مستعيناً بصبره وبنظرته التي تتجه تلقائياً نحو الجمال، انتهز عامل النظافة التونسي كمال الزغيدي، ابن مدينة "المنستير" الساحلية الهادئة، عمله ليحوّل الأوراق التي لم نعد بحاجتها، والعلب الفارغة، وكل ما يندرج تحت مسمى "نفايات" إلى قطعٍ فنية، أصبح بسببها أحد صانعي الجمال والفن في تونس منذ عام 2015.
يهدف الزغيدي إلى تغيير عقلية المجتمع ونظرته إلى عامل النظافة أو "العون البلدي"، فلم يكتف بتنظيف الشوارع من القمامة، بل استغل ما جمعه من قمامة لإعادة تدويرها للتقليل من ضررها، وللفت أنظار المسؤولين إلى ضرورة حماية المُحيط.
اكتشف الزغيدي حبه للنحت خلال مشاركته في ورشة لصناعة الدمى العملاقة في مهرجان محلي هو "المنستير عاصمة عالمية للعرائس" لكنه لم يدرك حينذاك أنه سيتعلق بهذا الفن، ويصبح جزءاً من عالمه. اليوم يملك الزغيدي 15 عملاً فنياً في رصيده.
"لقد أصبح الناس يلقون كل شيء في الحاويات، ويمكن أن تصادف أي مادة تخطر ببالك، لذلك أحاول في البداية جمع ما يمكن ومن ثم فرزه، وهذا ما يساعدني في إنجاز تمثال أو ما شابه، ثمّ تنطلق عمليات التركيب والتشخيص، لأصل للمرحلة قبل الأخيرة، وهي تغليف العمل بأوراق الجرائد القديمة أو بأوراق أكياس الإسمنت بعد استعمالها طبعاً". هكذا يوضح الزغيدي مراحل تحويل النفايات إلى منحوتات فنية، لافتاً إلى أن "عملية الطلاء" التي تأتي بعد ذلك مكلفة جداً بالنسبة له.
عامل نظافة ذهبي… تماماً كالزغيدي
"شيء من الحزن وشيء من الفن... ونمضي وتمضي"، ويضيف إلى ذلك مستعيناً بكلمات الشاعر محمود درويش، مع تغيير بسيط لها، "تمضي كأنك لم تكن".
هكذا جاء تعليق الزغيدي عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك" عند نشره صورته إلى جانب "عمله الفني" الأكثر لفتاً للنظر، وهو مجسم لعامل نظافة، مطلي باللون الذهبي في إشارة منه إلى إظهاره بتلك الصورة غير المألوفة عن عاملي النظافة، الذين رغم ما يقدمونه من خدمات جليلة للمجتمع، يُنظر إليهم نظرة دونية، لا تقدر جهودهم.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2268915713336991&set=a.2106897092872188&type=3&theaterمستعيناً بصبره وبنظرته التي تتجه تلقائياً نحو الجمال، انتهز عامل النظافة التونسي كمال الزغيدي عمله ليحوّل الأوراق التي لم نعد بحاجتها، والعلب الفارغة، وكل ما يندرج تحت مسمى "نفايات" إلى قطعٍ فنية
"شيء من الحزن وشيء من الفن... ونمضي وتمضي"... هكذا جاء تعليق عامل النظافة التونسي عند نشره صورته إلى جانب "عمله الفني" الأكثر لفتاً للنظر، وهو مجسم لعامل نظافة، مطلي باللون الذهبي في إشارة منه إلى إظهاره بتلك الصورة غير المألوفة عن عاملي النظافة
يقول الزغيدي إن ما قام به حتى الآن كان من وحي موهبته، لافتاً إلى أنه لم يكن ينتظر أن يتصل به "فلان" أو مسؤول، لكن كغيره من الناجحين الذين يغير بهم "القليل من التقدير”، يعلق: "كنت سأبتهج إن وجدت دعماً أو اهتماماً"، متمنياً أن يتمكن من تنظيم معرض في أقرب وقت.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين