حكمت محكمة في شمال سوريا على طبيب سوري بالسجن وبغرامة مالية، بعد شكوى رفعها ضده قائد القوات التركية في مدينة الباب، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي التفاصيل التي عرضها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن محكمة جزاء مدينة الباب، الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي والخاضعة لسيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة مدعومة من قبل تركيا، أقدمت على محاكمة الطبيب السوري المتخصص بجراحة العظام محمود السايح، بالسجن لمدة ستة أشهر بالإضافة إلى غرامة مالية بمقدار 5000 ليرة تركية، كتعويض للجهة المدعية.
أما التهمة فهي "تحقير رئيس دولة أجنبية"، أي انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان السايح قد انتقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي السياسة التركية في سوريا وتجاوزات المجموعات المسلحة السورية الموالية لها، كما انتقد أردوغان، وكتب عبارات منها "سيف أردوغان خشبي وتهديداته خلبية"، و"أردوغان رعد وبرق بدون مطر"، و"انتهى زمن وصاية أردوغان وحلفائه"، و"تذوّقت بلادنا السقوط بنكهة (المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي) خامنئي كما تذوقته بطعم أردوغان".
"سيرك قضائي"
ووصف المحامي السوري غزوان قرنفل ما جرى بأنه "سيرك قضائي سوري في المناطق المحررة". واستند قرار المحكمة الصادر في 14 أغسطس والقابل للاستئناف إلى المادة 282 من قانون العقوبات السوري الذي تعمل به المحاكم الموجودة في مناطق سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا. وفي تعبير غريب في القرار، تعليقاً على تغريم السايح مالياً، جاء أن المحكمة "ترى بأن مبلغ خمسة آلاف ليرة تركية كان لجبر العطل والضرر على أقل تقدير، وأن الملايين لا تكفي لتعويض رئيس الأمة الإسلامية والتركية العظيم"، في إشارة إلى أردوغان.اعتقال السايح
وعُرفت عن السايح مشاركته التظاهرات التي انطلقت ضد النظام السوري عام 2011، كما قاتل مع الجيش السوري الحر في معركة تحرير مدينة الباب.كتب أن "سيف أردوغان خشبي وتهديداته خلبية"، وأن "أردوغان رعد وبرق بدون مطر"... فحكمت عليه محكمة واقعة في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا بالسجن بتهمة "تحقير" الرئيس التركيوخبر السايح ويلات الحرب السورية إذ نزح مرات عدة، وفقد سبعة من أطفاله وإحدى زوجاته، في 15 مارس 2017، في غارة على مبنى سكني في إدلب. وكانت "فرقة الحمزات" المقرّبة من تركيا قد اعتقلت السايح من منزله في 27 أبريل، وبقي رهن الاعتقال نحو شهرين، قضاها بين معتقلات الفرقة المذكورة وبين معتقلات قيادة الشرطة في مدينة الباب، والتي تسلمته من فرقة الحمزة، ثم أفرجت عنه بكفالة. وعن اعتقاله، روى السايح في وقت سابق لـ"زمان الوصل" أن معتقليه اقتحموا منزله وأطلقوا النار قربه واعتقلوه بطريقة وحشية وضربوه ولكموه وشتموه، قبل أن يقتادونه إلى مركز الفصيل، ومن ثم يحوّلونه إلى مركز "الشرطة الحرة". ونفى اتهامه بالانتماء إلى تنظيم "إرهابي" هو "جند الأقصى"، مشيراً إلى أن الهدف من اعتقاله كان ابتزازه مالياً، إذ طلبوا منه مبالغ مالية، قبل أن تتحوّل التهمة لاحقاً إلى "تحقير" أردوغان. وأشار إلى أن معتقليه هددوه بالتصفية ناسبين ذلك إلى رغبة القيادة التركية، لافتاً إلى أن إطلاق سراحه تم نتيجة الضغط الإعلامي وتوسط قادة عسكريين في المعارضة. يُذكَر أنه بعد اعتقال السايح، أطلق ناشطون وإعلاميون سوريون حملة لإطلاق سراحه عبر وسم #الحرية_للطبيب_محمود_السايح. وكتب الإعلامي السوري موسى العمر: وتساءل الكاتب السوري خليل المقداد عمّا إذا كان عتقاله "إرهاباً لكل حر شريف ناقد".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...