في آخر فصول قرارات الإدارة الأمريكية التي تستهدف القضية الفلسطينية، ألغت واشنطن تأشيرات أسرة رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن السفير حسام زملط.
وأكّد زملط في 16 من سبتمبر أن أسرته، بما في ذلك طفليه، غادرت الولايات المتحدة، بعد إبلاغها بأن تأشيرات أفرادها ستصبح غير سارية فور إغلاق مكتب البعثة في أكتوبر، علماً أنه كان من المقرر أن تنتهي عام 2020.
ولعلّ هذا القرار هو الأبسط ضمن سلسلة قرارات، عددها عشرة، اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد القضية الفلسطينية.
وتنقسم هذه القرارات إلى نوعين: الأول يهدف إلى فرض وقائع على الأرض لصالح إسرائيل كالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة إلى المدينة، ووقف تمويل وكالة "أونروا"؛ والثاني هو قرارات عقابية لرفض الفلسطينيين خطة التسوية المرتقبة، المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن".
1ـ البداية: "القدس عاصمة لإسرائيل"
في السادس من ديسمبر 2017، أعلن ترامب اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، ما أثار غضباً فلسطينياً كبيراً.2ـ تقليص المساعدات لـ"أونروا"
في 16 يناير 2018، بدأت واشنطن بتقليص مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إذ جمّدت نحو 300 مليون دولار من أصل مساعدتها للوكالة البالغة حوالي 365 مليون دولار، ما أدى إلى تفاقم أزمة الـ"أونروا" المالية واضطرها إلى تقليص خدماتها المقدّمة للاجئين الفلسطينيين.3ـ نقل السفارة إلى القدس
في 14 مايو 2018، نقلت واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ما تسبب بموجة احتجاجات في قطاع غزة واجهتها إسرائيل بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 62 فلسطينياً في يوم واحد.4ـ قطع كامل المساعدات عن "أونروا"
في الثالث أغسطس 2018، قررت الإدارة الأمريكية قطع كافة مساعداتها المالية لوكالة "أونروا"، في قرار اعتبر الفلسطينيون أنه "تصعيد أمريكي خطير ضد الفلسطينيين ويهدف إلى شطب حق العودة".5ـ قطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية
في الثاني من أغسطس 2018، كشف رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن الإدارة الأمريكية قررت وقف كل المساعدات المقدمة للفلسطينيين، بما فيها "المساعدات المباشرة للخزينة وغير المباشرة، التي تأتي لصالح مشاريع بنية تحتية ومشاريع تنموية". وبالفعل، أصدر البيت الأبيض بياناً أكد أن واشنطن أعادت توجيه أكثر من 200 مليون دولار كانت مخصصة لمساعدات اقتصادية للضفة الغربية وغزة، إلى مشاريع في أماكن أخرى حول العالم.بعضها يهدف إلى فرض وقائع على الأرض لصالح إسرائيل وبعضها الآخر هدفه معاقبة الفلسطينيين على رفضهم "صفقة القرن"... عشر قرارات اتخذتها إدارة ترامب ضد القضية الفلسطينية
6ـ وقف دعم مستشفيات القدس
في السابع من سبتمبر 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية حجبها 25 مليون دولار كان من المقرر أن تقدمها كمساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية، وعددها ست مستشفيات، وتُقدم خدمات طبية للفلسطينيين، رغم أن بعض الخدمات الطبية المتوفرة فيها غير متوفرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.7ـ إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن
في العاشر من سبتمبر 2018، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات أن الإدارة الأمريكية قررت إغلاق مكتب المنظمة في واشنطن، "عقاباً على مواصلة العمل مع المحكمة الجنائية الدولية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية".8ـ إغلاق حسابات المنظمة المصرفية في واشنطن
في العاشر من سبتمبر 2018 أيضاً، أغلقت الولايات المتحدة حسابات منظمة التحرير الفلسطينية المصرفية في واشنطن.9ـ اقتطاع عشرة ملايين دولار من تمويل برامج شبابي
في 15 سبتمبر 2018، قررت الإدارة الأمريكية وقف تمويل برامج شبابية فلسطينية-إسرائيلية مشتركة بقيمة 10 ملايين دولار.10ـ طرد السفير الفلسطيني من واشنطن
في 16 سبتمبر 2018، قررت الإدارة الأمريكية طرد السفير الفلسطيني لديها، حسام زملط وعائلته.تنفيذ 70% من "صفقة القرن"
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد قال في 15 سبتمبر إن الولايات المتحدة "نفّذت 70 في المئة من صفقة القرن"، من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، إلى جانب قطع المساعدات عن "أونروا". واعتبر عريقات، عبر قناة سكاي نيوز عربية، أن "الولايات المتحدة بدأت بالفعل بتنفيذ صفقة القرن عبر الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها تجاه القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات". وأوقفت القيادة الفلسطينية اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية، في أوائل ديسمبر 2017، إثر قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها. ورغم عدم إعلان واشنطن حتى الآن عن تفاصيل خطتها للتسوية التي يتحدث عنها الإعلام تحت مسمّى "صفقة القرن"، إلا أن تقارير صحافية أشارت إلى أنها تتضمن منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً في الضفة الغربية، مع الاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي فيها، وإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فقط، ومنح الفلسطينيين عاصمة في ضاحية "أبو ديس" القريبة من المدينة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...