"قبل أن يُغادرَ عالمنا بثلاثة أشهرٍ، بدأتُ بسرقة بعض الأشياء من منزله.. معجون أسنان، مناكير، غطاء المخدات وغيرها.. وعدتُ نفسي أن تكونَ هذه المرة الأخيرة.. لكن سرعان ما عادتْ رغبتي في السرقة من جديد". بعد 7 سنواتٍ من وفاة الشريك المؤسس لشركة "آبل" ستيف جوبز (الابن البيولوجي للأمريكي السوري عبد الفتاح جندلي والأمريكية جوان شيبل والابن المتبنى لبول وكلارا جوبز)، قررتْ ابنته ليزا برينان جوبز إظهارَ وجهه غير الإنساني بنظرها، راويةً العلاقةَ السيئة التي جمعتهما يوماً كأب وابنة من خلال كتابها "Small Fry" المقرَّرِ إطلاقَه يوم 4 سبتمبر المقبل. وبحسب ما نقلته "Vanity Fair" عن كتابها، تقول ليزا "دخلت إلى غرفته التي طالما رأيتُه يعمل بها، بعكس ما رأيته اليوم وهو على فراش الموت فيها". كان مرتدياً "شورت" قصير، وساقاه كانتا نحيفتين كذراعيه. يجلس إلى جانبه سيغيو رينبوشي، راهبٌ بوذيٌّ برازيلي، طلب من ليزا آنذاك تدليك قدميه. "لم أكن أعلم إن كانت اللمسة لوالدي، لي، أم لنا الاثنين". وعندما أغمض عينيه، تقول إنها قد بدأت بالتجوُّل في المنزل من جديد، تبحث عن شيءٍ ما "مهما كان" لسرقته بعيداً عن أنظار زوجته وأبنائه. وجدتْ عطراً برائحة الورد، رشّت منه حول عنقها وعلى ملابسها لأنه بدا "باهظاً". وعندما عادت إلى غرفة والدها لتودعَه وتغادر، حضنته وقالت "أراكَ قريباً"، واتجهت نحو باب الغرفة لتسمعَ صوته يناديها..
- ليزا
- نعم؟
- رائحتكِ تشبه رائحةَ التواليت
ليستْ طفلتي
عام 1978، كان الثنائي ستيف جوبز وكريسان برينان في عمر الـ23 عندما وُلدت ليزا، التي لا تذكر من طفولتها سوى صراعٍ مستمرٍّ بين أمها العزباء وأبيها المشهور. كشفت في كتابها أنها وُلدت في مزرعةٍ لصديق والديها "روبرت". زارهم جوبز بعد أيامٍ من ولادتها مؤكداً أنها ليست طفلته. "كان يقول ليستْ ابنتي، مع ذلك يأتي المزرعة لرؤيتي.. ولدتُ بشعرٍ أسودَ وأنف كبير، وكان يقول روبرت لوالدي إنني أشبهُه"."من أهمّ الأشخاص الذين ستعرفينهم في حياتك"
كانت والدتها تخدم في المنازل والمطاعم حتى الثانية من عمرها، "لم يساعدنا أبي"، كاشفةً أن عند تخطيها سنَّ السابعة، كانت هي ووالدتها قد غيرتا مقرَّ سكنهما 13 مرة. أُجبرت عام 1980 على إجراء اختبار الـDNA، بأمرٍ من المحكمة بعدما رفعتْ والدتها دعوى قضائية ضد والدها تتعلق بدفع النفقة والاعتراف بها، إثرَ ادعائِهِ أنه عقيمٌ وأنَّ والدة ليزا كانت تلهو مع الرجال. طُلبَ من جوبز آنذاك دفع 385 دولاراً شهرياً، لكنه كان يقدم 500 دولارٍ حتى بلغت ليزا الـ18 من عمرها. انتهت القضية في 8 ديسمبر عام 1980، وبعدها بأربعةِ أيام ذاعَ صيتُ شركة "آبل"، وأصبحت ثروةُ جوبز تتجاوز 200 مليون دولارٍ، بين ليلة وضحاها، بحسب ما كتبته ليزا. خلال تلك السنة، بينما كانت ليزا في الثالثة من عمرها، زارها والدها وسألها "هل تعرفين من أكون؟ والدك.." قبل أن يضيف "من أهمّ الأشخاص الذين ستعرفينهم في حياتك". في عمر السابعة، تمكنَ والدُها من زيارتها مرةً واحدة شهرياً. كان جوبز يأخذها ووالدتها في سيارته البورش، ويحاول الاثنان دائماً كسر الجليد بينهما، لكن تقول ليزا إنها كانت تشعر بالبعد خلال الساعة الأولى من لقائهما، إذ كان الصمت رابعهم دائماً "كنت أشعر بنظراته وعندما التفتُ إليه كان يبعدُ نظره عني".أنا أخفي سرّاً، والدي ستيف جوبز
