تزور أصقاع العالم وتبقى محافظة على هدوئها، بالرغم من كل الصعوبات التي تواجهها. بابتسامة كبيرة تستقبل الركاب، وبرحابة صدر تسمع شكواهم من دون تذمر. إنها مضيفة الطيران التي تتحمل مشقات الرحلات الطويلة، والتغيرات في درجات الحرارة، واختلاف التوقيت بين بلد وآخر، وما من شيء يقوى على طلتها وجمالها. غير أن هذه المهنة التي تدغدغ حلم الكثير من الشابات العربيات، طمعاً بالحرية وتحرير النفس من القيود، تتطلب عدة معايير وشروط، أهمها التّمتع بالرصانة، والتقيّد بالقوانين التي تفرضها شركة الطيران، من الالتزام بالوقت والدقة إلى اتباع "اتيكيت الملابس" من "البابوج إلى الطربوش". فتتحول بالتالي مضيفة الطيران إلى عارضة أزياء تخطف أنظار المسافرين. وكون زيّ المضيفات يعكس صورة شركة الطيران ومدى احترافيتها، سنغوص في عالم المضيفات فوق الغيوم، ونجول على أبرز أزياء مضيفات الخطوط الجوية العربية، لنكتشف سرّ أناقتهن وجاذبيتهن.
الاتحاد للطيران
استطاعت شركة الاتحاد للطيران أن تكسب ثقة المسافرين لاحترافيتها والخدمات الكثيرة التي تقدمها. بالنسبة إلى أزياء مضيفاتها ومضيفيها، نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية، تقريراً مفصلاً عن أكثر طواقم المضيفات أناقةً وأقلّها، وحلّ طيران الاتحاد في المرتبة الأولى، بعد أن قامت الشركة بتعديلات كثيرة على الزيّ.ففي السابق، كان الزيّ عبارة عن تنورة وسترة رمادية اللون، ووشاح أبيض على العنق.
غير أن الناقل الوطني لدولة الإمارات قرر أن يجدد "طلّة" المضيفات، في 27 كانون الثاني 2014، فاستعان بالمصمم الإيطالي "إيتور بيلوتا" الذي حاول المزج بين تصاميم الستينات، الحقبة التي شكلت العصر الذهبي للطيران، وبين أحدث صيحات الموضة. واعتمد في ذلك على اللون الأرجواني الملكي، ليصمم زياً أنيقاً ورصيناً، عمل عليه فريق من 400 شخص، علماً أن 30% من الزي مشغول باليد. وبهذه المناسبة دعا طيران الاتحاد أهل الصحافة والإعلام من العالم العربي والدول الأجنبية لحضور "عرض أزياء طاقم العمل".
كانت أزياء المضيفات أنيقة وذات طابع كلاسيكي بامتياز، بدءاً بالـ"بيريه" الأرجوانية المائلة إلى اللون البني "المحروق"، مع الوشاح على العنق، وبالطبع التنورة الرصينة والقفازات، انتهاءً بالقفازات.
أما زي الموظفين الرجال، فهو بدلة كلاسيكية من 3 قطع، تعكس الأناقة والجاذبية، خصوصاً مع المعطف الرصين المفعم بالرجولة.
واللافت أن الشركة قامت بتسليط الضوء على الزيّ الجديد من خلال فيديو قصير، يظهر المضيفات كنجمات أمام عدسة المصور "نارمان جان روي"، في جلسة تصوير تحبس الأنفاس، في صحراء ليواء في أبو ظبي، وفندق قصر السراب.
طيران الإمارات
يعتبر طيران الإمارات الأهم في العالم العربي، نظراً للخدمات التي يقدمها للمسافرين. أما بالنسبة للباس مضيفاته، فقد تكون الأكثر تميزاً في العالم. لجأ طيران الإمارات إلى الشركة البريطانية العريقة "سايمون جيرسي"، التي قدمت تصميماً مميزاً باستخدام لون البيج الفاتح المزيّن بالأحمر الداكن والهادىء، وهي ألوان العلامة التجارية لطيران الإمارات. اللافت أن الشركة حرصت على أن يكون الزيّ عملياً، يتناسب مع طبيعة عمل الموظفين، من دون أن تساوم على الأناقة. ولا يمكننا الحديث عن أزياء مضيفات الطيران من دون التّطرق إلى طلتهن وجمالهن عادة، إذ هناك عدة شروط تفرض على المضيفات، من بينها التجانس في الماكياج، وعدم إسدال الشعر على الكتفين. لذا يتم إعطاء كل مضيفة كتيباً خاصاً بالتسريحات التي يمكن اعتمادها أثناء الرحلات. ويملك طيران الإمارات فريق عمل متخصصاً بتدريب المضيفات، وتقديم نصائح جمالية، من بينها مساعدة المضيفة في كيفية الاهتمام ببشرتها، من خلال الماسكات التي تغذيها وتحافظ على نضارة الوجه، وشرب كميات كبيرة من السوائل. ويطلب الفريق من المضيفات وضع أحمر شفاه رصين وشبيه بلون القبعات، مع الابتعاد طبعاً عن الأحمر الصارخ المثير. أما في ماكياج العينين، فيجب اعتماد ألوان هادئة كلاسيكية كالبني والبيج. للاطلاع أكثر على العالم السرّي لجمال مضيفات طيران الإمارات إليكم الفيديو التالي:
طيران الشرق الأوسط
ننتقل إلى طيران الشرق الأوسط اللبناني، فهذه الشركة، منذ تأسيسها قبل نحو 70 عاماً، لفتت أنظار الجميع من خلال أناقة مضيفاتها. بالعودة إلى العام 1946، نلاحظ أن المضيفات اقتبسن زيهن من زي عسكري تقليدي، مع "فاني بارودي" المضيفة رقم واحد في سجلات الشركة. وعلى مرّ السنين، شهد لباس مضيفات الميدل إيست تغييرات كثيرة. ففي منتصف الأربعينات كان لون الزيّ كاكياً، ليتحول في الخمسينات إلى اللون الكحلي. وفي الستّينات ساد الرمادي الغامق، وعشية احتفال الـ"ميدل إيست" بعيدها الثاني والعشرين (1967) قررت تجديد أزياء المضيفات. فأطلقت حملة إعلانية بعنوان "شمس لبنان" لترويج السياحة في لبنان، ووضعت المصمّمة الفرنسية "كارفن" تصاميمها البسيطة للمرأة العصرية بالأصفر والبرتقالي، وتنّورة حتى الركبة، وسترة حتى الخصر. وكان يلف عنق المضيفات شال حريري شبيه بشال الأميرات في تلك الحقبة.
