شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
بتكتيك إسرائيلي... حماس تخترق هواتف عشرات الجنود الإسرائيليين

بتكتيك إسرائيلي... حماس تخترق هواتف عشرات الجنود الإسرائيليين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 7 يوليو 201812:11 م
"وجه نسائي جميل، صوت ناعم، حديث جنسي... ثلاثة عناصر قد تمكّن أية جهة من التجسس على هاتف يمتلكه رجل". هذا ما يقوله لرصيف22 المتخصص في تكنولوجيا المعلومات محمود علاء، متوقعاً أن تكون هذه العناصر هي نفسها التي استخدمتها حركة حماس الفلسطينية للتجسس على هواتف العشرات من جنود الجيش الإسرائيلي، مستخدمة تكتيكاً لطالما اشتهرت استخبارات الدولة العبرية باعتماده لتجنيد بعض الجواسيس العرب. وبحسب ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، في الثالث من يوليو، اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بإنشاء تطبيقات مواعدة وهمية، بهدف جعل جنوده يقومون بتحميل برامج ضارة على هواتفهم المحمولة، تمكّن الحركة، التي تصنفها الدولة العبرية منظمةً إرهابية، من التجسس على الجنود. وبحسب علاء، فإن الصعوبة الوحيدة في التجسس على هاتف شخص ما تتجسد فقط في إقناع صاحبه بتحميل برنامج معيّن، وبحال قام صاحب الجهاز بقبول البرنامج وتحميله، سيصير التجسس على هاتفه بشكل كامل أمراً في منتهى السهولة. يضيف علاء أن أسهل الطرق لجعل شخص ما يقوم بتنزيل برامج على هاتفه هي إغراؤه بمحتوى جنسي. لذلك كثيراً ما تُعَدّ المواقع الجنسية ومواقع وتطبيقات المواعدة مجرد مصيدة للمستخدمين حول العالم. وبحسب مسؤول في استخبارات الجيش الإسرائيلي، تم الاتصال بمئات عناصر الجيش الإسرائيلي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام، وطُلب منهم تنزيل واحد من تطبيقين وهميين على هواتفهم، الأول يحمل اسم WinkChat، والثاني هو تطبيق GlanceLove. وحين يوافق أحد الجنود على تحميل أحد التطبيقين على هاتفه يصبح عرضة للتجسس من قبل الجهة التي صنعتهما، ما يمكّنها من معرفة المكان الذي يتواجد فيه الجندي، وقائمة جهات الاتصال على هاتفه، إضافة إلى تمكّنها من الاستماع إلى ما يحدث في المنطقة التي يتواجد فيها هذا الجندي بل ومشاهدته أيضاً، وذلك عن طريق التحكم في الكاميرا والسماعة الخاصة بهاتفه. ويستهدف كل من التطبيقين بشكل خاص الهواتف العاملة بنظام أندرويد. ولم يكن الجنود هم فقط الهدف الوحيد لحماس من هذه العملية، إذ استهدفت أيضاً عاملين في الجيش الإسرائيلي.

تفاصيل التعارف في ثلاث مراحل

ما قاله المسؤول الإسرائيلي في مؤتمر صحافي يوم الثالث من يوليو يمكّننا من تحديد ثلاث مراحل تشرح كيفية التواصل مع الجنود الإسرائيليين واختراق هواتفهم. المرحلة الأولى كانت عن طريق حسابات زائفة لفتيات على موقع فيسبوك، طلبن التعرّف على الجنود. ويقول علاء إن جهات عدة غالباً ما تقوم بمحاولة التجسس على حسابات أشخاص معيّنين من الذكور عن طريق إنشاء حسابات تبدو أنها لفتيات حسناوات، لكن الحقيقة هي أن الحسابات يديرها مستخدمون يعملون لصالح هذه الجهات، وقد لا يكونون إناثاً من الأساس، إلا لو كانت المهمة تتطلب أصواتاً نسائية تجري محادثات صوتية. أما المرحلة الثانية، فهي طلب الفتيات من الجنود أن تكون المحادثات عبر تطبيق WhatsApp، وبعد الحصول على ثقتهم يطلبن من الجنود التواصل عبر تطبيق للمواعدة، ووقتها يقترحن واحداً من التطبيقين المذكورين، ويقمن بأنفسهن بإرسال روابط تحميل تلك التطبيقات للجنود. وكانت تلك التطبيقات موجودة بالفعل على متجر Google Play، قبل أن تتم إزالتها بعد ذلك.
وجه نسائي جميل، صوت ناعم، حديث جنسي.. ثلاثة عناصر مكّنت حركة حماس من التجسس على هواتف عشرات الجنود الإسرائيليين
وعلى حد زعم المسؤول الإسرائيلي، لم يسبب الأمر "أي ضرر أمني على الإطلاق" للجيش الإسرائيلي. وقال إن معظم الجنود، وغيرهم من العاملين في الجيش، من الذين تم التواصل معهم بهدف تحميل أحد التطبيقين رفضوا ذلك، وأبلغوا قادتهم بالأمر. مع ذلك، أقرّ المسؤول بأن بعض الجنود قاموا بتنزيل واحد من التطبيقين، لكنه لم يقدم رقماً دقيقاً عن عددهم، مكتفياً بالقول إنهم "أقل من 100". ويقول الجيش الإسرائيلي إنه كان يراقب عمليات الاختراق منذ عدة أشهر، واصفاً العملية بالفاشلة، ويدّعي أن "العسل" الذي حاولت حماس إغواء الجنود به لم يحقق أهدافه. ووفقاً للجيش الإسرائيلي، حاولت حماس تنفيذ استراتيجية مماثلة في يناير 2017، ولكنها استخدمت تطبيقات أقل تطوراً، من خلال منصات دردشة اجتماعية.

هل حقاً لم يحقق "العسل" أهدافه؟

يؤمن المتخصص في تكنولوجيا المعلومات بأن معظم الرجال لا يستطيعون مقاومة إغراء القيام بمغامرة افتراضية مع فتاة جميلة، لكنه يضيف أن مزيداً من المعرفة بالأمان الرقمي قد تمنع الشخص من التهام "العسل". ولا يمكن تأكيد أن الجيش الإسرائيلي واثق من أن جنوده قادرين على التحكم في أنفسهم حين يتعلق الأمر بإغراءات من فتيات على وسائل التواصل الاجتماعي، والدليل أن الجيش بدأ مؤخراً بتنفيذ استراتيجية جديدة هدفها حماية أسراره العسكرية. وتعتمد الاستراتيجية على إرسال رسائل مزيّفة إلى الجنود تطلب منهم الضغط على روابط معينة يتم إرسالها، وفي حالة قيام الجندي بالضغط على الرابط، سيظهر له تحذير، ورسالة تطلب منه مقابلة ضباط القيادة في وحدته، والذين سيتحدثون معه عن أهمية الأمن عبر الإنترنت.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image