مع دخول وسائل التكنولوجيا العديدة والمصادر المفتوحة على الساحة العالميّة، لم يعد "الحظ العاثر" هو السبب الوحيد لاكتشاف الخيانة الزوجيّة وخيانة الشركاء، بل باتت التكنولوجيا عاملاً مسهّلاً، بقصد أو من دون قصد، لاكتشاف الخيانة. في خبر نقلته صحيفة "ديلي مايل"، تسبّبت خدمة "غوغل مابس" لتحديد الأماكن عبر الخرائط بطلاق رجل بيروفي (من البيرو) من زوجته، بعدما اكتشف بالصدفة صوراً لها مع رجل آخر عبر التطبيق. ويتيح "غوغل مابس" خاصيّة مشاهدة الأماكن كما لو كنت تسير فيها، وعبر هذه الخاصيّة كان الرجل يحاول البحث عن جسر شعبي شهير في العاصمة ليما، حين شاهد صورة لسيّدة مألوفة. كانت السيّدة ترتدي الملابس نفسها التي ارتدتها زوجته حين خرجت من المنزل، وحين قرّب الصورة أكثر اكتشف أنها زوجته. كانت تجلس على مقعد بينما كان رجل آخر يلقي برأسه على فخذيها وهو ممدّد على المقعد نفسه، وحين واجه الزوج زوجته بالصور، اعترفت بأن لها علاقة برجل آخر، قبل أن يتم الطلاق.
حقاً، إنه عالم صغير
"كلها أوضة (غرفة) وصالة"، عبارة اعتاد المصريون، على سبيل المثال، ترديدها كاستعارة باللغة العامية للإشارة إلى صغر المسافات، خاصة عندما يتجمع لدى شخص ما معلومات "سرية" عن أشياء متفرقة غير متوقع التقائها معاً، وقتها تكون أحياناً "الفضيحة على الملأ". على هذه القاعدة، علّق أصدقاء الرجل البيروفي على صور واقعة خيانة زوجته التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا: "إنه عالم صغير"، في وقت انهالوا بعبارات مسيئة ضدّ المرأة لعدم صدقها معه، بحسب "ديلي ميل"، التي لم تشر إلى اسمي الثنائي المُنفصل."ربطة عنق"، "عين عاكسة"، "فراش ذكي"، "درون"... مع دخول وسائل التكنولوجيا العديدة والمصادر المفتوحة على الساحة العالميّة، لم يعد "الحظ العاثر" هو السبب الوحيد لاكتشاف الخيانة الزوجيّة وخيانة الشركاءوهكذا، "لسوء حظ" السيدة البيروفية، فقد تواجدت في المكان لحظة مرور خدمة Google Street View التي تستخدم السيارات والدراجات وعربات الثلوج، المزودة بكاميرات بزاوية 360 درجة، لتصوير الأماكن حول العالم، لا سيما الحيوية منها.
مصادر مفتوحة وسريّة لكشف الخيانة
في نوفمبر 2016، نشر رجل، عبر موقع "رديت" الأمريكي، تفاصيل اكتشافه لخيانة زوجته، وذلك باستخدامه طائرة دون طيار (الدرون) بعد تزايد شكوكه تجاهها. وخلال فيديو بثه الرجل، عرض صوراً ملتقطة بكاميرا الدرون، أظهرت مشاهد "خداع" زوجته حينما كانت تعبر شارعين مجاورين لبيتهما، قبل أن تركب سيارة رجل غريب. https://vimeo.com/191752767 ومع تطوّر وسائل التكنولوجيا، باتت مسألة تكريس التقدّم التقني في كشف الخيانة العاطفيّة مطروحة النقاش. وفي هذا الإطار، تأتي ربطة العنق الذكية المعروفة باسم "Tie Camera"، وهي واحدة من بين هذه الحيل التكنولوجيا، حيث تقدمها شركة "Eyetek"، وفيها كاميرا صغيرة غير مرئية مزودة بميكروفون. وهناك كذلك جهاز "العين العاكسة" أو "Peephole reverser" الذي يمكنه رصد ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، في وقت يُعدّ برنامج "Unshredder" خياراً مثالياً لمراقبة الأزواج الذين لا زالت تصلهم رسائل ورقية ويمزقونها للتخلص منها، فيقوم البرنامج بإعادة ترميم الأجزاء الممزقة وإظهارها بشكلها الأساسي. ويحضر"الطائر الذكي" أو "Bird-house كذلك، بسعة تخزين تبلغ 160 ساعة متواصلة، ويمكنه مراقبة ما يحدث عبر وضعه في حديقة المنزل، في حين يمكن لجهاز التتبع "StarChase" مراقبة السيارات بشكل جيد بعد تثبيته في هيكلها، حيث يرصد حركتها ويعرضها عبر شاشة لمشاهدة مكانها. وتقدم شركة "Lehmann Aviation" واحدة من أقوى تقنيات المراقبة عبر سلسة من طائراتها دون طيار، حيث يمكن إطلاق هذه الطائرات الخفيفة المزودة بكاميرا "غو برو" في الهواء لالتقاط وتصوير ما يجري عبر التحكم فيها عن بعد. وفي فبراير 2017، قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن شركة إسبانية تمكنت من إنتاج سرير نوم، قيمته 1700 دولار، يبدو عادياً إلا أنه عند حدوث حركات غريبة تلتقطها مجسات استشعار تخبر المتحكم بالجهاز عبر الهاتف بوقوعها.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...