"ماذا لو استثمرت الحكومة الإيرانية أموالها في حل مشاكل التلوث، ونقص المياه، بدلاً من إهدار المليارات على الإرهاب في سوريا واليمن أو في حروب غير ضرورية بالشرق الأوسط". هذا ما وجهه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" للشعب الإيراني، علماً بأن "نصيحته" أو "رسالته" لم تكن الأولى إذ أطل في 10 يونيو الجاري بخطاب "مودرن" عبر "السوشيال ميديا" لإعطائهم درساً عن "مشكلة المياه" التي يواجهونها، بينما وجه لهم درساً آخر حول "مشكلة البطالة" في إيران يوم 31 مايو الماضي قائلاً بكل صراحة: “الإيرانيون من أكثر الشعوب في العالم نجاحاً وموهبة… ولكن بشرط واحد، يجب عليهم مغادرة إيران لتحقيق ذلك".
من وحي الأجواء الحماسية لـ "مونديال كأس العالم"، وخاصة بعد مباراة "إيران" و"البرتغال" يوم الإثنين الماضي، والتي أسفرت عن التعادل بهدف لكل منهما، نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم فيديو "ذا طابع رياضي" عبر حسابه على "تويتر"، بدا فيه هو، والكاميرا، و"كرة القدم" ثالثهما.
تساءل عن مدى صعوبة إيقاف اللاعب البرتغالي "كريستيانو رونالدو" من تسجيل هدف قائلاً: “الفريق الإيراني فعل المستحيل". لم يكتفِ بتلك الكلمات، بل أضاف: “إلى الشعب الإيراني أقول: "لقد أظهرتم شجاعة في الملعب، واليوم أظهرتم نفس الشجاعة في شوارع إيران"، وذلك تعليقاً على مظاهرات التجار في طهران احتجاجاً على التراجع الحاد في قيمة العملة المحلية، بحسب "رويترز".
وأنهى خطابه الموجه لجموع الإيرانيين قائلاً: "إن الحل لجميع هذه المشاكل هو الشعب الإيراني". وأضاف أنه يتمنى في يوم من الأيام أن يشاهد "المنتخب الإيراني لكرة القدم يلعب أمام إسرائيل في" طهران الحرة"، "في ذلك اليوم سنكون جميعاً فائزين"، بحسب قوله.
ما أراد "نتنياهو" إيصاله للشعب الإيراني ببساطة هو أنه مثلما منعوا "رونالدو" من تسجيل الهدف الثاني، بإمكانهم إيقاف النظام الإيراني، بقيادة حسن روحاني، للتخلص من مشاكلهم، خاصة أنه يرى أن الحكومة الإيرانية تهدر أموالها على الإرهاب في سوريا وغيرها".
لا زال نتنياهو يثير الشعب الإيراني بنصائحه للتمرد.. ولكن الضحية اليوم منذ بدء الأزمة السورية، لأكثر من 30 شهراً، هي "سوريا" التي لم تسلم من شر الصراع "الإسرائيلي الإيراني"، وحظاً أوفراً لمن يتمنى عدم خلط السياسة بالرياضة.
نتنياهو والكاميرا، و"كرة القدم" ثالثهما: "ماذا لو استثمرت الحكومة الإيرانية أموالها في حل مشاكل التلوث، ونقص المياه، بدلاً من إهدار المليارات على الإرهاب في سوريا واليمن أو في حروب غير ضرورية بالشرق الأوسط؟!"بدأ الصراع العسكري المباشر بين اسرائيل وإيران عندما شُنّت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على القواعد الإيرانية في سوريا. قال مئير جافاندافار، المتخصص في الشؤون الإيرانية في مؤسسة "آي دي سي هرتزيليا": "إسرائيل تغيّرت. في الماضي، كانت تستهدف وكلاء إيران، ولكن اليوم انقلبت الآية وصار مفادها: إذا كان (المهاجم) وكيلاً إيرانياً، فإيران تقف وراء الهجوم، وعليها أن تدفع الثمن... وإذا بدأ حزب الله بإطلاق مئة ألف صاروخ على تل أبيب، يُتوقع أن تهاجم إسرائيل طهران"، في الوقت الذي يعتقد فيه الكاتب ياروسلاف تروفيموف أن إيران والنظام السوري لا يملكان الوسائل اللازمة لردع الضربات الجوية الإسرائيلية ردعاً يعتد به. فبحسب تقرير لـ "Global Firepower" قارن بين قدرات وإمكانات "إيران"، و "تل أبيب" في حال بدء "الحرب المحتملة"، فإن الميزانية العسكرية الإيرانية تبلغ 6.3 مليار دولار مقابل 20 مليار دولار لإسرائيل، إضافة إلى ذلك، يتكوّن الجيش الإيراني من 534 ألف عنصر، مقابل 170 ألفاً لإسرائيل، وبينما تمتلك إيران 1650 دبابة، يبلغ عدد الدبابات الإسرائيلية 2760. أما بالنسبة للقوة الجوية التي تعتبر العنصر الحاسم في أي مواجهة محتملة بين الجانبين، تمتلك إيران 505 طائرة عسكرية وإسرائيل 596، وعدد القطع البحرية الحربية لدى إيران 398 قطعة، مقابل 65 قطعة إسرائيلية. علماً أن الضحية اليوم منذ بدء الأزمة السورية، قبل نحو 30 شهراً، هي "سوريا" التي لم تسلم من شر الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... وحظ أوفر لمن يتمنى عدم خلط السياسة بالرياضة، لأنهما بعد مونديال كأس العالم 2018، مرتبطان إلى ما لا نهاية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 12 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت