بعد سنةٍ ونصف من خيانتها له مع شابين آخرين، اكتشف "عزيز"، الوجه الآخر من أميرته "لارا". لم يكن ليتقبل الموضوع دون أذيتها، حتى اخترق خصوصيتها، وجَمَعَ الـ chats أو المحادثات التي حصلت بينها وبين "أنتوني"، و"جيسون"، ونشرها على الملأ، ليُصبح الـ PDF في متناول اليد، وعلى لسان الجميع دون حسيب ولا رقيب.
21.7 ألف تغريدة تضمنت اسم عزيز، وفي المقابل، 40.9 ألف تغريدة مسّت بلارا عبر "تويتر"، والسؤال هنا: لماذا نتلذذ في نشر الفضائح؟ كان فعل لارا غيرَ مقبول حتى ظهرت ردة فعل عزيز، وحتى وجدنا من ساهم في نشر "المصيبة"، للأسف، وهم خلف الشاشات، جالسون في منازلهم، دون التفكير بمصير المخطئة لارا التي إمّا تنتحر، أو تهج من لبنان، ومهما كانت النتيجة، سيَحمل ذنبها كل من شارك في القصة المهضومة، التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التسلية، متجاهلين بأنها مضايقات الكترونية، أو cyber-bullying.
عرّفت المادة 385 من قانون العقوبات اللبناني الذمّ بأنه نسبة أمرٍ ما إلى شخص (ولو في معرض الشك أو الاستفهام) ينال من شرفه أو كرامته، والقدح بأنه كل تعبير يخدش الشرف والاعتبار، أو كل إلصاق العيب أو تعبير يحط من قدر الشخص نفسه أو يخدش سمعته لدى غيره. هل اقترف عزيز الجرمين، متناسياً قانون دولته، هو وكل من سانده، أم أن الخيانة تعفيه من لحظة الجنون التي انتابته؟
بحسب المادة 582، يعاقب الشخص على الذم بالحبس حتى ثلاثة أشهر وبالغرامة حتى الـ200 ألف ليرة لبناني، أو بإحدى العقوبتين. أما بالنسبة للقدح، تتمثل العقوبة بالحبس من أسبوع إلى ثلاثة أشهر أو بالغرامة من 50 ألفاً إلى 400 ألف ليرة، بحسب المادة 584.
لو فرضنا أنّ فعل لارا غيرُ مقبولٍ، هل نعرف ما يجري وراء الأبواب الموصدة؟ من وراء الشاشات، نشرت "فضيحة" لارا وعزيز دون التفكير بمصير لارا.
هفوةُ الرجل تغفَر وتبرر وهفوة المرأة تفضح وتذم؟ أليس من العدل أن نكيلَ فعليهما بالميزان نفسه؟ نطالبها دوماً بضبط النفس والمشاعر والرغبات في حين له الحق بالتعبير عن ذاته كيفما يشاء، لأن كما يقال "الرجل لا يعيبه شيء".
نعيش في مجتمع ذكوري، يُنصّب الرجل نفسه فيه الحاكم والجلاد، والآمر والناهي، لا يرى في خيانته مأساة، لكن عندما تخون المرأة، تصبح "عاهرة"، يلاحقها المجتمع إلى ما لا نهاية، لأن هفوة الرجل تغفر وتبرر وهفوة المرأة تفضح وتذم. أليس من العدل أن نكيل فعليهما بالميزان نفسه؟ نطالبها دوماً بضبط النفس والمشاعر والرغبات في حين له الحق بالتعبير عن ذاته كيفما يشاء، لأن كما يقال "الرجل لا يعيبه شيءٌ" حتى وإن تجسس وقام بنشر المحادثات.
"في نهاية اليوم، يمكنك إخراج عاهرةٍ من بيت دعارة، لكن لا يمكنك إخراج بيت الدعارة من عاهرة". عزيزي عزيز أبهذه الكلمات رُدت إليك كرامتك؟ لقد ادعيت الحب كثيراً في بداية الـPDF، لكن ما فعلته لا يدل إلا على عدم محبتك لفتاة أحببتها يوماً، لأن الحب الشديد لا يوّلد الأذى الشديد.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...