من دبي إلى نيويورك، على متن رحلة EK203 لطيران الإمارات، تحولت الأجواء إلى حالة من الذعر بعدما شعر عدد من الركاب بالمرض فور وصولهم إلى مطار جون كينيدي الدولي، إذ أصدرت الشركة بياناً توضيحياً، مما ورد فيه "تؤكد طيران الإمارات أن 10 ركاب شعروا بالمرض، وكإجراء وقائي، تم إجراء الفحوص اللازمة لهم من قبل الكوادر الطبية وسيتم التعامل مع الحالات التي تحتاج لرعاية صحية"، كما اعتبرت في بيانها أن سلامة الركاب هي أول اهتماماتها.
من جهة أُخرى، يقول مركز مكافحة الأمراض والوقاية في أمريكا (CDC) إن عدد الركاب المتضررين بلغ 100 من أصل 538، ولكن 11 فقط نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعد فحص الركاب فور وصولهم.
لم تؤكد الفحوص التي أُخذت لعينات من أجهزة الركاب التنفسة نوع المرض بعد، ولكن تاريخهم المرضي، والأعراض التي ظهرت - منها الحمى والسعال والقيء - تشير إلى إصابتهم بالإنفلونزا، بحسب الدكتورة أوكسيريس باربوت القائمة بأعمال مفوض الصحة في مدينة نيويورك.
وقالت أوكسيريس عبر "رويترز" أيضاً إن عدداً من الركاب قد أدوا مناسك الحج في مكة المكرمة في أغسطس الماضي، ما يعني احتمال اصابتهم بالإنفلونزا هناك، ولذلك تعتقد أن الفيروس من الممكن أن يكون قد انتشر في الطائرة بين الركاب خلال الرحلة التي استغرقت 14 ساعة.
ولفتت إلى أن حالة الـ11 شخصاً الذين نقلوا إلى المستشفى فور وصولهم الساعة التاسعة صباحاً حسب التوقيت المحلي لنيويورك، مستقرة، لم يحتَج أحد منهم لعناية مركزة.
"وجود راكب مريض في كل رحلة يعتبر أمراً طبيعباً، ولكن انتشار المرض في الطائرة، على ارتفاع 30 ألف قدم، ليس مؤكداً بسبب بيئة الطائرة الجافة"، كيف انتشر المرض بين 100 راكب من دبي إلى نيويورك؟
تقول الدكتورة أوكسيريس باربوت إن عدداً من الركاب قد أدوا مناسك الحج في مكة المكرمة في أغسطس الماضي، ما يعني احتمال اصابتهم بالإنفلونزا هناك، ونشر العدوى بين الركاب.
كالبعوض الذي ينقل الملاريا
يقول الخبير الطبي الجوّي آلن بارميت عبر موقع "ذا فيرج" إن الطائرة تنقل المرض من مدينة إلى أخرى من خلال الأشخاص مثلما يفعل البعوض بنقله مرض الملاريا.
ويؤكد أن الأمر لا يعتبر حديثاً لأن الأمراض كانت تُنقل من أمريكا إلى أوروبا على سبيل المثال منذ زمن، ولكن الاختلاف يقع في سرعة الانتقال اليوم، وذلك عبر الجو.
ويقول إن مصادفة راكب "مريض" في كل رحلة تعتبر أمراً طبيعباً، ولكن انتشار المرض في الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، ليس مؤكداً بسبب البيئة الجافة التي تقضي على البكتيريا الحساسة مثل داء الفيالقة (Legionnaire disease)، مشيراً إلى أن البيئة الجافة تصعّب انتشار البكتيريا جواً بشكل عام.
أما عن إمكان تلقي العلاج جواً، فيقول بارميت إن جميع القائمين على الرحلة مدربون على الإنعاش القلبي الرئوي والإسعافات الأولية، موضحاً "لا يمكننا وضع مسكنات في الطائرة. كيف نسيطر عليها؟ وكيف نعرف من يستخدمها؟"
وفي الحالات الطارئة، يتواصلون مع استشاري من مؤسسة MedAire أو جامعة بيتسبيرغ الأمريكية. وإن كان الأمر في منتهى الخطورة، يستعين القائمون على الرحلة بطبيب (إن وجد) بين الركاب "هل من طبيب على متن الطائرة"؟ إذ يقول بارميت: "بالتأكيد سيكون هناك شخص ما لديه مهارات طبية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...