شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
أردوغان لواشنطن في

أردوغان لواشنطن في "نيويورك تايمز": سنبحث عن حلفاء وأصدقاء جدد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 11 أغسطس 201805:34 م
"إذا لم تستطع الولايات المتحدة إثبات أنها تحترم السيادة التركية، وتفهم المخاطر التي يواجهها شعبنا، فإن شراكتنا قد تكون عرضة للخطر". هذا ملخّص موقف الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان من الأزمة الناشبة بين بلاده وبين الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، حسبما عبّر عنه في مقال له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في العاشر من أغسطس، بعنوان "كيف تنظر تركيا إلى الأزمة مع الولايات المتحدة؟". وبدأ أردوغان بما خلص إليه في مقاله، مؤكداً أن "الإجراءات الأحادية التي اتخذتها أمريكا ضد تركيا ستضر بالمصالح الأمريكية وستجبر تركيا على البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد". وعرض الرئيس التركي محطات كثيرة تؤكد أن "شراكة استراتيجية" ربطت بين أنقرة وواشنطن طوال العقود الستة الماضية، "أثناء الحرب الباردة وبعدها". وذكّر بأن بلاده لطالما سارعت إلى مساعدة أمريكا حين كانت الأمور تتطلب ذلك، مشيراً إلى قتال القوات التركية بجانب القوات الأمريكية في الحرب الكورية، وفي أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. واتهم أردوغان واشنطن  بأنها "أخفقت مراراً وتكراراً في تفهم تطلعات الشعب التركي واحترامها". ووجّه رسالة إلى الإدارة الأمريكية أكّد فيها أنه "إذا لم تستطع الولايات المتحدة إثبات أنها تحترم السيادة التركية، وتفهم المخاطر التي يواجهها شعبنا، فإن شراكتنا قد تكون عرضة للخطر". وضرب أردوغان عدة أمثلة على ما اعتبر أنه عدم احترام أمريكي لسيادة بلاده: ـ بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، والتي وصفها بأنها "هجوم" شنّته جماعة فتح الله غولن "الإرهابية"، لم تعبّر واشنطن عن "تضامنها مع القيادة التركية المنتخبة" وكان رد فعلها "أقل بكثير من المقبول"، ورفضت تسليم غولن لأنقرة. ـ في سوريا، عقدت واشنطن شراكة مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، وهما فرع لحزب العمال الكردستاني "الإرهابي" بحسب أنقرة، ودرّبتهم وجهّزتهم، وأرسلت لهم حمولة خمسة آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن من الأسلحة، وهي أسلحة "استُخدمت في استهداف المدنيين والقوات الأمنية التركية داخل سوريا والعراق وتركيا". ـ في الأسابيع الأخيرة، اتخذت واشنطن خطوات تصعيدية ضد تركيا وفرضت عليها عقوبات، على خلفية أزمة القس أندرو برونسون، وبرأي أردوغان كان على واشنطن "احترام الإجراءات القضائية" في قضية هذا المواطن الأمريكي الذي تتهمه أنقرة بتقديم الدعم لـ"حركة إرهابية"، لأن طلب التدخل في سير العملية القضائية "لا ينسجم مع دستورنا ولا مع القيم الديمقراطية التي نشترك فيها". وبعد ذلك وجّه أردوغان رسالة إلى واشنطن مفادها أن بلاده "ستقوم بما يخدم مصالحها بحال رفضت الولايات المتحدة الإصغاء إليها"، مذكراً بأنها اتخذت إجراء "للحؤول دون ارتكاب مذابح ضد السكان من أصول تركية على يد القبارصة اليونانيين"، في سبعينيات القرن الماضي، برغم اعتراضات واشطن. كذلك، ذكّر بتدخل بلاده في سوريا في عمليتين عسكريتين واسعتين بسبب "إخفاق واشنطن في استيعاب جدية قلقنا من التهديدات التي يتعرض لها أمننا القومي انطلاقاً من شمال سوريا".
أردوغان في "نيويورك تايمز": تركيا لديها بدائل عن العلاقة بواشنطن، وإذا استمرت الولايات المتحدة في سياساتها الأحادية، سنضطر إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد
وقال: "مثلما فعلنا في هاتين الحالتين، سنتخذ الإجراءات الضرورية لحماية مصالحنا القومية". وأضاف أن استهداف أمريكا لبلاده لن تؤدي إلا إلى الإضرار بمصالحها وتهديد أمنها. ودعا واشنطن إلى التخلي عن "فكرتها الخاطئة" حول أن العلاقات بين البلدين يمكن ألا تكون ندية ومتكافئة. وأشار إلى أن "تركيا لديها بدائل" عن العلاقة بواشنطن، وإذا استمرت الولايات المتحدة في سياساتها الأحادية، "سنضطر إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".

غضب تركي عام

وفي خطاب ألقاه أردوغان أمام الجمهور في قضاء أونية بولاية أوردو الشمالية، في 11 أغسطس، توجّه إلى المسؤولين الأمريكيين بالقول: "أنتم تتخلون عن شريك استراتيجي في حلف شمال الأطلسي مقابل قس. هذا أمر مؤسف". وأضاف: "لا يمكنهم إخضاع هذه الأمة عبر لغة التهديد إطلاقاً، نحن نفهم لغة القانون والحق". وتابع: "تركيا دولة فيها 81 مليون نسمة، ولا يمكنهم استبدال التحالف الاستراتيجي معها بأي شيء". وعن تسليم فتح الله غولن، قال: "لا تسلموه. احتفظوا به". وفي التاسع من ديسمبر 2016، أمر القضاء التركي بسجن القس برانسون، بتهمة دعم جماعة غولن وحزب العمال الكرستاني اللذين تعتبرهما أنقرة حركتين إرهابيتين. وبعد محادثات طويلة بشأن إطلاق سراحه لم تستجب لها أنقرة، توترت العلاقات بين البلدين، ولوحّت واشنطن بفرض عقوبات على تركيا ما أدى إلى تراجع سريع في قيمة الليرة التركية. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، فردّت تركيا بالمثل. ثم أعلن ترامب في العاشر من أغسطس أنه صادق على مضاعفة الرسوم المفروضة على الصلب والألومنيوم المستورد من تركيا. ووصف رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم، في تغريدة نشرها في 11 أغسطس العقوبات الأمريكية بأنها "حرب اقتصادية عالمية"، واضعاً ما تتعرّض له بلاده في سياق "المواقف العدائية التي استهدفت إيران ثم روسيا". ويُذكر أن أسلوب تعاطي واشنطن مع أنقرة أدى إلى تضامن كل الأحزاب التركية مع حكومة بلدهم. فقد قال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو: "لا نقبل من دولة نعدها حليفة لنا أن تتعامل مع تركيا بأسلوب عدائي". واعتبر زعيم حزب الحركة القومية، دولت باهجة لي، أن الولايات المتحدة تمارس الإرهاب الاقتصادي. وأعلنت رئيسة حزب "إيي" ميرال أكشنار أن حزبها "مستعد لتقديم كل أنواع الدعم للحكومة من أجل التغلب على المشاكل التي تهدد بقاء الأمة والدولة". وكانت تغريدة نشرها ترامب في العاشر من أغسطس وأشار فيها إلى "أن الليرة التركية تتراجع بسرعة أمام الدولار الأمريكي" قد أثارت غضب الأتراك الذين رأوا فيها إهانة لبلدهم.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image