قالت ليزا لأصدقائها في المدرسة إنها تخفي سرّاً، هو أن ستيف جوبز والدها. "من هذا؟" سألتها إحدى الصديقات. "والدي المشهور. فهو مخترع اللابتوب.. يعيش في قصرٍ ولديه سيارة بورش.. يقوم بتغييرها كلّما تعرضت لخدشٍ بسيط". لكنها وهي تخبرهم القصة، كانت تشعر بعدمِ واقعيتها بأعينهم.. كما بعينَيها أيضاً. "لم يكن لديَّ دراجةٌ على سبيل المثال.. ولا الملابسُ التي تليق بابنة هذا الرجل.." "كنت أتمنى أن يعاملني بالطريقة التي بادرتُ بالتعامل معه بها، وأن يكون الأبَ المتسامح وأكون الابنةَ المحبة.. ظننتُ أنني إن تصرفت كباقي البنات لأحبَّني"، لكنها لم تلتمس ذلك. روتْ أنَّ في طريقهما إلى المنزل مرةً، بينما كان يختارُ الصمت دائماً، سألته ليزا "هل يمكنني استعارتها من بعدك؟"، ليردَّ "استعارة ماذا؟"، فأجابته "سيارتكَ.. البورش". "بالتأكيد لا.. لن تحصلي على شيء. هل هذا واضح؟ لا شيء. لن تحصلي على شيء". تساءلتْ حينها إن كان يقصدُ السيارة.. أم أن الموضوع أكبرُ من ذلك، لافتةً إلى أنها علِمتْ حينها أنها قد ارتكبت خطأً فادحاً، وأن كلماتِه كانت مجرد ردةِ فعل.بعد 7 سنواتٍ من وفاة ستيف جوبز، قررتْ ابنته ليزا برينان جوبز إظهارَ وجهه غير الإنساني بنظرها.. "رائحتكِ تشبه رائحة التواليت"، ما قاله لها وهو على فراش الموت..
"دخلتُ إلى غرفته التي طالما رأيته يعمل بها، بعكس ما رأيته اليوم وهو على فراش الموت فيها.. طلب مني راهبٌ بوذيٌّ برازيلي أن أدلكَ قدمَي والدي.. لكنني لم أكن أعلمُ إن كانت اللمسةُ له، لي، أم لنا الاثنين"..
"Lisa Macintosh"
كشفت ليزا أن والدها قد قال لها في وقتٍ سابق إنه لم يُسمِّ "Lisa Macintosh" على اسمها. "لم تكن كلماتُه مجردَ كذبةٍ موجّهة لطفلةٍ صغيرة، بل أراد بذلك أن يعلَّمني ألَّا أتدلعَ عليه ربما". في الـ27 من عمرها، اصطحبها إلى رحلةٍ عائلية برفقة زوجته، وأبنائه، جنوبَ فرنسا، وتحديداً في فيلا مغني فرقة الروك الأيرلندية U2، بونو. "سأل بونو والدي عدةَ أسئلةٍ عن بدايات آبل. هل شعر الفريق مسبقاً بالنجاح الهائل الذي سيُحققه؟ هل كنتم تعلمون بأنكم ستغيرون العالم؟.. ومن ثم سأل وهل سُمي Lisa Macintosh على اسم ليزا؟" عمّ الصمت قليلاً على مائدة الطعام، وكانت ليزا بحسب قولها تستعد لسماعِ الإجابة المنتظَرة. "نظر والدي إلى صحنه للحظاتٍ طويلة، ومن ثم اعترف.. نعم أسميتُه على اسمها". "نظرتُ إليه طويلاً، وتساءلتُ ماذا تغير؟ لماذا اعترفَ الآن بعد كل تلك السنوات؟ شعرتُ بقوةٍ لم أشعر بها من قبل.." شَكَرَتْ بونو على سؤاله، وأخبرته أنها هي الأخرى لم تكن تعرف الإجابة، قائلةً في كتابها "كأنَّ المشاهير يريدون مشاهيرَ آخرين للاعتراف بأسرارهم.." مع ذلك، تقول في كتابها إنها قد عفَتْ عنه، داعيةً القرّاءَ أن يسامحوهُ أيضاً.. يُذكر أنها قد ورثت ملايين الدولارات من ستيف جوبز بعد وفاته، ولكن القيمة الفعلية ليست معلنة.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين