بملامح هادئة، وابتسامة، ظهر عامل خدمة عراقي غير متمكن من القراءة والكتابة وهو يلقي محاضرة في طالبات بمدرسة ابتدائية في كركوك، في فيديو حقق انتشاراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية محدثاً انتقاداًً واسعاً في صفوف العراقيين.
وبحسب نشطاء عراقيين، فإن المدرسة تقع بمحافظة كركوك العراقية، ومن كان يدرّس الطالبات هو عامل خدمة (فرّاش يقول المغردون) قام بهذه الخطوة "بسبب نقص المدرسين في المدرسة" على حد تعبير عامل الخدمة نفسه في المقطع المصور.
وظهر المواطن العراقي في الفيديو وهو يجلس داخل أحد الفصول المكتظة بالطالبات الصغيرات، معتمراً قبعة، وممسكاً بعصا، وكان ينظر في كتاب وهو يدرس بلغة ركيكة جداً.
وقال بعض النشطاء إن الشخص الذي التقط المقطع بهاتفه المحمول هو معلم في المدرسة، ضايقه النقص الشديد في عدد المعلمين، وحين وصل بكاميرا الهاتف إلى الفصل قال عامل الخدمة للطالبات في الفصل: "قيام" فقمن لتحية من يحمل الهاتف الذي لم يتسنَّ لرصيف22 معرفة شخصيته الحقيقية.
بدأ صاحب الهاتف حواراً مع عامل الخدمة، فسأله هل أنت معلم؟ وما هو عملك؟ فرد عليه الرجل بأنه موظف خدمة يقوم بتعليم الأطفال بسبب عدم وجود معلمين في المدرسة، وينتهي مقطع الفيديو بترداد التلميذات خلف الموظف: "العراق وطني.. أنا عراقية".
وبحسب بيان صادر عن الوزارة، فإن وزير التربية "وجه بالتحقيق الفوري مع مدير عام تربية كركوك، حول قضية قيام أحد موظفي الخدمة بالتدريس في مدرسة الأمة العربية في منطقة العمل الشعبي بالمحافظة".
ولم تصدر المدرسة نفسها بياناً تنفي فيه أو تؤكد حقيقة ما جاء في المقطع المصور.
وإذا كان المقطع يترجم بأقل الكلام ما وصلت إليه مشكلة التعليم في إحدى محافظات العراق، إلا أنه يتناقض مع سمعة العراق كبلد علم ومعرفة على مر التاريخ. وقبل أيام، دخلت جامعة بغداد ترتيب "التايمز" العالمي للجامعات لأول مرة في تاريخها، إذ وصلت الجامعة العريقة التي خرّجت آلاف الطلاب في مجالات عدة إلى القائمة لتصبح واحدة من 1250 جامعة بحثية تضمها قائمة "التايمز".
/
لماذا يفشل العراق العريق بالعلم في توفير معلمين؟
المدرسة التي ظهرت في المقطع هي مدرسة "الأمة العربية"، بحسب وسائل إعلام عراقية، وحدثت الواقعة بحي العمل شمال غربي كركوك، وهو من الأحياء الشعبية الفقيرة في المدينة. وبسبب عدم رغبة كثير من المدرسين في التدريس في المدرسة لوقوعها في حي شعبي، شحّ عدد المدرسين فيها مما جعل عامل الخدمة يكلف بالتدريس للأطفال وهو غير مؤهل لذلك. وبعد انتشار الفيديو، أمر وزير التربية العراقي محمد إقبال الصيدلي بالتحقيق مع مدير تربية كركوك بشأن الواقعة التي وصفها نشطاء عراقيون بأنها "تترجم فشل العملية التعليمية في العراق في السنوات الأخيرة".بملامح هادئة، وابتسامة، ظهر عامل خدمة عراقي غير متمكن من القراءة والكتابة وهو يلقي محاضرة في طالبات بمدرسة ابتدائية في كركوك، في فيديو حقق انتشاراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية.
بدأ صاحب الهاتف حواراً مع عامل الخدمة، فسأله هل أنت معلم؟ وما هو عملك؟ فرد عليه الرجل بأنه موظف خدمة يقوم بتعليم الأطفال بسبب عدم وجود معلمين في المدرسة، وينتهي مقطع الفيديو بترداد التلميذات خلف الموظف: "العراق وطني.. أنا عراقية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...