سنو وايت، سندريلا، أورورا، آريل، بل، ياسمين، بوكاهانتس، مولان، تيانا، رابونزل، ميريدا، تنكر بيل، آنا، الزا... الرقة والجمال والأنوثة الطاغية، سمات لازمت أميرات ديزني، فتعلق بهن الأطفال والشباب من الجنسين، لكن تخيلوا لو انتقلت تلك الشخصيات الخيالية للعيش في مصر وخاصة بالأماكن الشعبية، فكيف سيكون وضعها؟
يذكر أن أميرات ديزني شخصيات خيالية أطلقتها شركة والت ديزني، عام 2000، بعد عرض حضره «أندي موني» مسوق منتجات ديزني، لفيلم «Disney on Ice» وشاهد الفتيات الصغيرات الحاضرات للعرض في زي الأميرات، فتم اختيارهن من مجموعة أفلام ديزني الكلاسيكية.
ورغم قلة الترويج والإعلان لمنتجات أميرات ديزني، إلا أنها لاقت نجاحاً باهراً عند إطلاقها، إذ ارتفعت مبيعات الشركة من 300 مليون دولار في 2001 إلى 3 مليارات دولار في 2006 و4 مليارات في 2009 .
ومؤخرا دشنت صفحة مصرية تدعى «ديزني بالمصري» بالتعاون مع جروب «ارسم» على فيسبوك، مبادرة إعادة رسم أميرات ديزني بنكهة مصرية، فأبدع ما يقرب من 200 فنان في مزج الأزياء المصرية بملابس الأميرات، وبإضافة الإفيهات المصرية الخفيفة الظل والتي نالت إعجاب المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
عيلاء الجن
كثيرون منا تابع مغامرات هؤلاء الأمراء والأميرات، ففي فيلم الكارتون كان علاء الدين شاباً فقيراً، حصل عن طريق الصدفة على مصباح سحري خرج منه مارد حقق له كل أحلامه، فأعطاه ثروة وبساطاً سحرياً، وساعده في الزواج من حبيبته الأميرة ياسمين ابنة السلطان. إلا أن خيال الرسام المصري ذهب إلى أبعد من ذلك، فحول بريشته وألوانه علاء الدين إلى «عيلاء الجن» وتحول البساط السحري الذي كان يتنقل عليه بين المدن إلى «توكتوك» بأحد الأحياء الشعبية، وزيّن الفنان المصري لوحته بتعليق نسبه إلى الأميرة ياسمين حبيبة علاء، قائلة: «لا بساط سحري ولا مصباح التوكتوك شبح الأشباح».ياسمين بعد الزواج
ولم تسلم ياسمين هي أيضًا من يد الفنانة شيرين أحمد، فبعد أن كانت أميرة جميلة تعيش في مدينة «قمر الدين» والابتسامة لا تفارق وجهها، أصبحت امرأة سمينة وكئيبة أو باللهجة المصرية «ست نكدية» تربي الأطفال.التفاحة المسمومة وبياض الثلج
أما الأميرة فروزن فقد تخيل الفنان حجاج خميس أنها جاءت إلى مصر، وعملت في مهنة تثليج مياه الشرب، وفي رسمته ظهرت الأميرة وهي ممسكة بزجاجتين من المياه، الأولى مثلجة والثانية لم يكتمل تثليجها، وعلى جانبيها مواطنان مصريان يتبادلان أطراف الحديث، يقول الرجل: «لو مستعجلة يام جمال ممكن تأخدي إزازتي»، فردت عليه المرأة: « الله يخليك يأبو حسام تسلم».«تفاح يستاهل بك يا قمر»، فردت عليها سنووايت: «لا مش عاوزة انا جاية اشتري بطيخ».
