نفوقُ ملايين الأسماك في نهر الفرات بالعراق، الأيامَ الماضية، فسرته بعضُ الجهات بوجود موادَ سامةٍ في النهر، لكن وزارة الزراعة العراقية نفت في بيان أصدرته الأحد 4 نوفمبر ما تردد عن أن سببَ نفوق الأسماك يعود لإلقاء مواد سامة في نهر الفرات، موضحةً أن السببَ هو مرضُ "تنخر الغلاصم البكتيري" الذي انتشر في عدة مناطق مؤخراً. وبحسب البيان فقد وقعت الإصابة الأولى بالمرض بدايةَ أكتوبر الماضي في أقفاص تربية الأسماك في مناطقَ محافظة ديالى المحاذية لبغداد. وكان الكثيرُ من المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي قد نشروا صوراً ومقاطعَ فيديو تُظهر نفوقَ الأسماء مع تعليقاتٍ تعتبر الأمرَ كارثةً بيئية وإهداراً للثورة السمكية في العراق. ويقدر إنتاجُ العراق السنوي من الأسماك بنحو 29 ألفَ طنٍ، على رأسها الكارب، بحسب ما تقوله إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وتقول وزارة الزراعة إن زيادةَ الإصابات بمرض "تنخر الغلاصم البكتيري" يعود إلى توفر ظروفٍ مهيئة للمرض، أبرزُها الازدحام في الأقفاص، وقلة الأكسجين، ووجود المواد العضوية المتحللة، إلى جانب قلة الموارد المائية. وكان بعض المستخدمين قد نشروا مقاطع فيديو تظهر فيها جرافاتٌ ضخمة وهي تقوم بجرف آلاف الأسماك النافقة الطافية على سطح النهر تمهيداً لإتلافها. /
وتسببت المشاهد في إثارة خوفِ وقلق أصحاب مزارع تربية أسماك الكارب في نهر الفرات، خصوصاً في محافظة بابل، بحسب ما نشره موقع فضائية الحرة الأمريكية. وتمثل أسماكُ الكارب مصدراً غذائياً ومورداً اقتصادياً مهماً لشريحة واسعة من العراقيين. ونقلت مواقع عراقية محلية عن عضو مجلس محافظة بابل، أحمد عدنان، قوله إن الروائحَ الكريهة التي خلفتها الأسماكُ النافقة في نهر الفرات، تملأ أجزاءَ واسعة من محافظة بابل وتسببت بمشاكل صحية وبيئية للمواطنين. أضاف النائب أن أغلب أصحاب الأحواض العائمة الذين لا يملكون تصاريحَ أو أوراقَ رسمية تركوا عشرات الأطنان من الأسماك النافقة سائبةً في النهر، ما فاقم مشاكل نهر الفرات، ويحتاج ذلك إلى جهدٍ كثيف متواصل لرفعها، حسب قوله. كما حذّر مجلس محافظة بابل، من تلوث المياه وتسمم الأهالي بعد تفسخ الأسماك النافقة داخل المياه، وقال عضو المجلس أحمد الغريباوي إن "الأسماك بعد نفوقها تحولت إلى مواد سامة وبدأت بالتفسخ داخل المياه في محافظة بابل". لكن بابل ليست المحافظةَ العراقيةَ الوحيدة المتضررة، فهناك أيضاً الديوانية وذي قار جنوب العراق حيث نفقت عشراتُ الآلاف من الأسماك. ونقل موقع الحرة عن رئيس شعبة الزراعة في سدة الهندية في بابل المهندس الزراعي جعفر ياسين قوله إن 90% من الأسماك نفقت، ويقدر ياسين الخسائرَ التي تعرضت لها الناحية الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوب بغداد، بمليارات الدنانير، أي ما يعادل مئاتِ آلاف الدولارات. من جانبها اتخذت محافظاتٌ عراقية إجراءاتٍ صارمةً هدفها منع دخول الأسماك النافقة إليها وضمان عدم وصولها للمستهلك. كما أصدرت السلطات العراقية تحذيراً للأشخاص الذين يحاولون بيعَ الأسماك النافقة في الأسواق المحلية.
وزارة الزراعة العراقية تنفي أن سببَ نفوق الأسماك يعود لإلقاء مواد سامة في نهر الفرات.. ماسبب هذه الكارثة التي تملأ أجزاءَ واسعة من نهر الفرات في محافظة بابل وتسببت بمشاكل صحية وبيئية للمواطنين؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...