في خطوةٍ مفاجئة، أعلنت شركة كوكاكولا أنها تدرس إمكان التعاون مع "أورورا كانابي" لصنع مشروباتٍ تحتوي على الماريجوانا.
وفي حال توصلت الشركتان إلى إتفاقٍ فعلي في هذا الخصوص، فإن هذا الأمر من شأنه أن يحدث تحولاً رئيسياً في عالم صناعة القنب، خاصة مع قيام واحدةٍ من أكبر الشركات في العالم باحتضان نبات الماريجوانا في منتجاتها.
كوكاكولا بالحشيش؟
تبحث كوكاكولا في مسألة إضافة أحد مكونات الماريجوانا إلى بعض مشروباتها لأغراضٍ طبيةٍ: تخفيف الالتهابات والآلام المختلفة والتقلصات... وأوضحت الشركة نها بالرغم من أنها لا تزال تناقش هذه المسألة مع شركة "أورورا كانابي"، فهي تراقب عن كثب نمو "الكانابيديول"، أحد مكوّنات الحشيش والذي لا يؤثر على الشق النفسي. وما إن إنتشر هذا الخبر حتّى شكل "صدمة" لعشاق الكوكاكولا من حول العالم، وأثار الكثير من الجدل وساهم في إنقسام الرأي العام بين مؤيدٍ ومعارضٍ، إلا أن الشركة الأميركية ردّت على الأقاويل المختلفة بالتأكيد على أنها لم تتخذ أي قرارٍ فعلي في الوقت الراهن."هناك الكثير من الأمور التي تحدث في الوقت الحالي في هذا المجال، ونعتقد أن هذا السوق يتمتع بقدراتٍ مذهلةٍ. مثل هذه القصص ما هي سوى تأكيد على صحة الإمكانات الهائلة لصناعة القنب.
استثمرت شركة "كونستليشن براندز"، الشركة المصنّعة لبيرة كورونا، سفيدكا فودكا ونوبل تيكيلا، 4 مليارات دولار في شركة Canopy Growth للقنب بعد أن راهنت على أن المستهلكين يريدون شيئاً أكثر من البيرة والنبيذ.وبدورها أعربت شركة "أورورا" عن مدى اهتمامها بمشروبات القنب وعن رغبتها في اقتحام ذلك السوق:"هناك الكثير من الأمور التي تحدث في الوقت الحالي في هذا المجال، ونعتقد أن هذا السوق يتمتع بقدراتٍ مذهلةٍ. مثل هذه القصص ما هي سوى تأكيد على صحة الإمكانات الهائلة لصناعة القنب". وإذا تمت هذه الشراكة بين شركتي "كوكاكولا" و"أورورا"، فإنها تجسّد أول دخول لمصنع رئيسي للمشروبات غير الكحولية في السوق، للمنتجات المتصلة بالحشيش، مع العلم أنه من غير الواضح بعد ما إذا كان سيتم بيع المشروب الجديد في الولايات المتحدة الأميركية أو أن بيعه سيكون محصوراً فقط في كندا حيث تتخذ شركة "أورورا" مقراً لها. يعدّ إهتمام كوكاكولا في صناعة الماريجوانا أمراً مهماً، خاصة أن الشركة تعتبر من أكبر صانعي المشروبات الغازية في العالم، إذ تستحوذ على 1.9 مليار عبوة يومياً من أصل حصة المشروبات البالغة 60 ملياراً يومياً.
