شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
أحبّت الحرية حتى السجن ورفضت الكذب حتى الثورة

أحبّت الحرية حتى السجن ورفضت الكذب حتى الثورة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 2 يوليو 201812:58 م
"أنتِ لا تعرفيني ولا تعرفي تاريخي، وهناك أجندة سياسية تريدون أن تسيطر عليّ من خلال الـ BBC، وأنا أعترض على ذلك". هكذا بدت مقابلة الكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي مع الإعلامية نوران سليم عبر برنامج "بلا قيود"، الذي لم يكن اسم على مسمى، "بقيوده"، التي شعرت بها السعداوي عندما كانت سليم تفرض عليها ما تقول، وما لا تقول في اللقاء، لتحتجّ على أسلوب الحوار، قائلةً:"أنتِ جايباني عشان أنتقد السيسي؟ أسمعي رأيي طيب!" عاشت نوال السعداوي في عصر أنور السادات، وعصر حسني مبارك، وكانت ممن أدخلهم "قلمهم" إلى السجن، وممن مُنعوا من الكتابة، وممن عاشوا "المنفى" ولذلك تقول اليوم بأعلى صوت إن "الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي أفضل بمليون مرة من السادات ومبارك". هل سبب ذلك عودتها للكتابة بالصحف المصرية بعد حرمان طالت مدّته؟ وقالت خلال الحلقة إنها تعترض على الطريقة التي يُقَدّم فيها السيسي عبر وسائل الإعلام الغربية (منها بي بي سي) لافتةً إلى أن تصويره كـ "ديكتاتور" ليس بدقيقٍ. "الأزهر، كمؤسسة يُعدّ قوة رجعية خطيرة وله أجندة رجعية"، هكذا اتهمت السعداوي الأزهر بأنه المسؤول عن عدم نجاح دعوة السيسي بتجديد الخطاب الديني، لافتةً إلى أن السيسي قد أخطأ عندما خاطبهم مباشرةً، مؤكدةً أنه كان عليه أن يجعل الشعب يطالب بتجديد الخطاب الديني أو كان عليه اتخاذ القرار بنفسه، مع البرلمان المصري، قبل أن تكمل "ولكن للأسف البرلمان المصري ضعيف". وأضافت أن "ثورة 25 يناير عام 2011 كانت ثورة حقيقية"، ولذلك حاولت كل من الحكومة المحلية والتيارات الإسلامية والقوة الأمريكية الإسرائيلية إيقافها قبل أن "تتحول إلى ثورة شعبية"، لافتةً إلى أنهم قدموا "الإسلام" في الانتخابات" التي تشك في نزاهتها لاعتقادها أن جميع الانتخابات قائمة على القوة والمال فقط. واتهمت خلال الحلقة المجلس العسكري برئاسة وزير الدفاع المصري الأسبق المشير حسين طنطاوي بـ "التواطؤ مع الإسلام السياسي وقوى خارجية من أجل إجهاض ثورة يناير التي شهدتها مصر عام 2011"، لافتةً إلى أنه كان ينبغي على الثورة الشعبية في يناير عدم القبول بتولي المجلس العسكري السلطة في مصر عقب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك. وعن رأيها بالحكومات العربية بشكل عام، قالت إنها "ناقدة" لهذه الحكومات لأنها لعبت الدور الأكبر في استعمار البلاد، وقالت: "لا تستطيع أي دولة من دخول بلادنا إلا بموافقة حكوماتنا". "اضطهاد المرأة، والعنصرية موجودان في جميع الأديان"، هذا ما استنتجته السعداوي بعد أن قضت 10 سنوات في دراسة الأديان السماوية، لافتةً إلى أن تجديد الخطاب الديني الذي تتمنى تحقيقه لا يعني الدين الإسلامي فقط، إذ هناك "خداع في النصوص الدينية أجمعها"، مشددةً على فكرة أن النصوص الدينية الموجودة لا تتناسب مع عصرنا لأن هناك آيات قد أُسقطت، منها تلك التي تتحدث عن "العبودية"، "فلا ثبات في الدين". لا تعتبر السعداوي أن الدين "صوم"، ولا "صلاة"، ولا "حجاب"، ولا "حج"، لكنه الأخلاق والعدل، قائلةً:"الشجاعة التي أدخلتني السجن هي الدين عندي". وأضافت أنها تُعلّم نفسها الدين كما تشاء.
نوال السعداوي: النصوص الدينية الموجودة لا تتناسب مع عصرنا لأن هناك آيات قد أُسقطت… ولا أعتبر أن الدين "صوم"، ولا "صلاة".. الشجاعة التي أدخلتني السجن هي الدين عندي.
عاشت نوال السعداوي في عصر أنور السادات، وعصر حسني مبارك، وكانت ممن أدخلهم "قلمهم" إلى السجن، وممن مُنعوا من الكتابة، وممن عاشوا "المنفى" ولذلك تقول اليوم بأعلى صوت إن "الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي أفضل بمليون مرة من السادات ومبارك".
وبمناسبة تخطيها عامها الـ 86، قالت إنها لا تخاف الموت، مؤكدةً كـ "طبيبة" أن لا وجود للإنسان بعد موته، أي أنه لا يشعر بشيء لتوقف جميع حواسه، مضيفةً أنها راضية عن نفسها على أكمل وجه بسبب الدور الذي لعبته في "التأثير الفكري" ليس فقط على الصعيد العربي، بل العالمي أيضاً. لم تكن متعجبة من دخولها السجن في 6 سبتمبر 1981، لأنها "ولدت بعقل يفكر"، "وولدت بقلب يخفق للصدق والعدالة". هذه هي نوال السعداوي التي كرهت الظلم حتى الموت، وأحبت الحرية حتى السجن، ورفضت الكذب حتى الثورة، مثلما قالت في كتابها "مذكراتي في سجن النساء".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image