لطالما اهتمّ الباحثون بدراسة العلاقة بين القنب والرغبة الجنسية وتوصلوا إلى نتائج مهمة، خاصة فيما يتعلق بالكانابيديول (CBD) وهي المادة الموجودة في القنب والتي على ما يبدو تلعب دوراً فاعلاً في زيادة الرغبة الجنسية.
via GIPHY
من الأساطير الشائعة التي تحيط باستخدام القنب أنه يسبب أضراراً للجهاز التناسلي، كما أن البعض يعتبر أن هذه المادة تقلل من مستوى التستوسترون لدى الرجال، إلا أن العديد من الدراسات الحديثة تنفي مثل هذه النظريات وتؤكد على الدور الإيجابي الذي يلعبه القنب في تحسين التجربة الجنسية.
اللذة الجنسية تزيد مع القنب
ففي إحدى الدراسات الحديثة، وجد الباحثون أن الرجال والنساء الذين استخدموا الماريجوانا بشكلٍ يومي مارسوا الجنس بنسبة 20% أكثر من أولئك الذين إمتنعوا عن إستخدام هذه المادة، وتعليقاً على هذا الموضوع يقول د.مايكل إيزنبرغ، أستاذ في قسم المسالك البولية في جامعة ستنافورد:" في العادة يفترض الناس أنه كلما كثُر تدخين الماريجوانا كلما إزداد الوضع سوءً فيما يتعلق بالجنس، إلا أنه تبيّن أن العكس كان صحيحاً". ما سبب ذلك؟ via GIPHY صحيح أنه ليس هناك من أدلةٍ واضحةٍ على كيف يمكن للماريجوانا أن تعزز من الرغبة الجنسية إلا أن النظريات تكثر بهذا الشأن، فقد اعتبرت المعالجة الجنسية "أماندا باسيوكو" أن الأشخاص الذين يستخدمون الماريجوانا قد يمارسون الجنس بوتيرةٍ أكثر، لأنهم يقللون من الضغوط على أنفسهم، وبالتالي فإن هؤلاء الأفراد لا يعانون القلق من الأداء الجنسي كغيرهم"، عوضاً عن أهمية دور القنب في استهداف الجزء المسؤول في الدماغ عن الإثارة الجنسية، خاصة أنه يؤثر على الهرمونات في الجسم.ميزة الكانابيديول
منذ آلاف السنين، كان القنب يستخدم لعلاج العديد من الأمراض، وفي ظل التقدم الهائل في مجال الطب الحديث عمل العلماء على دراسة العلاقة بين العلاقة الجنسية والقنب، وتحديداً زيت الكانابيديول، الذي وصفه البعض بـ"فياغرا طبيعية".الأشخاص الذين يستخدمون الماريجوانا قد يمارسون الجنس بوتيرةٍ أكثر، لأنهم يقللون من الضغوط على أنفسهم، وبالتالي فإن هؤلاء الأفراد لا يعانون القلق من الأداء الجنسي كغيرهم
"إن استخدام الCBD ساعدني على الدخول إلى أعماق جسدي قبل ممارسة الجنس".فما هي هذه المادة؟ وما الذي يميّزها من سائر أنواع القنب؟ إن الكانابيديول أو الCBD من المركبات النشطة الموجودة في نبات القنب، وفي حين أنها لا تسبب أي تأثيرٍ جانبي كتلك الآثار التي تسببها غيرها من المواد الموجودة في الماريجوانا، تبيّن أن للCBD آثاراً مضادة للقلق خاصة لناحية القلق الجنسي. فنظراً لكون الكانابيديول من فئة ال anxiolytic فإنها تخفف بشكلٍ طبيعي من القلق والتوتر قبل العلاقة الحميمة، فمن خلال تفعيل مستقبلات السيروتونين في الدماغ فإن ذلك يغمر الجسم والعقل بمضادات الاكتئاب، كما يمنع الدماغ من إطلاق المواد الكيميائية التي تولد الالتهابات والخوف والقلق، فضلاً عن دوره اللافت في زيادة تدفق الدم في الجسم. وما يميّز الـCBD من غيره من مواد القنب أنه يحظى بالقدرة على زيادة العلاقة الحميمة بين الأشخاص من خلال تقليل الإجهاد والألم، مع الحفاظ على الهدوء والصفاء الذهني، وذلك من دون أن يرتب أي آثار جانبية على صحة الفرد أو أي تأثير نفسي، مما يجعل المستخدم يشعر بالانتعاش من دون أن يكون منفصلاً عن الواقع كما يحصل مع بعض الأنواع الأخرى من القنب، خاصة أن الكانابيديول يعزز من إحساس المرء بنفسه، وبجسمه وبالمحيط. فالتجربة الجنسية تكون مفعمة بهزات جماع أقوى، كما يعترف البعض.
تبديد المخاوف الجنسية
يوضح موقع the cannabis advisory أن المخاوف الجنسية يمكن أن تكون مرتبطة بالأداء الجنسي نفسه، كما قد تكون وليدة الخوف من عدم إرضاء الشريك، فتبدأ الهواجس تتصارع في ذهن المرء: هل أخذت وقتاً طويلاً للوصول إلى النشوة الجنسية؟ هل تسببت بالتعب لشريكي؟ هل لا يزال هذا الأخير يستمتع بالجنس معي؟ ولكن مهما كانت طبيعة هذه الهواجس فإن الكانابيديول يمكن أن يساعد في تبديد المخاوف الجنسية، وهو ما أكدته الأستاذة في علم الجنس "آشلي مانتا" من خلال تجربتها الخاصة: "إن استخدام الCBD ساعدني على الدخول إلى أعماق جسدي قبل ممارسة الجنس". واللافت أن المنتجات التي تحتوي على الكانابيديول يمكن أن تأتي على شكل كريمات موضعية، زيوت ومواد للترطيب Lubricant. ولكن كيف تخدم مثل هذه المنتجات النساء اللواتي وقعن ضحية الاعتداءات الجنسية؟ قامت "كيم كوهلر" بإطلاق علامتها التجارية Privy Peach التي ترتكز على الكانابيديول، بهدف تمكين المرأة بشكلٍ خاص من التعامل مع الألم والصدمة في حياتها الخاصة. ووفق موقع westword فإن "كيم" بعد تعرضها للإعتداء الجنسي وخضوعها لتجربة زواج فاشلة، بدأت في وقتٍ لاحق تشعر بالألم والقلق أثناء ممارسة الجنس، وكانت العلاقة الجنسية تنتهي دوماً بالدموع خاصة أن الألم كان لا يُطاق. وبعد أن جربت العديد من العلاجات التي باءت كلها بالفشل، خطرت على بالها فكرة الاستفادة من الكانابيديول: "كفردٍ عانى لسنواتٍ من الآلام الحادة في الحوض أثناء ممارسة الجنس، نتيجة الالتهابات والمشاكل المختلفة في العضلات والناجمة عن المرور بصدمة، لمعت الفكرة في رأسي: لماذا لا أقوم بابتكار زيتٍ للاستخدام الحميمي لا يحسن الدورة الدموية فقط إنما يكون مضاداً للالتهاب"، وهكذا غيّر Privy Peach الحياة الجنسية للكثير من النساء.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...