نجحت الهيئةُ العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وهي كيانٌ حكومي مصري، في إيقاف بيع مخطوطِ "قنصوة الغوري"، الذي كان معروضاً للبيع في دار سوثبي الشهيرة للمزادات بلندن. وبحسب بيان أصدرته الدار فإن هشام عزمي، رئيسَ الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، تلقّى رسالةً رسميةً من صالة المزادات تفيد بإيقاف بيع مخطوط قنصوة الغوري. مخطوط قنصوة الغوري عبارةٌ عن ربعة قرآنية تعود ملكيتُها لقنصوة الغوري آخرِ حكام المماليك قبل الغزو العثماني لمصر، و المخطوط مثبتٌ في سجلات دار الكتب المصرية بتاريخ 1884م، وكان آخرُ ظهور له في سجلات دار الكتب نهايةَ القرن التاسع عشر، تحديداً عام 1892م. ووصفت الهيئة وقفَ بيع المخطوط بأنه كان "تتويجاً لجهود الهيئة وحرصها على استرداد مقتنياتِها المفقودةِ من المخطوطات والكتب النادرة، التي يتم الإعلانُ عن بيعها فى أيّة دولة بالخارج". وتتهم جهاتٌ أكاديميةٌ في مصر سلطاتِ بلادهم بعدم اتخاذ خطواتٍ جدية لمنع التنقيب غير القانوني الذي يؤدي إلى سرقة الآثار المصرية، أو تأمين المتاحف بأجهزة مراقبة وتأمين حديثة لمنع سرقة محتوياتها. وتنتشر في مصر تجارةُ الآثار المسروقة من مواقعَ تاريخيةٍ ومقابر، خصوصاً في السنواتِ التي تلت ثورة يناير 2011 حيث سادت الفوضى فترةً طويلة قبل أن يعودَ الأمنُ تدريجياً. ويصف مهتمون بالتاريخ المصري خطوةَ وقف بيع مخطوط قنصوة الغوري بأنها "انتصار كبير" قد يشجع جهاتٍ أخرى في مصر على المطالبة بوقف بيع العديد من القطع الأثرية النادرة التي خرجت من مصرَ بعد نهبها من قبل تجار الآثار. وتأتي خطوةُ إيقاف بيع المخطوط المهمّ بعد أيامٍ قليلة من إيقاف السلطات الألمانية، بيعَ كتابٍ نادر بعنوان "أطلس سيديد العثماني" لمؤلفه محمود رئيف أفندي، يرجع إلى القرن التاسع عشر، تحديداً إلى عام 1803، وعُرِض للبيع بأحد مزادات برلين بألمانيا مقابل 28 ألفَ يورو. وفي مايو من العام الجاري أعلنت وزارة الآثار المصرية أن شرطةَ نابولي في إيطاليا تمكنت من ضبط مجموعةٍ من الطرود المليئة بالآثار التي تعود إلى عدة حضارات من بينها قطعٌ أثريةٌ تعود إلى العصور المصرية القديمة، جميعها سُرق من مصر أثناء عملياتِ تنقيبٍ غير قانونية.
هل تسترجع مصر آثارها المنهوبة؟
دار سوثبي للمزادات بلندن أعلنت في وقتٍ سابق نيتَها عرضَ مخطوط قنصوة الغوري النادر للبيع دون أن تعلنَ عن المصدر الذي حصلت من خلاله على المخطوط. وبمجرد أن علمت دارُ الكتب بأمر مخطوطها المفقود جهزت ملفّاً بكافة الوثائق التي تثبتُ ملكية الدار لهذا المخطوط موضحةً تاريخ آخرِ ظهور له في سجلات وفهارس دار الكتب المصرية، وهو الإجراء المتبع في الحالات المماثلة، حيث تتخذ دار الكتب التدابيرَ اللازمة بما يكفل إثباتَ ملكيتها لأيّ مخطوط مفقود. ويقول الدكتور هشام عزمي رئيسُ الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية لرصيف22 إن الهيئة قررت تشكيلَ لجنة دائمة تابعة لها تكون مهمتُها البحث عن أية قطعٍ مفقودة في أي مكان في العالم للمطالبة بإعادتها لمصر، مضيفاً أن ما حدث مع مخطوط قنصوة الغوري سيتكرر الفترةَ المقبلة مع قطع أخرى ذاتِ قيمة تاريخية وأثرية مهمة فُقدت من مصر السنوات الماضية.إيقافُ بيع مخطوطِ "قنصوة الغوري"، الذي كان معروضاً للبيع في دار سوثبي الشهيرة للمزادات بلندن.. دار الكتب المصرية تسعى لاسترداد مقتنياتِها المفقودةِ من المخطوطات والكتب النادرة، التي يُعلَنُ عن بيعها فى أيّة دولة بالخارج
نجحت الهيئةُ العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وهي كيانٌ حكومي مصري، في إيقاف بيع مخطوطِ "قنصوة الغوري"، الذي كان معروضاً للبيع في دار سوثبي الشهيرة للمزادات بلندن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...