شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
اتّصال سعودي تركي عالي المستوى لأوّل مرة منذ اختفاء خاشقجي

اتّصال سعودي تركي عالي المستوى لأوّل مرة منذ اختفاء خاشقجي

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 15 أكتوبر 201812:52 م
أجرى العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، مساء الأحد، اتّصالاً هاتفياً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الاتصال الأول بين قيادتي البلدين، منذ بروز قضية اختفاء الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2 أكتوبر الجاري. هذه المكالمة جاءت بشكل مغاير تماماً لإيقاع متوتر ساد الأيام الماضية بسبب تبادل الاتهامات بين الجانبين التركي والسعودي على مستوى إعلام البلدين، وبعض الأصوات الرسمية وشبه الرسمية التي تمثلهما. وكانت وكالة الأنباء السعودية “واس” ذكرت مساء الأحد أن العاهل السعودي أكد في اتصاله بأردوغان "حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك" وأنّه "لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة". وأكدت أن العاهل السعودي “شكر” الرئيس التركي "على ترحيبه بمقترح المملكة بتشكيل فريق عمل مشترك لبحث موضوع اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي”. في المقابل، قال أردوغان إن بلاده تثمن العلاقات الأخوية التاريخية المتميزة والوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدًا حرصه على تعزيزها وتطويرها.
يأتي هذا الاتصال بعد 10 أيام من نفي الرياض تورطها بأي شكل في اختفاء خاشقجي، وبعد تداول الصحافة التركية القريبة من السلطة أخباراً (لم تثبت صحتها إلى اليوم) بوجود صور ومقاطع فيديو "تثبت تعرض الرجل للتعذيب ثم اغتياله"، وأخرى لمسؤولين سعوديين تقول دوائر دبوماسية إنهم قدموا إلى تركيا وكانوا داخل القنصلية تزامناً مع وجود خاشقجي فيها.
اتصال العاهل السعودي بأنقرة، جاء بنبرة مغايرة تماماً لنبرات التهديد وتبادل الاتهامات التي سادت طوال أسبوعين، واتسعت مثل بقعة زيت، من الرياض وأنقرة إلى عواصم عربية أخرى.
هل يساهم كشف الحقيقة بقضية اختفاء جمال خاشقجي في التأسيس لمستقبل جديد بين الرياض وأنقرة حتى لو تم بالفعل اغتيال خاشقجي أم أن الحقيقة ستكون سبباً في مزيد من التأزم؟
اللافت كذلك أن الاتصال يأتي عقب تهديدات سعودية بالرد على أي عقوبات دولية محتملة ضدها.

العاهل السعودي… رصانة في وجه التوتر

طوال الأيام الماضية قرنت تقارير صحافية غربية بين المصير المجهول لخاشقجي والأوساط الرسمية السعودية، لكن دون تقديم دليل واضح لذلك، في حين كانت تركيا تُفرج من حين لآخر عما تقول إنها “ أدلة" تؤكد عدم خروج خاشقجي من القنصلية، وإن أردوغان بنفسه يتابع مسار التحقيقات. وفي غياب الحقيقة بشأن مصير خاشقجي، شهدت شبكات التواصل الاجتماعي تبادلاً للاتهامات، شاركت فيه حتى القنوات الإعلامية في البلدين، وبعض الوجوه السياسية والأقلام المحسوبة على نظاميهما، كما غرد آلاف السعوديين عن "تدبير مؤامرة ضد بلادهم" ودعوا إلى مقاطعة من يهدد الرياض بالعقوبات الاقتصادية، واقترح بعضهم مقاطعة الوجهات السياحية الغربية. غير أن اتصال العاهل السعودي بأنقرة، جاء بنبرة مغايرة تماماً لنبرات التهديد وتبادل الاتهامات التي سادت طوال أسبوعين، واتسعت مثل بقعة زيت، من الرياض وأنقرة إلى عواصم عربية أخرى.

تركيا من "مثلث الشر" إلى "الشقيقة"

وتداولت نشرات الأخبار الرسمية السعودية داخل الرياض وخارجها خبر المكالمة الهاتفية، قائلة إن الملك اتصل بـ"أخيه الرئيس التركي"، في بادرة تُظهر سعي الرياض إلى التهدئة مع أنقرة، لا سيما مع عاصفة الانتقادات الدولية لاختفاء خاشقجي، وتصاعد المطالب بتحقيقات شفافة لكشف مصيره.
وكانت العلاقات قد توترت بين البلدين نتيجة استمرار تركيا في دعم قطر بالتزامن مع المقاطعة السياسية والتجارية للأخيرة من قبل السعودية والإمارات والبحرين منذ يونيو 2017. وتتضح تجليات ذلك في تصريحات سابقة أطلقها ولي العهد السعودي لدى زيارته القاهرة في مارس الماضي عندما قال في حديث للصحف المصرية إن تركيا جزء من "مثلث الشر". وأوضح: "مثلث الشر الراهن يتمثل في إيران وتركيا والجماعات الدينية المتشددة". وحينذاك نقلت عنه صحيفة "الشروق" اتهامه لتركيا بمحاولة إحياء الخلافة الإسلامية التي سقطت قبل نحو 100 عام مع أفول نجم الإمبراطورية العثمانية. في هذه الأثناء، أعلنت شبكة "سي آن آن" ظهر الاثنين أن مسؤولاً سعوديآً صرح لها بأن نتائج التحقيق الداخلي بشأن اختفاء خاشقجي ستُعلن  “قريباً”. فهل يساهم كشف الحقيقة في التأسيس لمستقبل جديد بين الرياض وأنقرة حتى لو تم بالفعل اغتيال خاشقجي أم أن الحقيقة ستكون سبباً في مزيد من التأزم؟

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image