"هل ستتولى تركيا ملف حلب؟". بهذا العنوان، نشرت صحيفة "يني شفق" التركية المقرّبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم خبراً في 20 يوليو عن مفاوضات تجري بين تركيا وروسيا وتهدف للتوصل إلى صيغة تنحسب بموجبها قوات النظام السوري من حلب لتنتقل السيطرة على المدينة إلى الجانب التركي.
ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" أن المفاوضات بين الوفود التركية والروسية لا تزال مستمرة من أجل انتقال الإشراف على حلب.
وبحسب الصحيفة، فإن التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة سيؤدي إلى إعادة إعمار حلب، وتشرح: "من المقرّر أن تتولى تركيا مهمة الإشراف على إعادة إعمار المدينة التي كانت في وقت من الأوقات أكبر مركز صناعي في الشرق الأوسط، ثم ستنقل السيطرة في المدينة إلى تركيا والجيش السوري الحر لتنسيق عودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ يعيشون في تركيا وأوروبا إلى سوريا".
"الممر السنّي"
وبرأي عضو ائتلاف قوى المعارضة السورية فؤاد عليكو، إن "طريقاً طويلاً قد قطع من الناحيتين السياسية والعسكرية بشأن السماح لتركيا بالإشراف على حماة وحلب وإدلب، على أن تبدأ عودة أكثر من ثلاثة ملايين مدني من تركيا وأوروبا إلى حلب مع انسحاب قوات النظام والميلشيات الشيعية من المنطقة". وقال عليكو لـ"يني شفق" إن "ملامح خريطة ‘الممر السُنّي’ قد اتضحت"، وهي مكونة من حماة وحلب وإدلب بعد إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في المحافظة الأخيرة. وأشار إلى أنه اعتباراً من النصف الثاني من العام الجاري سيتم "تشكيل مناطق نفوذ لصالح أمريكا وبي كي كي (يقصد قوات حماية الشعب الكردية التي تتهما أنقرة بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني) في الشرق، وتركيا والجيش الحر في المنتصف، وروسيا ونظام الأسد في المناطق الغربية والجنوبية".هل ستتولى تركيا ملف حلب؟"... صحيفة "يني شفق" التركية المقرّبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم تتحدث عن مفاوضات تجري بين تركيا وروسيا وتهدف للتوصل إلى صيغة تنحسب بموجبها قوات النظام السوري من حلب لتنتقل السيطرة على المدينة إلى الجانب التركي
صحيفة "يني شفق" التركية المقرّبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم: أنقرة تناقش مع موسكو خطة تمنح تركيا السيطرة على حلب وتعطيها مهمة الإشراف على إعادة إعمارها لإعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري إليهاوأوضح: "سيبسط تحالف النظام – روسيا – إيران سيطرته على اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق ودير الزور، وأما أمريكا وبي كي كي فستسيطران على الحسكة والرقة وريف دير الزور الواقع شرق الفرات، وأما تركيا فستكون مسؤولة عن مدن حماة وإدلب وحلب في المنتصف والتي يسكنها أغلبية من السنة".
"ثورة"
وفي حوارات أجرتها الصحيفة مع شخصيات سورية حول الخبر الذي نشرته، قال والي حلب السابق عبد الرحمن ددم: "الحدود التي بيننا هي مصطنعة، فنحن نشعر بأننا ننتمي إلى تركيا. وربما لو تولت تركيا إدارة حلب لن يتردد مئات الآلاف من العودة إلى وطنهم ومنازلهم. إننا قادرون على إعادة حلب إلى أيامها الخوالي بالتعاون مع تركيا في غضون عامين". وقال رئيس المنتدى الاقتصادي السوري تمام البارودي إن "تولي تركيا ملف حلب يعني إنقاذ استثمارات بقيمة 30 مليار دولار بشكل كبير. وهو مما لا شك فيه سيكون أكبر حدث خلال السنوات السبع الأخيرة". وقال رئيس المجلس المحلي السابق في حلب بريتا حاجي: "تركيا هي البوابة الوحيدة لسوريا على العالم. ولو نجحت هذه المبادرة، فستفتح صفحة جديدة بشكل فعلي".مباحثات جانبية
وتعقد تركيا مباحثات مع الروس لكي تتولى إدارة بلدة تل رفعت التابعة لحلب، كما تشارك في تطبيق خريطة طريق اتفقت عليها مع واشنطن من أجل تغيير الوضع في منبج، أكبر مدن حلب. ومن جانب آخر، يتواصل الأتراك مع الإيرانيين لحل قضية بلدتي نبّل والزهراء، اللتين تتواجد فيهما ميلشيات شيعية مدعومة من طهران، على طريقة حل قضية بلدتي كفريا والفوعة في إدلب، واللتين أخليتا في الأيام الماضية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد عرض على نظيره الأمريكي دونالد ترامب في هلسنكي خطة لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، دون أن تنتشر تفاصيل وافية عن الخطة. ولكن بحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن الحديث يجري عن خطة مشتركة بين روسيا والنظام السوري، تشمل تشكيل مجموعة مراقبة روسية أميركية أردنية في عمّان، ومجموعة مماثلة في لبنان، وتسمح بعودة 890 ألف لاجئ في لبنان، إلى جانب 300 ألف من تركيا، ومئتي ألف من دول الاتحاد الأوروبي. ولكن لا يزال الحديث عن خطة لنقل السيطرة على حلب إلى أنقرة أقرب إلى تمنيات تركية، ومن غير المعلوم كيف يمكن أن تتفاعل روسيا معها. فالمسألة الأساسية بالنسبة للروس حالياً، وكذلك بالنسبة إلى النظام السوري، هي تغيير الوضع في محافظة إدلب التي لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات معارضة أبرزها القاعدة وحركة أحرار الشام. وفي مقال بعنوان "هل تنجح تركيا في تجنيب إدلب مصير درعا؟" نشره موقع "ترك برس"، قال الكاتب والباحث السياسي محمود عثمان إن "إدلب سوف تشكل أول امتحان جدي للعلاقات التركية الروسية، و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أمام خيار صعب، إما أن يستجيب للرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان فيمنع النظام (السوري) والإيرانيين من مهاجمة إدلب، وهذا لا يوافق توجهاته بالحسم العسكري، وتصفية المعارضة السورية عسكرياً، أو يذهب إلى نهاية المطاف مع طهران، بإعادة إنتاج نظام الأسد وفرضه بالقوة، بعد أن فشل في مقايضته مع الأمريكيين".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 16 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين