون تحت التهديد، بسبب التجسس عليهم ومراقبتهم".
وقال المصدر إن المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، والذي أُعفي من منصبه على خلفية ضلوعه بمقتل خاشقجي، يقود حملة تجسس إلكترونية، ولديه علاقات تساعده في ذلك داخل مكتب تويتر نفسه، مُعتبراً تويتر مسؤولاً عن اعتقال الجاسر، ثم تعذيبه ومقتله.
وتداول رواد تويتر هاشتاغ (وسم) #TwitterKilledTurkiAlJasser، (تويتر قتل تُركي الجاسر) كان بمثابة صرخة جماعية من المغردين ضد ما يقوم به الموقع من انتهاكات لمبدأ سرية المعلومات وحرية التعبير بعدما كان يوماً منبراً آمناً للمطالبة بحقوق الإنسان ولفت الأنظار إلى كُل ما يُصلح حال البلاد والعباد، لكنه تحوّل إلى ساحة لتعقب المعارضين وبيع بياناتهم للسلطات وتعريض حياة المعارضين للخطر.
أحد مستخدمي الهاشتاغ كان المعارض السعودي الشاب عمر عبد العزيز، الذي تساءل "إذا كانت السعودية فعلت هذا بجمال خاشقجي وفي قنصلية خارج بلادها فما الذي فعلته لتركي"، وذلك قبل أن يتم تأكيد مقتله، في إشارة إلى أنه يعرف مصير صديقه، ومن المسؤول عن قتله (تويتر).
وكان القحطاني قد لمّح لــ"ثلاثة أساليب" تستخدمها السلطات لكشف الناشطين السياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عبر تغريدة له نشرها العام الماضي، موضحاً أن السلطات لديها "طريقتها" في كشف الأشخاص الذين يختبئون وراء أسماء مستعارة، كما أنها قادرة على معرفة عنوان الـ IP بعدة طُرق. أما الأسلوب الثالث فهو "سر" لا يريد الكشف عنه.
يعتبر المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة "ميترو" أن في تغريدة القحطاني "تهديداً مقصوداً".
أصابع الاتهام لم تزل تُوجه ضد تويتر في ما تقوم به من تجسس واختراق معلومات، تستغلها السلطات السعودية لمُلاحقة معارضيها، آخرهم الصحافي الراحل تركي الجاسر الذي قُبض عليه بعدما تلقى مسؤولون سعوديون معلومات حول هويته من مكتب تويتر في دبي.
في الموازاة قال متحدث باسم تويتر إنهم يعملون جاهدين لحماية المستخدمين، مؤكداً أن الوصول إلى المعلومات الحساسة ليس بمقدور الجميع بل قلة من فريق تويتر، مشيراً إلى تدريب مكثف يتلقاه موظفو تويتر "من أجل الحفاظ على الأمن والخصوصية".
وأضاف أنهم ملتزمون بحماية من لجأ إليهم للدفاع عن المساواة والحريات الفردية وحقوق الإنسان، لافتاً إلى أن الفريق سيستمر في اتخاذ المزيد من الخطوات لتعزيز حماية الخصوصية.
وكانت الناشطةُ السعودية منال الشريف قد أغلقت ، يوم 25 أكتوبر الماضي، حسابَها في تويتر احتجاجاً على اختراقه، مشيرةً إلى أن هذا الموقع تحوّل من ملاذٍ لحرية التعبير إلى فضاءٍ "لإضعافنا"، وذلك بعد أربعة أيام من نشر نيويورك تايمز تقريراً عن اختراق تويتر من قبل علي آل زبارة الموظف السعودي الذي انضم إلى شركة تويتر عام 2013، بعدما جنّدته السعودية للتجسس على الحسابات من داخل مكاتب الشركة.
https://youtu.be/8regaO3hl_g?t=2رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...