أوقف الأمن العام اللبناني المغنية السورية أصالة نصري مدة وجيزة لدى وصولها إلى مطار بيروت آتية من القاهرة، استناداً إلى مذكرة توقيف صادرة بحقها عن جهاز الشرطة الدولية الإنتربول.
وقد صدرت مذكرة التوقيف بناءً على طلب من الحكومة السورية العام الماضي بحق الفنانة السورية المعارضة للنظام في بلادها منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، لكونها انتقدت النظام السوري بشدة وأطلقت أغنية مناهضة لبشّار الأسد.
وبرغم أن وزير العدل اللبناني أشرف ريفي أكد أن وزارة الداخلية أعادت لأصالة جوازسفرها، يلقي خبر القبض على الفنانة الضوء على استهداف الحكومات العربية للعديد من الفنانين بناءً على مواقفهم واتجاهاتهم السياسية وتقييد حريتهم في التعبير، وملاحقتهم وسجنهم وقتلهم في بعض الأحيان. إليكم قائمة ببعض المغنيين الذين دفعوا ثمن مواقفهم السياسية على أيدي أنظمة عربية مختلفة.
اشتهر المغني العراقي في سبعينيات القرن الماضي، وأتت أغنيته "بلاية وداع" قبل أن تحكم عليه المحكمة بالإعدام شنقاً على خلفية انتقاده نظام صدام حسين. وكان الدليل الذي قدمته المخابرات للمحكمة شريط تسجيل لحوار دار بين الفنان وزوجته. قُبض عليه في 4 أبريل 1993 ونفذ حكم الإعدام في 2 مايو من السنة نفسها. بعد أكثر من 20 سنة على إعدامه، ما زالت الصحافة تذكره وتصفه بـ"دمعة الأغنية العراقية".
لم يكن يعلم مغني الراي الشاب فيصل عند اطلاقه أغنية تسخر من جهاز الشرطة العام الماضي، أن السلطة السياسية ستدفعه الثمن غالياً. فبرغم أنه لم يسجل الأغنية في الاستوديو بل اكتفى بتأديتها في الملاهي الليلية، انتشرت بين الشباب الجزائريون الذين راحوا يغنونها في المسيرات المعارضة للحكومة. ذلك أغضب السلطات فأودعت المديرية العامة للأمن شكوى ضد المغني معتبرة أن الأغنية "مسيئة للشرطة ولشخص مديرها العام". وعليه، قامت محكمة وهران غرب البلاد بحبس الشاب فيصل في أبريل 2013 وإجباره على دفع غرامة مالية تخطت الـ1,200 دولار.
اعتُقل مغني الراب المغربي معاذ بلغوات في 28 مارس 2012 على خلفية "إهانة شرطي وتحقير الإدارة العامة للأمن الوطني في المغرب" وذلك بعد إطلاقه أغنية "كلاب الدولة". وأصدرت محكمة استئناف دار البيضاء الحكم بالسجن سنة واحدة بحق المغني الملقب بالـ"حاقد" وفرضت عليه دفع غرامة مقدارها 115 دولاراً. وقال محامي بلغوات آنذاك إن القصيدة هي عمل فني، لذا فمحاكمة موكله "محاكمة لحرية التعبير". يعرف بلغوات بأغانيه المعارضة للنظام المغربي وبنشاطه في حركة 20 فبراير الاحتجاجية التي طالبت بإصلاحات جذرية في النظام السياسي في البلاد.
أحيا الآلاف ذكرى رحيل أحد أهم رموز الفن السوداني محمود عبد العزيز في الخرطوم في يناير الماضي. وبرغم أن عبد العزيز لم يتدخل في السياسة بشكل مباشر، فقد كان معارضاً للسلطة السودانية صاحبة المشروع الإسلامي، وهذا ما عرضه للاضطهاد على أيدي أجهزتها التي لاحقته وزجت به في السجن متهمةً إياه بـ"أفعال فاضحة وتعاطي الحشيش". انتشرت صور لعبد العزيز وهو يُجلد في إحدى المحاكم السودانية عام 2010 وصور مداهمات لمنزله ومنازل أصدقائه وبعض المقربين منه. هذه الصور دفعت بالناشطين في مجال حقوق الإنسان الى استنكار ما حدث والتنديد به.
اشتهر الشيخ إمام بتلحينه قصائد الشاعر أحمد فؤاد نجم الشعبية الساخرة وغنائها على العود. طال نقد القصائد المغناة البرجوازية السياسية ورؤساء مصر من جمال عبد الناصر إلى أنور السادات وحسني مبارك، ولذلك سُجن الشيخ إمام بضع مرات. قضى الشيخ إمام ونجم الفترة الزمنية الواقعة بين هزيمة يوليو وانتهاء حرب أكتوبر، وهما يتنقلان من معتقل إلى آخر، وكان الشيخ إمام يغني أغنيته الشهير "شيد قصورك" في طريقه إلى المعتقلات. ظلت أجهزة الأمن تلاحقه حتى حكم عليه بالسجن المؤبد. ثم أُفرج عنه عقب اغتيال السادات بعدما أصبح رمزاً عربياً لمقاومة الدكتاتورية. توفي عام 1995.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...