هناك جدل كلاسيكي يشمل عالمَيْ الموسيقى والجنس: هل ينبغي الاستماع إلى الموسيقى أثناء ممارسة الجنس أم لا؟ سؤال يطرح العديد من الاحتمالات وتنقسم الآراء بشأنه.
ففي السابق لم يكن من السهل تشغيل الموسيقى وبالتالي كان معظم الناس يمارسون الجنس بصمتٍ "حزينٍ"، في حين أن اليوم ومع التطور التكنولوجي باتت الموسيقى بمتناول الجميع، بكبسة زر على itunes أو SoundCloud أو غيرها من أنواع المكتبات الموسيقية، بإمكان المرء تشغيل الموسيقى التي يراها مناسبة لإشعال مشاعر الشغف بينه وبين الشريك/ة.
وهكذا بتنا نلاحظ وجود معسكرين متناقضين: فئة تعتبر أن القائمة التي تضم أغاني مثيرة هي ملحق أساسي في سرير الحب وضرورية لكي تتحد الأجساد على وقع النغمات العاطفية، وفئة أخرى تعتبر أن تشغيل الموسيقى أثناء الجنس هو أمر غريب قد يؤثر سلباً على العلاقة الحميمية، إلا أن للعلم كلمته في هذا الخصوص.
via GIPHY
العلاقة بين الجنس والموسيقى
ابتكر البشر الموسيقى منذ أكثر من 40000 سنة، وكانت أقدم الآلات المعروفة هي "المزمار" المصنوع من عظام الحيوانات المجوفة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص: ما هو سبب اهتمام الإنسان بالموسيقى؟ الجواب قد يكون مرتبطاً بالرغبة الجنسية. فقد وضع العالم "شارلز داروين" واحدة من أكثر النظريات ديمومةً، بحيث اعتبر أن الأمر مرتبط بالجنس. في كتابه The Descent of Man أكد "داروين" أنه، كما هو الحال مع الطيور بحيث تغني ذكور العصافير من أجل جذب الإناث أثناء موسم التزاوج، فإن النوتات والإيقاعات الموسيقية التي اكتسبها البشر تهدف إلى جذب الآخر. وبالتالي تعامل "داروين" مع الموسيقى على أساس أنها حلقة أساسية في عملية الانتقاء الجنسي الذي اعتبره مكملاً للانتقاء الطبيعي: "بقاء الجنس الأكثر جاذبية"، ووفقاً لهذه النظرية فإن مهارة الغناء وصنع الموسيقى تعمل كذيل الطاووس: جذب الإنتباه. وعلى ما يبدو أن نظرية "داروين" محقة، إذ ظهرت أدلة علمية تدعم فرضيته، خاصة بعدما كشف عالم النفس "بنجامين شارلتون" من جامعة "ساسيكس" في برايتون، إنجلترا أن التفضيلات الجنسية للمرأة فيما يتعلق بمؤلفي الموسيقى تتغير خلال الدورة الشهرية، إذ تفضل الأنثى في هذه الفترة الموسيقى الأكثر تعقيداً.67% من الأزواج الذين يستمعون إلى الموسيقى معاً وبصوتٍ مرتفعٍ يمارسون الجنس أكثر من الأزواج الذين لا يستمعون معاً إلى الموسيقى.
عند الاستماع إلى الموسيقى تكون لدى بعض الأشخاص استجابة جسدية أشبه بلذة الجنس، حيث يختبرون الرعشة، والإثارة، وزيادة معدل ضربات القلب، فيما يعرف بـskin orgasming.فالعلاقة بين الجنس والموسيقى غير قابلة للجدل، خاصة لناحية انعكاس الأنغام الموسيقية على "حماسة النساء"، فقد كان أداء الملحن والموسيقي "فرانز ليزت" هو المسبب الأساسي لإغماء النساء، كما أفادت دراسة نشرت في العام 2002 أنه في الحفلات الموسيقية الكلاسيكية يكون عدد النساء اللواتي يجلسن بالقرب من الفرق الموسيقية المؤلفة من الرجال أكثر بكثير من الحضور الذكوري.