تأثير الكانابيديول على الإنسان
إن مكوّن "الكانابيديول"، الذي يعرف بـCBD لا يحدث آثاراً نفسية كتلك التي تحدث في العادة عند استهلاك الماريجوانا، لكنه يساعد على التخفيف من الآلام والالتهابات وحالات الغثيان كما يساعد المرء على الشعور بنوعٍ من الارتياح. من هنا يدافع العديد من أنصار الكانابيديول بالقول إنه علاجٌ طبيعي ذائع الصيت يستخدم لعلاج العديد من الأمراض الشائعة. تمتاز هذه المادة الموجودة في نبات القنب بقدرتها على التخفيف من التهاب المفاصل والسكري، إضافة إلى كونها مفيدة في مساعدة المرء على النوم، وتعزيز الشهية والتقليل من حالات الاكتئاب والتوتر، وفق ما كشفه موقع healthline، مؤكداً أنه الخيار الأنسب للأشخاص الذين يبحثون عن تخفيف آلامهم دون أن يؤثر ذلك على حالتهم العقلية كما تفعل الماريجوانا نفسها أو بعض الأدوية الطبية الأخرى. في سياقٍ متصل، وجدت دراسةٌ حديثة أجرتها مجموعة من العلماء في كلية "كينغز" في لندن أن جرعة واحدة من الكانابيديول قد تساعد الأفراد الذين يعانون من اضطراباتٍ نفسيةٍ عن طريق التحكم بالسلوك العصبي المرتبط بحالات الهلوسة والأوهام وغيرها من أعراض الذهان. ففي "لوس أنجلس" يعتبر الCBD من أحدث "صيحات" العلاج، كما تتم إضافته إلى العصائر والكوكتيلات في الحانات مقابل حوالي 3 دولار. [caption id="attachment_163622" align="alignnone" width="1000"] CBD-infused-cold-brew-coffee-and-tea-at-a-grocery-store-in-Los-Angeles,-California.[/caption] وبالرغم من أن التوقعات ليست دقيقة، من المرجح أن ينمو سوق الكانابيديول من 202 مليون دولار في العام 2015 إلى 2.1 مليار دولار بحلول العام 2020، وفق ما كشفه تقريرٌ صدر أخيراً في مجلة Hemp Business.الإقبال الكثيف على عالم القنب
"صناعة القنب لا تزال في مهدها وليس هناك الكثير من الشركاء الذين يرقصون"، هذا ما قاله "مارتن لاندري"، المدير التنفيذي في GMP Securities، مؤكداً أن هناك اهتماماً متزايداً لدى شركات المشروبات الكحولية والتبغ بعالم الحشيش. ويمكن القول إن الاهتمام بصناعة القنب يزداد يوماً بعد يوم، خاصة أن الشركات الكبرى تضع حالياً عيونها على عالم الماريجوانا، بهدف زيادة أرباحها وتعزيز مكانتها في السوق. ليست "أورورا" الشركة الوحيدة التي تناقشت كوكاكولا معها لتطوير إستراتيجية للقنب، إذ سبق أن أجرى بعض المديرين التنفيذيين في الشركة محادثاتٍ مع شركة "أفريا" قبل نحو شهرين، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقٍ بين الشركتين. وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة "كونستليشن براندز"، وهي الشركة المصنّعة لبيرة كورونا، سفيدكا فودكا ونوبل تيكيلا، أنها إستثمرت 4 مليارات دولار في شركة Canopy Growth للقنب بعد أن راهنت على أن المستهلكين يريدون شيئاً أكثر من البيرة والنبيذ. وكان مصنع الجعة Lagunitas، المملوك من قبل شركة "هاينيكين"، قد أطلق مياهاً غازية تحتوي على مادة tetrahydrocannabinol الموجودة في القنب، "لأنه حان الوقت لكي تكون هناك جعة جيدة تضم نكهة "حشيش كاليفورنيا مع كل رشفة"".ماذا عن شركات التبغ؟
لفت عالم الحشيش بدوره أنظار شركات التبغ التي يبدو أنها في طريقها إلى الاستثمار في هذا المجال. ففي السابق ضجّ الإنترنت بأخبارٍ كثيرةٍ شملت الشركة الأميركية "فيليب موريس" ومفادها أن الشركة ستطلق سجائر "مارلبورو أم" بعدما أضيف إليها مخدر الماريجوانا. وبالرغم من أنه تبيّن أن هذه الأخبار ملفقة، أكد موقع hightimes في الوقت الذي باتت فيه القوانين المتعلقة بالمواد المخدرة أقل صرامةً، أن شركات التبغ عدّلت من إستراتيجيتها في انتظار الضوء الأخضر، أي عندما يحين وقت بيع منتجاتها بشكلٍ قانوني في جميع أنحاء العالم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...