بالأسفل يقف عاملان يستغلان شعر رابونزل الطويل كونش لرفع الرمال للطوابق الأعلى مرفقة بتعليق: "شدي حيلك يا مزة عاوزين نروح!!"وفي رسمته الثانية جسد الفنان حجاج خميس الأميرة سنووايت في زي فتاة مصرية ترتدي غطاء رأس (حجاب) نزلت إلى السوق لتشتري بعض الفاكهة ففوجئت بسيدة تطلب منها شراء التفاح المسموم قائلة: «تفاح يستاهل بك يا قمر»، فردت عليها: «لا مش عاوزة انا جاية اشتري بطيخ». تعتمد قصة سنووايت التي كتبها الأخويان غريم بالألمانية، على وجود ملكة شريرة شديدة الإعجاب بجمالها، تملك مرآة سحرية معلقة على الجدار، ودائماً تسألها: «أيتها المرآة المعلقة على الجدار من هي أجمل سيدة من بين سيدات هذه البلاد؟»، فترد «أنت جميلة جداً ولكن بياض الثلج أكثر جمالاً». وهكذا تعمد الملكة على قتلها بعدة وسائل، آخرها التفاحة السامة.
مأساة الأميرة ذات الشعر الطويل
وواصل الرسامون المصريون خفة دمهم، فصور أحدهم الأميرة رابونزل ذات الشعر الذهبي الطويل وهي تبيع خضار وفاكهة على «عربية كارو بحمار»، وفي رسمة أخرى جسدت مأساة رابونزل في مصر إذ ظهرت الأميرة فوق سطح أحد المنازل الجديدة تحت الإنشاء، وبالأسفل يقف عاملان يستغلان شعرها الطويل كونش لرفع الرمال للطوابق الأعلى مرفقة بتعليق: "شدي حيلك يا مزة عاوزين نروح!!"، ولسان حالها يقول "يا عيني على الحلو لما تبهدلة الأيام". كانت هذه نماذج من رسومات الفنانين المصريين الذين شاركوا في مسابقة، «أميرات ديزني في مصر» التي أطلقتها صفحة «ديزني بالمصري»، بالتنسيق مع صفحة «إرسم»، أحد أكبر مجموعات الرسم في مصر.الأميرة ربانزلتيتي الفرعونية
وبحكم دراستها للفن المصري القديم في كلية التربية الفنية، اختارت الفنانة منى حمزة أن ترسم مشهد «الأميرة ربانزلتيتي الفرعونية» بألوان أكواريل. وتشير إلى أن فكرة المسابقة لفتت انتباهها إلى الجروب ودفعتها للمشاركة والتفاعل لأول مرة رغم وجودها بالجروب منذ فترة طويلة. وتؤكد أن فكرة المسابقة أطلقت العنان لكل فنان في أن يتخيل أميرات ديزني لو كانوا في مصر كيف سيكون شكلهن وما هي أبرز المواقف والأحداث التي من الممكن أن يتعرضن لها. وتشير أيضًاً إلى أن الأهم هو أن المسابقة لم تعتمد على مجرد النقل فقط، بل كان هناك ابتكار في اختيار المشاهد وطرق الصياغة المختلفة التي ميزت كل فنان عن الآخر .الفكرة
صاحبة الفكرة هي سارة سالم، تبلغ من العمر 22 عاماً، تخرجت من كلية الفنون التطبيقية، قسم إعلان، وتعمل أدمن في «ديزني بالمصري». تحكي سارة سالم تجربتها لرصيف 22: «المسابقة فكرتي وتنسيقي وتمويلي، ولم أتوقع على الإطلاق أن تلقى كل هذا النجاح»، وأشارت إلى أنها وفريق عملها أعطت بداية خيط الفكرة للفنانين في جروب «إرسم»، وهم أبدعوا في الرسم، كل على طريقته، لافتةً إلى مشاركة أطفال في عمر الخمس سنوات بالمسابقة. واستخدمت صفحة «ديزني بالمصري» بعض الأساليب التسويقية لإنجاح المسابقة، كنشر صور كل فنان منفرداً مصحوبة بتعليقه وحسابه على فيسبوك، فكانت الرسومات تحظى بمئات الإعجابات والتعليقات الإيجابية، والرسومات التي كانت تحصد أكثر من 1000 لايك كان يعاد نشرها بنفس الاقتباس، في بوست مجمع قبل انتهاء المسابقة كنوع من التحفيز للفنانين المشاركين وباقي الأعضاء. وتشير سارة سالم إلى أن «ديزني بالمصري» صفحة فانز وليست تابعة لصفحة ديزني الرسمية، ولكنها تعتبر أكبر الصفحات في العالم العربي لمعجبي ديزني.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...