تأثير الموسيقى على الرغبة الجنسية
يبدو أن المحفز المفضل للإثارة لدى الأفراد ليس النبيذ أو ثمار البحر أو الشوكولا، بل الموسيقى. via GIPHY بهدف معرفة مدى تأثير الموسيقى على الحياة الجنسية، أجرت خبيرة العلاقات "ترايسي كوكس" دراسة بالتعاون مع المنصة الموسيقية Deezer توصلت من خلالها إلى النتائج التالية: اتفق غالبية المشتركين أن الموسيقى حسنت بشكل عام التجربة الجنسية، وفي حين أن 30% منهم أكدوا أنها ساهمت في جعلهم أكثر إثارةً، فإن 25% أشاروا إلى أن الموسيقى جعلت العلاقة الجنسية أفضل، وأوضح 15% منهم أن الأنغام الموسيقية ساعدتهم على الاسترخاء. من هنا نصح موقع goodmenproject العشاق بالاستماع إلى الموسيقى أثناء ممارسة الجنس نظراً للفوائد النفسية التي يمكن أن يجنيها المرء خلال هذه اللحظات الحميمية. فكيف تساهم الموسيقى في زيادة الرغبة الجنسية؟ توضح الدكتورة روندا فريمان، أخصائية في الأمراض العصبية، أن الموسيقى تؤثر على 3 مناطق في الدماغ: نظام المكافأة أو المتعة، نظام الترابط والانتماء الاجتماعي والنظام الحوفي الذي يعالج العواطف. وعليه تشير إلى أن هذه الأنظمة لا تسمح فقط بجعل التجربة الجنسية أكثر متعةً فقط بل تسمح أيضاً بتعميق التواصل مع الشريك وإخماد العواطف السلبية. إذ تعمل الموسيقى على 3 مستويات: الحميمية: بحسب دراسة أجراها نظام السماعات الذكية somo تبيّن أن 67% من الأزواج الذين يستمعون إلى الموسيقى معاً وبصوتٍ مرتفعٍ يمارسون الجنس أكثر من الأزواج الذين لا يستمعون معاً إلى الموسيقى، والسبب يعود إلى أن الاستماع إلى الموسيقى العالية يجعل الخلايا العصبية تطلق هرمون الحب "الأكسيتوسين"، والمعروف بأنه مسؤول أيضاً عن الشعور بالثقة، وبالتالي حين تصدح الموسيقى في الغرفة، تصبح الأجواء أكثر حميميةً بين الأزواج. إطلاق العنان للمشاعر: اعترف 18% من الأشخاص بأنهم أطلقوا العنان لمشاعرهم بعد أن استمعوا إلى أغنيةٍ معيّنةٍ، وهذا الأمر مرتبط بالتفاعل الكيميائي بين الأكسيتوسين والسيروتونين (هرمون السعادة) مما يعني بث أجواء من الفرح والإثارة أثناء الاستماع إلى أغنية مفضلة في السرير. via GIPHY تناغم الجسد: بمعزل عن الكيمياء، فقد كشف 18% من الأزواج أن الموسيقى جعلت التجربة الجنسية أفضل وذلك نتيجة التناغم الإيقاعي خاصة أن الموسيقى جعلتهم ينشغلون عن التفكير بهمومهم ومشاكلهم. لدى الموسيقى تأثير قوي على دماغنا، إذ يمكن أن تغير حرفياً الطريقة التي نشعر أو نفكر بها، حتى بعض الأشخاص عند الاستماع إلى الموسيقى تكون لديهم استجابة جسدية أشبه بلذة الجنس، حيث يختبرون الرعشة، والإثارة، وزيادة معدل ضربات القلب، فيما يعرف بـskin orgasming.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون