"اليوم سأطرح اقتراحًا غير مسبوق على إيران. إنه يتعلق بالمياه. هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية تقول إن نسبة معينة من الجفاف تسود في 96% من الأراضي الإيرانية، عيسي كلانتري وزير الزراعة الإيراني الأسبق قال إن 50 مليون إيراني قد يضطرون إلى مغادرة بيوتهم بسبب الأضرار البيئية". بهذه الكلمات قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في فيديو نشر على صفحاته الرسمية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
في فيديو مدته 3 دقائق، ظهر نتنياهو وهو يجلس وراء مكتب مع خلفية ملأى بالكتب المتراصة بعناية فائقة، وأمامه قنينة ماء يشرب منها القليل، قبل أن يبدأ في الحديث عن طرق وأساليب لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في معالجة مياه الصرف الصحي في إيران، وهو ما أشار إليه في الفيديو عن إطلاق موقع إلكتروني باللغة الفارسية، تظهر فيه التفاصيل الدقيقة عن كيفية معالجة مياه الصرف الصحي. للوهلة الأولى يبدو نتنياهو كمرشح في انتخابات مجلس النواب الإيراني بتقديمه فيديو دعائياً عن امتلاكه حلولاً للقضايا التي تواجه النطاق الجغرافي لدائرة انتخابية في إيران. وهو الأمر الذي سخر به بالفارسية حساب على تويتر يحمل اسم "دارك براون" قائلاً: "ثلاثة أشخاص تاريخيًا وعدوا بحل مشكلة شرب المياة، وهم شمر بن ذي الجوشن، وحسن روحاني، ونتنياهو".
التغريدة الساخرة السابقة، التي أشارت إلى اسم حسن روحاني الرئيس الإيراني الحالي، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، جنبًا إلى جنب مع شمر بن ذي الجوشن، أحد قتلة الحسين بن علي.
وبالعودة إلى خطاب "السوشيال ميديا" الإسرائيلي الرسمي تجاه إيران، نجد أنه لم يكد يمر شهر على فيديو آخر بثه نتنياهو يتحدث فيه عن مشكلة البطالة في إيران، والذي بدأ حديثه ذاك بقوله "الإيرانيون هم من أكثر الشعوب في العالم نجاحًا وموهبة" قبل أن يضيف "ولكن بشرط واحد، يجب عليهم مغادرة إيران لتحقيق ذلك ".
خطاب نتنياهو يبدو كما لو أن "معارض إيراني في المهجر" يخاطب أبناء شعبه لحثهم على التمسك بالأمل في تغيير النظام الإيراني. وهو ما بدا واضحًا من تغير لهجة الخطاب الإسرائيلي عبر "السوشيال ميديا" والمتمثل في المسؤولين الحكوميين عبر حساباتهم الرسمية بجميع اللغات في تقديم خطاب "مغازلة" للداخل الإيراني، عبر إبراز الطرق الممكنة لحل المشاكل الداخلية التي تعانيها طهران في حال رحيل النظام الحالي.
الخطاب الإسرائيلي الذي بدأ في استخدام السوشيال ميديا بشكل مكثف في محاولة لإفشال الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى. وهو ما تم ترجمته فعليًا بقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي باستعراض درامي لوثائق ما وصفه بـ"ملفات سرية نووية" تثبت أن إيران كانت تسعى سرًا لإنتاج أسلحة نووية.
وهو الأمر الذي نجحت فيه الإدارة الإسرائيلية بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مايو/ آيار الماضي، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني رغم مناشدات الحلفاء الأوروبيين بعدم الانسحاب، وعقب قرابة أسبوع من استعراض نتنياهو الدرامي "للملف النووي الإيراني". في ظل تحالفات إقليمية مع بعض من الدول العربية، وهو الأمر الذي انعكس عبر نشر نتنياهو تغريدة له تعكس "الدور الإيجابي لإيران" في "التقارب العربي الإسرائيلي" بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال: "لدينا علاقات مع الدول العربية تتطور بشكل يفوق الخيال".
وعلى الصعيد الإيراني الداخلي، تعاني إيران من مشكلات اقتصادية متصاعدة تزامنًا مع سياسات التقشف التي ينتهجها الرئيس الإيراني حسن روحاني، والتي أدت إلى اندلاع احتجاجات عنيفة في ديسمبر العام الماضي، في بلدِِ يعاني من ارتفاع معدل التضخم، ومعدل البطالة في الشريحة العمرية 18 - 29 قرابة 29.2%، وهى الأوضاع التي ازدادت سوءًا مع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...