بدفع الأموال لمقابلة ترامب، وشراء ذمم أصدقائه المقربين، يمكن تغيير السياسات الأمريكية بشكل كامل في عهد الرئيس الحالي، هذه وجهة نظر الكاتب جوش روغين في مقاله في واشنطن بوست.
بيّن الكاتب في المقال كيف يمكن الضغط على السياسة الخارجية الأمريكية بالوصول إلى الرئيس ترامب نفسه، بغض النظر عن الطريقة التي يتم الوصول له بها، سواء كانت عن طريق شراء نفوذ أصدقائه المقربين، أو حتى استضافة فعالية فاخرة في الفندق المملوك لترامب في واشنطن.
يضيف المقال أن ناشطة سورية تقيم في الولايات المتحدة أدركت هذا الأمر، فقررت أن تنفق مئات الآلاف من الدولارات في حفل جمهوري لجمع التبرعات، واستطاعت بعده مباشرة الوصول إلى الرئيس، وإقناعه بتغيير سياسة الولايات المتحدة في سوريا.
يشرح المقال كيف نجحت اختصاصية القلب السورية الأمريكية ريم البزم بمبلغ من المال، لا يقارن بالملايين التي تنفقها بعض الشركات أو الحكومات الأجنبية، في إقناع ترامب بوقف الأزمة الإنسانية المحتملة في إدلب السورية، حيث كان يخشى من أن يشن النظام السوري بدعم روسي إيراني حملة عسكرية على إدلب، كادت تودي بحياة أكثر من مليوني مدني.
رشى وأمن قومي
يقول الكاتب إنه على الرغم من أن جهد الناشطة السورية ساعدت في وقف مذبحة محتملة على الأقل في الوقت الحاضر، فإنه من ناحية أخرى يثبت حقيقة أن إنفاق شخص أو كيان أموالاً قد يغيّر مسار السياسة الخارجية الأمريكية بسهولة وهو ما يكشف ضعفاً كبيراً في الأمن القومي لإدارة ترامب.
فإذا كان دفع 100 ألف دولار يمكّن من عقد لقاء مع ترامب لإقناعه “بسرعة” بتغيير سياسته، فإن هذا يمكن استخدامه كذلك لجعله يغيّر سياسته نحو ما هو أسوأ.
اللافت أن ترامب كشف الواقعة بنفسه، إذ شرح كيف أدرك أن هناك أزمة في إدلب في مقابلة أجريت معه يوم 5 سبتمبر الماضي، ورداً على سؤال عما إذا كان قد تحدث مع الروس حول الهجوم العسكري الوشيك على إدلب، ذكر لقاءه بالناشطة السورية ريم البزم، دون ذكر اسمها. وقال إنها أخبرته أنها تعتقد أن تحالف النظام السوري وروسيا وإيران سيقتل الملايين من الناس، وأنها من إدلب ومتخوفة من أن عائلتها ستُقتل. وأضاف أن هذا الاجتماع دفعه في الثالث من سبتمبر إلى كتابة تغريدة حذر فيها الأسد وروسيا وإيران من عواقب قتل مئات الآلاف من الأبرياء في إدلب، كما وجه تعليمات لمساعديه للضغط على الأسد وشركائه للتراجع عن معركة إدلب.
يرجح الكاتب أن المفاوضات بين روسيا وإيران وتركيا هي التي أدت إلى تأجيل الهجوم المحتمل على إدلب، لكن قد تكون تغريدات ترامب قد أضافت ضغوطًا ساعدت في تفادي الهجوم.
بإمكان ترامب تغيير رأيه حال تلقيه مبلغاً من المال. هذا ما يكشفه هذا المقال
وفي مؤتمر صحافي في 26 سبتمبر في الأمم المتحدة، روى ترامب مرة أخرى القصة بشأن لقائه بالفتاة البزم، لكن هذه المرة أعطى نفسه كل الفضل في إنقاذ المدنيين الأبرياء المحاصرين في المحافظة السورية.
وكشفت البزم عن دورها في هذه القصة في مقابلة، الأسبوع الماضي، مع صحيفة وول ستريت جورنال، قالت فيها إنها جمعت أموالاً مع نشطاء آخرين وحاولت بعدة طرق التأثير على ترامب بشراء إعلانات على شبكة فوكس نيوز قبل أن تقرر الدفع لمقابلته.
ويتخوف الكاتب جوش روغين صراحةً من سياسة ترامب، معتبراً أن تغييره للمواقف بناء على مقابلته أشخاصًا مقابل المال يجب ألا يستمر، ويقول "ما الذي يمنع هؤلاء المتعاطفين مع الأسد أو بوتين أو الصين أو السعودية من فعل الأمر نفسه؟".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...