وفي السبعينات، تجدد الزي مع مصممة المجوهرات ماري مونييه، فلم يتغير الأصفر والبرتقالي، ولكن تم استخدام قماش إيطالي أنيق، تداخل فيه البني في القفازات والشال والحقائب. وبعد الحرب، تبنت الشركة زياً جديداً وضعته المصمّمة اللبنانية بابو لحود سعادة، فبدت المضيفات في التسعينات في أبهى حلّة، بثوب من قطعتين: تنّورة وسترة بالأزرق الغامق، بينما القميص والشال بألوان العلم اللبناني الأحمر والأبيض والأخضر.
عرض لأزياء مضيفات الخطوط الجوية العربية وأسرار أناقتهن... أي زي هو الأجمل؟وفي ربيع 2005، جدّد المصمم زياد نصير زي المضيفات، فجعل التنّورة فيروزية، تذكيراً بلون البحر المتوسط في أسلوب كلاسيكي أنيق. أما عام 2015، فتألقت مضيفات الشرق الأوسط بزي أنيق، من تصميم اللبناني أنطوان القارح، تميز باللون الأزرق الملكي مع إعطاء المضيفات حرية الاختيار بين ارتداء تنورة حتى الركبة مع سترة مستوحاة من "جاكلين كينيدي"، وزي آخر منقش بالألوان. وكلا الزيين مع قبعة وشال حرير وحزام وأحذية خاصة، وأزرار تحمل نقشة الأرزة اللبنانية. أما أزياء المضيفين فهي عبارة عن سترة سوداء وسروال أسود وربطة عنق زرقاء وأزرار تحمل شعار الـ"ميدل إيست".
الخطوط الجوية القطرية
نصل إلى الخطوط الجوية القطرية، التي جعلت مضيفاتها تتربع على عرش الجمال والرقي، وحصلن على لقب أفضل المضيفات أناقةً بين الخطوط العالمية الأخرى. فبحسب استطلاع أجراه موقع "سكايسكنر" عن أكثر مضيفات العالم أناقةً، حلّت مضيفات الطيران القطري في المرتبة الأولى، متقدمات وفق الترتيب على مضيفات الخطوط الجوية الفرنسية، التي لطالما قدمت تصميمات مبهرة على مر السنين.
منذ عام 2008، و"اولينو" المورد الرئيسي لزي مضيفات الطيران القطري التي تتميّز بطغيان اللون الأحمر "النبيذي"، والقبعة المصممة بشكل فريد. وللمضيفة حرية الاختيار بين تنورة وسروال. أما بالنسبة إلى المضيفين، فالبدلة تحمل لونين: اللون النبيذي للسترة مع سروال رمادي وربطة عنق حمراء.
مضيفات الحجاب
بعد أن إطلعنا على جمال مضيفات أبرز الخطوط الجوية العربية، وأناقة زيهن، نصل إلى مسألة دقيقة وحساسة، تمس المضيفة التي تود ارتداء الحجاب أثناء عملها. كان هذا الموضوع في السابق عائقاً أمام التوظيف، لكن بعض الشركات الجوية، ومنذ فترة قريبة سمحت للموظفات بارتداء الحجاب على متن خطوطها. في هذا السياق، وفي خطوة غير مسبوقة، قررت إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية تخصيص ملابس خاصة للمضيفات اللواتي يرافقن الحجاج إلى الأراضي المقدسة، الزي الذي يعد الأول من نوعه، هو عبارة عن حجاب أسود وقبعة تحمل شارة الشركة. وتعد شركة الخطوط الجوية الجزائرية، أول شركة طيران عبر العالم تعتمد زياً خاصاً بالمضيفات للحج والبقاع المقدسة. إذ كانت المضيفة في السابق تحتفظ بالبدلة نفسها، المؤلفة من سروال وسترة بالأكمام مع وضع وشاح على رأسها.
كذلك سمحت الخطوط الجوية المصرية لمضيفاتها بارتداء الحجاب، للمرة الأولى منذ إنشاء هذه الشركة عام 1932، وكانت أولى الرحلات للمضيفات المحجبات هي المتجهة إلى مطار جدة غرب السعودية. وأوضح مسؤول في مصر للطيران أن عقداً أبرم مع شركة أجنبية لتصميم غطاء للرأس موحد، لنحو 250 مضيفة جوية يرغبن في وضع الحجاب من إجمالي 900 مضيفة. وبدوره قدم النائب في مجلس الأمة الكويتي عبد الرحمن الجيران اقتراحاً بإلزام المضيفات في شركات الطيران الكويتية بارتداء "اللباس الشرعي"، تطبيقاً "للثوابت والقيم التي نشأ عليها المجتمع الكويتي في تاريخه الطويل"، كما قال.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع