شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"كل ما سيحدث في غزة سيتم بوساطة ومشاركة مصرية"... نتنياهو التقى السيسي في القاهرة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 14 أغسطس 201803:13 م
أعاد الكشف عن اجتماع غير معلن عُقد في مصر في مايو الماضي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث مرة أخرى عن دور القاهرة في ما يُعرف إعلامياً بـ"صفقة القرن". وتم الكشف عن الاجتماع في 13 أغسطس، من خلال تقرير تلفزيوني بثته القناة العاشرة الإخبارية في إسرائيل، وأكد الخبر وزير إسرائيلي في 14 أغسطس. وربط البعض بين هذا الاجتماع وبين خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، والتي لم تُعلن واشنطن تفاصيلها بشكل رسمي حتى الآن.

ماذا دار في الاجتماع؟

لم تعطِ القناة العاشرة في تقريرها معلومات كثيرة عمّا جرى في كواليس لقاء نتنياهو بالسيسي في القاهرة، في مكان لم يتم تحديده، واكتفت بالقول إن الزعيمين بحثا معاً تخفيف الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والإجراءات المصرية هناك وشروط وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت القناة الإسرائيلية عن "مسؤولين أمريكيين كبار" لم تذكر أسماءهم أن الاجتماع عُقد يوم 22 مايو. وعلى سؤال وجّهته إليه إذاعة الجيش الإسرائيلي عمّا إذا كان على علم بالاجتماع، أجاب وزير المالية الإسرائيلي موشي كحلون بالإيجاب، وأضاف: "كل ما سيحدث في غزة سيتم بوساطة ومشاركة مصرية". وتحاول مصر والأمم المتحدة التوسّط في اتفاق هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك بعد تصاعد العنف عبر الحدود في الفترة الماضية. وتتحدث تقارير إعلامية عن قرب تنفيذ مقترح وضعه المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، بالتعاون مع مصر، للتهدئة بين حماس وإسرائيل، في أعقاب أشهر من التوتر على خلفية "مسيرات العودة" التي انطلقت نهاية مارس الماضي. وفي الفترة الأخيرة، قالت وسائل إعلام إن هناك "اتفاق تهدئة" قد يحدث في القريب العاجل بين إسرائيل وحماس.
يعيد الكشف عن اجتماع غير معلن عُقد في مصر في مايو الماضي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث مرة أخرى عن دور القاهرة في "صفقة القرن"
في تعليق على اجتماع السيسي ونتنياهو في مايو الماضي، قال وزير المالية الإسرائيلي: "كل ما سيحدث في غزة سيتم بوساطة ومشاركة مصرية"
ومرة أخرى، ربط البعض بين هذا الاتفاق وبين صفقة القرن خصوصاً وأن بعض التسريبات عنه كشفت أنه يتضمّن إقامة مشاريع اقتصادية. ويوم 26 يوليو، قال مسؤول في البيت الأبيض إن خطوات تنفيذ خطة ترامب للسلام ستتضمّن "خطة اقتصادية قوية" هدفها "المساعدة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وبحسب تقرير القناة العاشرة الإسرائيلية المذكور، فإن نتنياهو والسيسي بحثا أيضاً "إصلاح البنية الأساسية لقطاع غزة". لكن رغم هذه التقارير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في 13 أغسطس إنه لا مفر من جولة أخرى من القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وأضاف ليبرمان أثناء تفقده قاعدة القيادة العسكرية لمنطقة غزة أن "السؤال ليس إذا كانت هناك جولة قتال قادمة، بل السؤال هو متى؟". ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من مصاعب اقتصادية شديدة. ووصف البنك الدولي الوضع في القطاع بأنه أزمة إنسانية بسبب نقص المياه والكهرباء والدواء. وتفرض إسرائيل ومصر قيوداً مشددة على معابرهما الحدودية مع غزة لاعتبارات تقولان إنها أمنية، ما تسببت في أزمات مختلفة لسكان القطاع. وتقول إسرائيل إن القيود هدفها منع وصول الأسلحة لحماس وجماعات مسلحة أخرى في غزة كانت قد أطلقت مئات الصواريخ عبر الحدود في الأشهر القليلة الماضية. أما مصر فتقول إن أسباب وضعها قيوداً على فتح معبر رفح أمنية بحتة.

بعد لقاء نتنياهو والسيسي

يوم 21 يونيو الماضي، أي بعد اجتماع نتنياهو والسيسي الذي كشفت عنه القناة العاشرة بفترة قصيرة، زار مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر مصر ضمن جولة شملت أيضاً أربع دول في الشرق الأوسط منها إسرائيل. ورافق كوشنر في جولته التي كان ملفها الرئيسي "إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، جيسون غرينبلات، الممثل الأمريكي الخاص للمفاوضات الدولية. التقى كوشنر مع السيسي في القاهرة. وأظهر بيان للرئاسة المصرية أن القضية الفلسطينية كانت الملف الرئيسي الذي جرت مناقشته، إذ استعرض كوشنر "جهود الإدارة الأمريكية واتصالاتها الحالية للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تحسين الوضع الإنساني في غزة". وأضاف البيان أن السيسي أكد لكوشنر دعم بلاده للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين. كان حاضراً أيضاً في لقاء كوشنر وغرينبلات بالسيسي، القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة المصرية وقتها عباس كامل، والذي أصبح بعد ذلك رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة. ومعروف أن المخابرات المصرية هي المسؤول الرئيسي في مصر عن الملف الفلسطيني الإسرائيلي. وأظهرت بعض التقارير الإعلامية أن "صفقة القرن" تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة والمناطق (أ) و(ب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية. وبحسب تسريبات، ستوفّر الدول المانحة نحو 10 مليارات دولار لإقامة الدولة الفلسطينية وبنيتها التحتية، ومنها مطار وميناء بحري في غزة، إلى جانب مشاريع للإسكان والزراعة ومناطق صناعية ومدن جديدة. وقد تتضمن صفقة القرن أيضاً بدء مفاوضات حول إجراء محادثات سلام إقليمية بين إسرائيل والدول العربية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image